سيطر جيش الفتح التابع للمعارضة السورية المسلحة، اليوم الثلاثاء، على معسكر المسطومة, وهو آخر معسكرات القوات النظامية في ريف إدلب بشمال سوريا. كما سيطر على بلدتين في محيط المعسكر ليقترب أكثر فأكثر من اللاذقية, معقل النظام الرئيس في الساحل.
وتمكن جيش الفتح -المؤلف من فصائل أبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وجند الأقصى وجيش السنة- من اقتحام المعسكر والسيطرة عليه بالكامل إثر هجوم نهائي استغرق أقل من 48 ساعة, في حين تراجعت القوات النظامية إلى مدينة أريحا, المعقل الأخير المتبقي لها بمحافظة إدلب.
واقتحم مقاتلو جيش الفتح معسكر "الطلائع" إثر اشتباكات عنيفة وتفجير قوي يعتقد أنه ناجم عن هجوم بعربة ملغمة. وأكدت جبهة النصرة في تغريدة على موقع تويتر "تحرير" معسكر المسطومة بالكامل. وبث ناشطون صورا لمقاتلي المعارضة داخل المعسكر, وبدت داخله آليات تحترق.
من جهته, قال التلفزيون السوري إن قوات الجيش "تحركت" (من المعسكر) لتعزيز الدفاعات حول مدينة أريحا التي تقع على مسافة سبعة كيلومترات من المعسكر.
أما وكالة الأنباء الرسمية السورية فنقلت عن مصدر عسكري قوله إن سلاح الجو ووحدات الدعم الناري وجهوا ضربات مركزة على تجمعات "الإرهابيين" المتسللين إلى معسكر المسطومة ومحيطه, وكبدوهم خسائر كبيرة.
تراجع جديد
وأفاد مراسل الجزيرة أدهم أبو الحسام بأن انسحاب القوات النظامية بأعداد كبيرة من معسكر المسطومة كان مرتبكا. وقال إن جيش الفتح مهد للاقتحام بنيران كثيفة, وأشار إلى خسائر كبيرة تكبدتها القوات المدافعة عن المعسكر.
وتابع أن الطيران الحربي السوري شن غارات كثيرة على المعسكر ومحيطه وعلى قرية المسطومة القريبة منه التي كان جيش الفتح استولى عليها بالإضافة لبلدة نحليا القريبة من مدينة أريحا. وكانت فصائل المعارضة استولت قبل ذلك على بلدة المقيلبية, وتحدثت شبكة شام عن مقتل جنود نظاميين في نحليا.
وكان جيش الفتح سيطر نهاية مارس/آذار على مدينة إدلب, ثم على مدينة جسر الشغور الشهر الماضي. ولا تزال القوات النظامية تتحصن في مدينة أريحا بالريف الغربي لإدلب, وفي "مطار أبو الظهور" العسكري بريف المحافظة الشرقي.
من جهتها, نقلت وكالة رويترز عن حسام أبو بكر القيادي في حركة أحرار الشام أن الهدف التالي لجيش الفتح هو مدينة أريحا وما حولها.
ميدانيا أيضا, أعلنت فصائل معارضة أنها سيطرت اليوم على نقطة المعامل وحاجز "المستر" في محيط اللواء 39 بين منطقة ميدعا وتل كردي بريف دمشق.
وتمكنت تلك الفصائل من التقدم إثر معارك أسفرت عن سيطرتها على أسلحة وذخيرة، وقتل عدد من الجنود النظاميين والمسلحين الموالين لهم. وذكرت المعارضة أن مدرعات وآليات تابعة للنظام انسحبت من المنطقة إلى داخل اللواء 39 وقرية حوش الخياط القريبتين.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن الطيران الحربي قصف اليوم حي جوبر شرقي دمشق, وبلدات بالغوطة الشرقية بينها دوما. كما قصفت بلدات بدرعا جنوبي البلاد ببراميل متفجرة, بالإضافة لتلبيسة بحمص (وسط). وذكرت أن غارات مماثلة أسفرت عن قتيلين في بلدة الحسينية بريف دير الزور شرقي البلاد.
الجزيرة نت