غزة – رائد أبو جراد "الرسالة نت"
أكد مشير المصري النائب في المجلس التشريعي عن حركة "حماس" أن قادة حماس الشهداء ترجموا أقوالهم لأفعال ورسموا خارطة الوطن بدمهم الأحمر، مبيناً أنهم عبدوا طريق النصر والتمكين والطريق نحو القدس والطريق لعودة اللاجئين بأشلائهم الطاهرة.
وأوضح المصري أن هؤلاء القادة قبلوا أن يذبحوا من الوريد الى الوريد لأجل شعبهم ودينهم وأرضهم ومقدساتهم وأنهم ليسوا كمن خسئوا على أنفسهم ولم يذبحوا ولو سياسيا من الوريد الى الوريد ورضوا أن يكونوا مع الخوالف دون أن ينصروا غزة".
جاء ذلك خلال مهرجان (في ذكرى استشهاد القادة نحو الأقصى ماضون) نظمته أسرة مسجد السيد هاشم التاريخي وسط مدينة غزة مساء الاثنين في الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد قادة حماس والمقاومة "الياسين والرنتيسي والمقادمة" بمشاركة عدد من رواد المسجد وأهالي الحي.
أصبحوا قادة
وقال المصري:"أملي أن يرضى الله عني، كلمات حفظها الصغار قبل الكبار لشيخنا الإمام احمد ياسين أما أسد فلسطين د.عبد العزيز الرنتيسي فهو الذي ختم حياته وهو ينشد أن تدخلني ربي الجنة هذا أقصى ما تمنى، أما مفكر الإخوان المسلمين د.إبراهيم المقادمة فهو الذي تتلمذ على أيديه الرجال والأسود والقادة ومعظم من تتلمذوا على أيديه أصبحوا قادة للانتفاضة".
وأشار إلى أن ذكري استشهاد القادة تمد حركة حماس بمزيد من الصمود والثبات والثقة بنصر الله تعالى، مستطرداً:"هؤلاء هم الرجال الذين فهموا طبيعة المرحلة وأيقنوا بأن طريق القادة وطريق الذين انتموا لخط الإسلام العظيم ليست طريق مفروشة بالورود والرياحين ولكنها طريق محفوفة بالمكاره والمحن والابتلاءات فخاضوها ولم يترددوا وشقوا طريقهم ولم يتلكئوا أو يتقهقروا".
ولفت إلى أن هؤلاء القادة الأبرار عرفوا أن الطريق التي ساروا فيها قد تكلفهم حياتهم وأبنائهم وبيوتهم وأموالهم ومضوا فيها دون تردد وضحوا بكل ما ملكوا، موضحاً أن هذه الدماء الزكية تقيم الحجة لنكون الأوفياء لها لنقتفي أثرهم في استحضار ذكراهم للسير على دربهم وأن نمتطي صهوة المجد من بعدهم.
وفي سياق متصل، أكد النائب المصري أنَّ كلَّ محاولات الابتزاز والضغط على آسري الجندي الصهيوني جلعاد شاليط باءت بالفشل، ولم تفرض على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أيَّ تراجع أو تخفيضٍ لشروط المقاومة للإفراج عن الجندي، موضحاً أن حياة جندي صهيوني مجرم ليست بأشرف من حياة 8 آلاف أسير يرزحون في سجون الاحتلال.
وشدَّد المصري في تصريح صحفي له يوم الثلاثاء على أن كلَّ خيارات الشعب الفلسطيني ستبقى مفتوحةً، إلى أن يتمَّ تبييض السجون الصهيونية من أسرانا الأبطال الذين أفنَوا زهرات عمرهم في أقبية التحقيق والاعتقال، وأنَّ العدوَّ لن يشعر بالأمن والاستقرار، ولن يهدأ بال الشعب الفلسطيني حتى يتنفَّس كل الأسرى الحرية وتبييض السجون.
وأشار إلى أن ثمن الإفراج عن شاليط هو الشروط التي وضعتها المقاومة، وعلى الاحتلال الانصياع لها، مؤكدًا أن العدو الصهيوني استنزف كلَّ الخيارات؛ في محاولةٍ لكسر إرادتنا وفرض شروط الاستسلام أو تقديم شاليط مجانًا، سواءٌ عبر الحرب أو التهديد والوعيد.
من جانبه، قال الرائد أيمن البطنيجي الناطق باسم الشرطة الفلسطينية وأحد المعاصرين للدكتور الرنتيسي في سجون السلطة السابقة: "تأكد لي أن معظم أبناء شعبي كان هناك غشاوة على أعينهم خاصة في مجال معرفتهم للإسلام والقضية الفلسطينية وشعرنا أن الرنتيسي إنسان مختلف، لأول مرة اشعر أن إنسانا يتلو القرآن وكأنه غض، وكان الدكتور حريصا على التمارين الرياضية وحريصا على برنامج يومي من متابعة وقراءة وسماع الأخبار".
وبين أن الدكتور طلب منه أن يسمع له القرآن بعد أقل من شهر من مكوثه في سجون السلطة ولم أجد إلي يومي هذا إنسانا بقوة حفظ الدكتور عبد العزيز للقرآن، مضيفاً: "بدأنا نشعر بانجذاب مغناطيسي غير طبيعي ولمسنا فيه الأخلاق الحميدة والاحترام والتواضع وبشاشة الوجه والمعاملة اللطيفة العظيمة".
وأكد البطنيجي أن الدكتور الرنتيسي كان كاتباً للشعر، مبيناً قيامه بتهريب إحدى قصائد الرنتيسي بعنوان قادة السوء من 28 بيتاً كان يتنبأ فيها بزوال الاحتلال والسلطة، نشرت في إحدى أعدادها جريدة الرسالة وقتها وقامت الدنيا ولم تقعد على تلك القصيدة "كيف تنشر قصيدة للدكتور وهو معتقل فقاموا بتشديد الحراسات عليه وسحبوا الأوراق والأقلام والكتب من عنده ردا على ذلك".
كما اشتمل المهرجان الحماسي على عرض فقرات فيديو توضح حياة القادة وكلمات من نار ونور كتبوها ونادوا بها قبل استشهادهم عبر شاشة LCDعرضت وسط ساحة المسجد التاريخي.