لساعاتٍ معدودات

زغاريد 4000 أم عريسٍ وعروس تطوي ذكريات الحرب

جانب من العرس الجماعي
جانب من العرس الجماعي

غزة-الرسالة نت-(خاص)

وكأنّ الفرحة لم تزر بيتها من ذي قبل، فكلتا يداها ترفرفان وكطيرِ حمام، من وسط آلاف أهالي "العرسان" في ملعب اليرموك بمدينة غزة.

الحاجة جميلة سلمان (45 عامًا)، تحتضن صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتارة تلقي بزغرودتها مع أهازيجِ نسوة اجتمعن مبتهجين ومهللين، ورافعاتٍ أياديهن فرحًا لأبنائهن وبناتهن على منصة الفرح الجماعي الذي نظمته مؤسسة "تيكا" التركية، لـ(2000 عريس، و2000 عروسة).

"كساني الحزن قبل عامٍ من الآن بعد اصابة ابني حسام برصاص الاحتلال"، تقول أم العريس جميلة، وتضع أناملها على كتفها وتضيف "وأنا لم أسلم من رصاص إسرائيل".

عائلة بأكملها مضغت الحزن لـ(51 يومًا) في الحرب الأخيرة على القطاع، أصيب معظمها ومن بينهم العريس وأخوته، ودُمّر منزلهم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بفعل صواريخ الاحتلال.

"اليوم أشارك أربعة آلاف عائلة الفرح"، تردد أم العريس حسام هذه العبارة مع كل جملة، وما إن زفّ عريف الحفل خبر تحية الرئيس التركي للشعب الفلسطيني وأسر الشهداء والمصابين، حتى أطلقت زغرودتها عالية، ورفعت بيمينها صورة أردوغان قائلة "هذا الخليفة.. هذا خليفة المسلمين".

وفي وسط الآلاف ترتفع الأعلام التركية لتكسو ملعب اليرموك أعلام الحب، وراية فلسطين تجمعهم، ولا سوى القلوب تجتمع في المكان.

أمّ العريس إبراهيم العطار –ثريا-، لم تترك هاتفها المحمول من يدها وهي تلتقط صورًا لابنها، وتارة تصرخ ملوحة بيديها لأن يعطيها نظرة حب على بعد عشرات الأمتار، لكنّ صوت أناشيد الفرح كست المكان بقول المنشد "تلولحي يا داليا، يا أم الغصون العالية".

يداها لم تتوقفان، وكرسيّها البلاستيكي أضحى منصّة تقف عليه وتطلق زغاريدها، وما إن وصلت إليها، حتى رددت أم إبراهيم "احنا مقاومة، اليوم لازم نفرح".

أمّا إلهام الثلاثيني –أم العروس إسراء-، والتي زفّت بنتها لبيت زوجها قبل شهرٍ من كتابة التقرير، تعبّر عن فرحتها بالتصفيق والزغاريد متمايلة كنسمات الهواء على ألحان الأناشيد، وحماس عريف الحفل الذي ما فتئ يلهب المشاركين.

لم نستطع سماعها جيدًا وهي ترسل حروفها إلى مراسل ، فاقتربت وصرخت بأعلى صوتها قائلة "نحن حماس، وبدنا نفرح غصبن عن نتنياهو وكل إسرائيل".

وعند سؤالها عن الفرق بين زفاف ابنتها في بيتِ الأهل، ووسط الآلاف من العرسان أجابت، "لن يفهم شعوري إلا الأمهات اللواتي شاركن في الحفل وشاهدن أبنائهن يزفون على منصّة الحفل يشاهدهم الملايين من حول العالم".

لم تخفِ فرحتها كما المئات من أهالي العرسان، وأطلقت زغرودة بعالي صوتها، مرددة "شكرًا تركيا، شكرًا أردوغان".

البث المباشر