تضاربت تصريحات قادة الاحتلال (الإسرائيلي) حول قرار شن عدوان جديد على قطاع غزة، صيف العام الجاري، بالتزامن مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب الأخيرة ضد القطاع العام الماضي.
وبات واضحًا أن قرار مواجهة جديدة مع قطاع غزة بات مجهولًا لدى القادة (الإسرائيليين)، خاصة بعد تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة.
ومن أهم المؤيدين لشن حرب ضد غزة، هو رئيس كتلة حزب "اسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، الذي يعتبر من أشد المعارضين لحكومة نتنياهو الجديدة، ويسعى إلى عرقلة عملها، وبالتالي إسقاطها.
وكان ليبرمان قد هدد حركة حماس بصيف حار وبمواجهة عسكرية جديدة. وقال إنه من المستحيل منع عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة خلال الصيف الجاري.
أما على صعيد المعارضين، فمن أبرزهم قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال سامي ترجمان الذي صرّح بأن (إسرائيل) لن تخوض حربًا جديدة ضد قطاع غزة، بسبب عدة قذائف صاروخية أطلقت من غزة اتجاه (إسرائيل).
ويرى محللون ومختصون في الشأن (الإسرائيلي)، أن تهديدات بعض قادة الاحتلال تأتي في إطار المزايدة السياسية والتراشق الإعلامي. وهذا ما أكده المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل بقوله "(إسرائيل) غير معنية بتكرار سيناريو الصيف الماضي في غزة"، معتبرًا تهديدات المسؤولين بحرب جديدة "فقاعات هواء" ليس أكثر.
قرار سياسي
المختص في الشأن (الاسرائيلي) مأمون أبو عامر، قال إن مسألة شن حرب جديدة على غزة، تحتاج قرارا سياسيا من الحكومة، مشيرًا إلى أن ليبرمان من أشد المعارضين لحكومة نتنياهو الجديدة.
وأضاف أبو عامر "ليبرمان يريد أن يمارس اللعبة السياسية وهو خارج الحكومة، من خلال توريطها في خوض معركة جديدة مع غزة"، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنه لا يملك أي قرار يتعلق بذلك.
واستبعد أي حرب على غزة خلال المرحلة المقبلة، نظرًا لانشغال نتنياهو في الحكومة من جهة، ووجود ضغوط داخلية وخارجية، من أجل استمرار التهدئة لفتح باب النار مع قطاع غزة مجددًا.
أما فيما يتعلق بالرأي الرافض للحرب، فقد عقّب أبو عامر على ذلك قائلًا "ترجمان قائد عسكري وله رأيه في الميدان؛ لكنه يميل إلى قرار التهدئة في الوقت الراهن".
وأيّد هذا الرأي المختص في الشأن (الاسرائيلي) حاتم أبو زايدة، الذي أكد أن تلك التصريحات تأتي في إطار المزايدات الحزبية. وقال "ليبرمان من أكثر المؤيدين للحرب، ومن أشد المعارضين لنتنياهو".
وبدا من المؤكد عدم جاهزية الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لخوض أي معركة خلال الفترة القليلة المقبلة، وعقّب أبو زايدة على ذلك "الطرفان يسعيان إلى ترميم أوضاعهما الداخلية، والوضع الراهن غير سانح لمواجهة جديدة.
وأكد المختصان أن قرار شن الحرب بيد القادة السياسيين، وتحديدًا نتنياهو إضافة إلى رأي المؤسسة العسكرية والتي تبدي رفضها الواضح لخوض حرب جديدة ضد غزة.
ويبقى قرار أي مواجهة مع غزة، مطروحًا على طاولة الحكومة (الاسرائيلية)؛ لكن تنفيذه مؤجل إلى ان تنتهي الحكومة من ترتيباتها.
وشن الاحتلال (الإسرائيلي) عدوانًا على قطاع غزة صيف العام الماضي، راح ضحيته أكثر من ألفي شهيد، وآلاف الجرحى وهدم عشرات آلاف المنازل، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الانسانية والاقتصادية للغزيين.