المفكر والكاتب اليهودي في أول حوار لصحيفة فلسطينية

بيلد للرسالة نت: "إسرائيل" أكبر منظمة إرهابية في العالم وغزة تهدد شرعيتها

 المفكر والكاتب اليهودي ميكو بيلد
المفكر والكاتب اليهودي ميكو بيلد

الرسالة نت- (وليد محمد - محمود هنية)

ثمة من يجهرون بالحقيقة مع إدراكهم بكلفة الثمن الذي سيدفعونه على مرارته، ويصرون على الصدح بها رغم أنها ستدفع بهم للمزيد من العزلة، هذا شأن كثيرين من بينهم المفكر والكاتب اليهودي ميكو بيلد، الذي استيقظ وعائلته مبكرًا من غفلة عاش في ظلها فترة من السنوات، كان يعتقد خلالها أن ما تسمى بـ(إسرائيل) هي صاحبة الحق.

وبدا واضحًا حجم التحول لدى ميكو إذ وصف جيش الاحتلال بـ"العنصري"، وأنه اكبر منظمة إرهابية في العالم، لافتًا النظر اتجاه حقائق أهمها أن (إسرائيل) ما كان لها أن تستمر لولا الدعم الذي تلقته تحديدًا من دول المنطقة.

وأكدّ ميكو في حديثه لـ"الرسالة نت" أن (إسرائيل) لن تستطيع النجاة لوقت طويل، إذ تتطلّب فكرة ما يُسمى بـ "الدولة اليهودية" -في بلد عربي -العديد من العناصر غير المتاحة، ناهيك عن القوانين العنصرية في الكيان، وما تستخدمه من قوة عسكرية وحشية؛ للحفاظ على النظام القمعي والآلاف من الأسرى السياسيين وغيرها.

وقدّر الّا تستمر (إسرائيل) أكثر من عقد زمني، إذ أنها ستنهار سريعًا، لأنها اعتمدت على بث الخوف والعنصرية والتجويع كما الحال في غزة، وهي أشياء لا تدوم في أعراف شعوب تقاوم محتليها. وفق قوله.

وقال إن ما ابرمته (إسرائيل) من معاهدات اتجاه العرب، كانت في حقيقة الامر مرتبطة مع أنظمة دكتاتورية لطالما خدمتها وأسهبت في تعزيز وجودها، مع ذلك فـ(إسرائيل) لا تبدي التزاماً نحو الشعوب أو البلدان أو حتى السلام نفسه، فـ"السلام لم يكن أبدا موضوعا لها، وهو لديها مرتبط بالقوة"، ويكمل "إن عقد اتفاقيات مع هذين النظامين الديكتاتوريين يخدم (إسرائيل) بشكل جيد".

وطبقًا لما يقوله ميكو، فليس ثمة من خيارات تملكها (إسرائيل) ضد الفلسطينيين سوى اثنين إما اعطائهم الحرية ورفع الحصار والسماح بعودة اللاجئين، ما يعني عمليًا نهاية وجودها، أو المضي قدمًا في عنصريتها وقمعها إذا ما ارادت النجاة، لأنه دون ذلك لن تنجو".

ولهذا يدعو ميكو الى ضرورة بقاء معارضة (إسرائيل) والصهيونية بشكل كامل. ولهذه الأسباب ذاتها يجب أن تدعم حركة المقاطعة العالمية المقاومة الفلسطينية، و"على العالم قطع اتصالاته مع (إسرائيل).

وشدد على أن مواجهة (إسرائيل) هي الضمان لسلام دائم، مستشهدًا بتضارب تصريحات قادتها تجاه الأحداث في غزة كدليل على كذب مبررات العدوان ضد غزة مؤخرًا، مشيرًا إلى أن الحكومة الجديدة هي امتداد للحكومات (الإسرائيلية) العنصرية، "وكل الأحزاب متفقة على قضية فلسطين".

وقال " يبقى الهدف قتل الفلسطيني بشهادة العالم الذي عجز عن وقف المجازر المروعة"، مطالبًا بضرورة مقاضاة قادة الاحتلال أمام العالم.

وفي سياق متصل، اعتبر أن التفاوض مع (إسرائيل) يعني الاعتراف بها، وشرعنة احتلالها للأرض الفلسطينية وقمعها بحق أهلها، "لذلك المفاوضات مع (إسرائيل) أمرٌ خاطئ"

وأضاف "لا يمكنك مفاوضة الأنظمة العنصرية، التي من الواجب القضاء عليها كنظام الأبارتايد في جنوب افريقيا والفاشية، وبحكم الخبرة فإنه لا يمكن القضاء عليها عبر المفاوضات، ومقاومة كمقاومة أهل غزة، هو السبيل الوحيد للتعامل مع القمع والاحتلال"

وأكدّ أن غزة لا تشكل تهديدًا وجوديًا على (إسرائيل) من الناحية العسكرية، بل هي تشكل مصدر تهديد لشرعية الاحتلال، فـ"أهل غزة والظروف التي يعيشون فيها، تدلل بأن (إسرائيل) فاقدة للشرعية، ولهذه الأسباب تقتلهم وتحاصرهم بشكل غير شرعي".

وشدد على أنه لا يمكن انهاء الحصار وإطلاق سراح الاسرى، الا بسقوط الصهيونية وهزيمتها، وحينها فقط ستتغير الأمور للأفضل، لكن طالما بقيت (إسرائيل) فإن الأمور ستزداد سوءًا.

البث المباشر