هل تفتح خروقات التهدئة بابا أمام حرب جديدة؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الرسالة نت-فادي الحسني

رغم أن المعطيات كافة لا تشي بقرب اندلاع حرب على قطاع غزة، لاسيما على ضوء عدم رغبة الاطراف بتجدد حالة الاشتباك، إلا أن ثمة متغيرات قد تجبر كل من المقاومة و(إسرائيل) على الدخول في مواجهة جديدة.

ومما هو واضح فإن (إسرائيل) بدأت تتجهز لإمكانية اشعال النيران بعد أقل من عام على الحرب الاخيرة، حيث اعادت نشر بطاريات القبة الحديدية على حدود غزة، على أثر سقوط صواريخ محلية في الأراضي المحتلة عام 1948، وهو أمر يشي بمخاوف الاحتلال من تجدد الاشتباك، فضلا عن أنه أمر ينبئ باحتمالية انزلاق الاوضاع سريعا نحو الهاوية بما لا يرغب الطرفان.

وأثار استهداف الطيران (الإسرائيلي) خلال اليومين الأخيرين عددا من المواقع المدنية في قطاع غزة، غضبا شعبيا، فضلا عن انه دفع بتقديم جملة من التساؤلات عن مستقبل التهدئة الهشة التي وقعت اغسطس الماضي في اعقاب الحرب الاخيرة على غزة؟

وقد يبدو أنه من الصعوبة بمكان الوصول إلى إجابة شافية في هذا المضمار، خصوصا أن طرفي المعادلة ليس بإمكانهم تسجيل ضمانات لعدم تفاقم الأوضاع الميدانية، لاسيما المقاومة التي ترى أن استمرار بقاء الوضع الانساني في قطاع غزة على هذا النحو من التراجع سيدفع حتميا باندفاع نحو تجدد الاشتباك.

وحملت تصريحات محمد الهندي -عضو المكتب السياسي للجهاد الاسلامي- تأكيد على أن المقاومة لم تركن لحالة الهدوء النسبي، قائلا "يحاولون بحصار غزة أن يحققوا ما عجزوا تحقيقه في ثلاثة حروب، لكن المقاومة مستمرة، ستبقي بوصلتها القدس".

في المقابل نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مسؤولين في (إسرائيل)، قولهم إنهم غير معنيين أبداً بتكرار سيناريو الصيف الماضي في غزة، وأن التهديدات بحرب جديدة فقاعات هواء ليس أكثر. علما أن (إسرائيل) قامت بإغلاق معبري كرم أبو سالم، وبيت حانون (ايرز).

إضافة إلى ذلك فإن إذاعة الجيش (الإسرائيلي) ذكرت أن قواتها أجرت أمس الأحد تدريبات عسكرية في الكيبوتسات المجاورة لقطاع غزة وفي مدينة سديروت. تزامن ذلك مع ما نتائج الاستطلاع الذي أعده معهد السياسة والاستراتيجية (الإسرائيلي)، والذي يفيد بأن 82% من (الإسرائيليين) يتوقّعون جولة أخرى من القتال ضدّ حماس.

ومن ناحية حماس، فقد شرع الجناح المسلح لها (كتائب القسام) بعد أن أجرى سلسلة تدريبات ميدانية قرب الحدود مع (إسرائيل)، بتعبيد طريق على طول الشريط الحدودي الشرقي لقطاع غزة المتاخم للمواقع العسكرية (الإسرائيلية)، في خطوة قيل إنها تأتي تحديا للاحتلال، وتثبيتا للحقائق.

بيد أن قائدا ميدانيا في الكتائب -رفض الكشف عن اسمه- قال إن التدريبات الميدانية التي تقوم بها كتائب القسام بالقرب من السياج الحدودي وعلى مرأى العدو هي بمثابة كسر للحاجز النفسي بالنسبة لعناصر المقاومة ومحاولة لإرباك الخصم. مشيرا إلى أن تعبيد الطريق الحدودي المعروف بشارع الشهيد رائد العطار (جكر) بهدف تمكيننا من مراقبة الحدود وصد التوغلات (الإسرائيلية) باتجاه أراضي المواطنين.

في الوقت نفسه ربط عدد من المراقبين مسألة تجدد الحرب على غزة بالنسبة لـ(إسرائيل) بإمكانية إحداث الصواريخ المحلية تهديدا حقيقيا لأمن المستوطنين المقيمين على الأراضي المحتلة عام 1948، وسقوط قتلى. أما على صعيد المقاومة فهم أيضا (أي المراقبين) رهنوا وقوع اشتباك بسقوط عدد من الشهداء.

رغم ذلك لم يتجاهل استاذ العلوم السياسي بالجامعة الإسلامية وليد المدلل، تعامل (إسرائيل) مع الصواريخ التي أطلقت من غزة مؤخرا، على انها خطر حقيقي، وردّ عليها عبر استهداف عدد من المواقع العسكرية التابعة للمقاومة، وقال "هذا دليل على أن هناك تخوفا لدى (إسرائيل) على حياة مستوطنيها وبالتالي قد يدفعها هذا الأمر لتجدّد المواجهة".

البث المباشر