قالت مصادر أمنية ليبية إن رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني نجا من محاولة اغتيال نفذها مسلحون مجهولون أسفرت عن إصابة أحد مرافقيه، وجاء ذلك بعد مظاهرات ضد الثني أمام مقر البرلمان المنحل بطبرق ومطالبة باستقالته.
وأكد طارق الخراز المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة لحكومة الثني المنبثقة عن البرلمان المنحل أن "مسلحين مجهولين استهدفوا مساء اليوم الثلاثاء موكب رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني بهجوم مسلح أسفر عن إصابة أحد مرافقيه بجروح".
وأضاف الخراز لوكالة الأناضول أن الثني لم يصب بأي أذي في الهجوم الذي استهدف الموكب الذي كان في طريقه إلى مدينة البيضاء (شرق) وأنه "لم تعرف بعد هوية المسلحين الذين هاجموا الموكب.
وفي وقت سابق اليوم فشل برلمان طبرق المنحل في استكمال جلسة لمساءلة الحكومة الليبية المؤقتة بعد تصاعد حدة المظاهرات خارج مقره المؤقت في طبرق نظمها مواطنون مطالبين بإسقاط حكومة الثني الذي كان يحضر الجلسة مع عدد من الوزراء.
من جانبها نفت الحكومة المنبثقة عن البرلمان المنحل في ليبيا طرد رئيسها عبد الله الثني من مقر البرلمان من قبل متظاهرين غاضبين يطالبون باستقالته، واتهمت قناة مقربة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر باستهدافها عبر نشر الخبر.
وفندت حكومة الثني ما نشرته قناة "ليبيا أولا" المقربة من حفتر وعدد من مواقع التواصل الاجتماعي بشأن طرد رئيس الحكومة وأعضائها من جلسة الاستماع التي عقدها في المقر المؤقت للبرلمان المنحل بمدينة طبرق.
واتهمت حكومة الثني في بيان لها القناة بشن حملة ممنهجة تستهدف الحكومة ورئيسها وتهدف من ورائها لتحقيق مصالح شخصية لمالك القناة بعد رفض رئيس الحكومة طلبه بتولي محفظة ليبيا الاستثمارية بقيمة 67 مليار دينار ليبي(نحو 49 مليار دولار).
وأكد البيان أن رئيس الحكومة وأعضاءها غادروا بإرادتهم بعد محاولة متظاهرين اقتحام مبنى مجلس النواب بالقوة.
وقال المتحدث باسم البرلمان فراج هاشم إن النواب رفعوا الجلسة بعد اشتعال النيران في السيارة خارج مبنى القاعدة البحرية التي تحولت إلى مقر للبرلمان بطبرق، واستأنفوها بعد مغادرة الثني.
وكان متظاهرون غاضبون بينهم مسلحون حاصروا المقر المؤقت للبرلمان المنحل وبداخله رئيس الحكومة عبد الله الثني ورئيس البرلمان عقيلة صالح وعدد من أعضاء الحكومة والبرلمان منذ الصباح.
وأكدت مصادر للجزيرة أن المتظاهرين طالبوا بإقالة عبد الله الثني على الفور وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء وأحرقوا سيارتين للحرس الرئاسي التابع للثني، كما نقل مراسل الجزيرة عن المصادر نفسها أن المتظاهرين يسعون إلى منع الثني من مغادرة طبرق عبر الميناء أو المطار.
وقال مراسل الجزيرة من طرابلس أحمد خليفة إن الوضع عموما اتجه إلى الهدوء في طبرق بعد حالة الغضب التي احتدت مساء، لكن الاحتقان بحسبه ما زال موجودا سواء ضد الثني وحكومته التي عجزت عن حل العديد من المشكلات كما يقول المتظاهرون أو ممن رفضوا التعرض للثني بهذه الطريقة.
ويواجه الثني انتقادات متزايدة بشرق البلاد بسبب الفوضى السياسية التي تعم ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، والأزمات الاقتصادية التي تشمل التأخر في دفع الرواتب والانقطاع في التيار الكهربائي.