بعد فشله ومرضه.. تهامس حول خليفة عباس

عباس خلال المؤتمر السادس
عباس خلال المؤتمر السادس

رامي خريس

          عادت الأزمات تعصف بحركة فتح من جديد ، فتحت الرماد لا تزال هناك جذوة مشتعلة تزداد اشتعالا يومياً، وتكاد تتحول لحريق كبير يأخذ في طريقه الأخضر أو بالأحرى الأصفر واليابس ، وككل مرة تبدأ الحكاية بتهامس ثم ما يلبث أن يتحول إلى ضجيج كبير وتتعالي الأصوات وينقسم الجسم إلى تيارات ومراكز القوى.

وتدور حكاية الخلاف هذه المرة حول وريث عباس أو بالأحرى من سينوب عنه أو سيخلفه إذا غاب عن المشهد السياسي والفتحاوي أو إذا غُيب عن الحياة بانتقاله إلى الدار الآخرة.

     هكذا فعل الفتحاويون في الأيام الأخيرة لولاية الراحل ياسر عرفات ففتحوا المزاد وبدأ طرح الأسماء المرشحة لخلافته وكان "أبو مازن" أحدهم ، وفي نهاية ولايته كقائد لحركة فتح تتكرر نفس التجربة ، هناك من بدأ يعد نفسه، وآخرون توجهوا لعقد تحالفات جديدة ، كذلك خرج إلى العلن الحديث عن تعيين نائب للرئيس ، وبالرغم من النفي الرسمي للخبر إلا أن مصادر ترجح أن يكون هناك أصل له يتعلق بأحاديث جانبية لأعضاء من اللجنة المركزية يرون في أنفسهم مرشحين أقوياء لتولي المنصب.

     ** مريض

ويأتي الحديث عن خليفة لعباس في ظل الأخبار التي تتحدث عن تدهور حالته الصحية أو على الأقل تراجعها فقد نقلت مصادر صحفية أنه تردد خلال أقامته في الأردن الأسابيع القليلة الماضية ست مرات على المشفى كان آخرها قبل أيام قليلة.

 ولا توجد معلومات دقيقة عن حقيقة مرضه لكن الأطباء في القطاع الطبي الخاص في عمان تناقلوا تكهنات حول معاناته من التهابات حادة تستوطن بعض أعضاء جسده أو حتى في حالة ضغط الدم المرتفع والإرهاق التي يعاني منها القلب.

وقبل يومين ترددت أنباء عن تعرضه لوعكة وإرهاق القلب تمكن من تجاوزها لكن الأمر استدعى جلوسه مسترخيا لثلاثة أيام.

** في مهب الريح

     وعلى ما يبدو أن "فتح" في مهب الريح مرة أخرى بل انها لا تزال تعاني من الضعف والتفكك بالرغم من عقدها لمؤتمرها السادس الذي كانت تعول عليه كثيراً ، فبحسب ما يرى المراقبون ان عباس استطاع عقد المؤتمر وإجراء انتخابات داخلية وفرز قيادة جديدة إلا أن الحركة لم تتعاف فعلياً من أمراضها، ويبدو واضحاً في حالة الصراع التي لا تزال تدور بين أقطابها ، الذي يبدو جليا في قطاع غزة ما اضطر الحركة لإرسال القيادي في الحركة صخر بسيسو لمعالجة مشاكلها وهو ما لم يتحقق بحسب بعض قادة الحركة.

     ويبدو أن عدم تقدم إصلاح الحركة جر نقداً لاذعاً من القيادي في فتح والأسير لدى الاحتلال مروان البرغوثي الذي انتقد أداء الحركة عقب مؤتمرها السادس وقال :"ليس لدى تفاصيل بالقرارات، ولكن يبدو أن الأداء بطيء، وأن التغيير محدود، ولا يلمس كادر الحركة فرقا بين الأمس واليوم".

وحتى في الساحات الخارجية فإن حالة التفكك والصراعات بين قادتها تزيد بل وتتعاظم ،ففي لبنان لا تزال الحركة برؤوس متعددة ومتصارعة فيما بينها ، وصلت في أحيان كثيرة إلى وقوع اشتباكات مسلحة وتنفيذ عمليات اغتيال وتصفية.

كذلك تسود أقاليم حركة فتح في دول المغرب العربي حالة من الفوضى والارتباك بحسب بعض المصادر ، فقد صدر مرسوم رئاسي يقضي بتحويل المتفرغين من كادر حركة فتح في ساحتي مصر والجزائر إلى ملاك جيش التحرير، الأمر الذي يعتبر خطوة تمهيدية لإحالتهم على التقاعد أسوة بما حصل مع كادر تونس، مما يستبق الإعلان رسميا لاحقا عن إغلاق مكتبي الحركة العريقين في العاصمتين القاهرة والجزائر.

هذه فقط بعض المستجدات في ملف الوضع الداخلي في حركة فتح التي لم تتحسن بعد مؤتمرها السادس بل زادت سوءاً ، والآن بعد تراجع حالة عباس الصحية والحديث عن خلافته فضلاً عن فشل مشاريعه السياسية فإن جولة من الصراع والتفكك قد تلازم الحركة وهو ما قد يبدأ في التفاعل والظهور خلال الأيام القادمة.

 

البث المباشر