بعد تلقي السلطة دعوة نتنياهو

(إسرائيل) تريد تحسين صورتها والمفاوضات لن تكون جدية

لقاء سابق جمع بين نتنياهو ورئيس السلطة عباس
لقاء سابق جمع بين نتنياهو ورئيس السلطة عباس

الرسالة نت- مها شهوان

لا تزال عجلة المفاوضات المباشرة بين "(إسرائيل) والسلطة الفلسطينية معطلة منذ أكثر من عام، الأمر الذي اعتبره الأوروبيين تهديدا للعملية السلمية، فمؤخرا دعا رئيس الحكومة (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو رئيس السلطة محمود عباس الاجتماع به بأسرع وقت ممكن.

ووفق صحيفة معاريف العبرية فإن الرسالة التي نقلها ثلاثة وزراء خارجية أوروبيين إلى عباس على لسان نتنياهو فحواها "أنا مستعد للقاء معه أرجو منكم إقناعه"، الصحيفة ذاتها ذكرت أن نتنياهو يرغب أن لا تظهر (إسرائيل) بصورة الرافض للمفاوضات أكثر من رغبتها بها.

مختصون بالشأن السياسي أكدوا "للرسالة" عدم جدية (إسرائيل) العودة للمفاوضات كونها مستمرة بعمليات تهويد المقدسات الاسلامية والمسيحية بالضفة المحتلة ومدينة القدس، موضحين أن السلطة قد تستجيب للدعوة من أجل الحصول على ثمن.

غطاء لجرائمهم

المختص بالشأن السياسي عصام شاور يرى أن مساعي نتنياهو للعودة لطاولة المفاوضات ليست جادة بالقدر الكافي، مشيرا إلى أن دعوته تأتي لقتل الوقت لتستغلها دولة الاحتلال في السيطرة على الضفة وتهويد المقدسات الاسلامية والمسيحية وكذلك محاولاتها في عزل شمال الضفة عن جنوبها من خلال توسيع المستوطنات.

وفي السياق ذاته، يتفق المحلل السياسي حسام الدجني مع سابقه في الرأي، ويؤكد أن "(إسرائيل) في ظل ما تعانيه من ضائقة تشويه صورتها وتزايد حملات المقاطعة في مختلف المجالات، فهي تحاول المناورة من خلال الدعوة للمفاوضات واستثمار الوفود الاوروبية التي تزور المنطقة لتظهر أنها تريد السلام.

وأوضح أن (إسرائيل) تسعى للضغط على رئيس السلطة ليصبح المتهم أمام العالم الغربي بأنه لا يريد المفاوضات.

وعن مدى جدية العودة لطاولة الحوار في ظل حكومة (إسرائيلية) يمينية ترفض المفاوضات، وكذلك السلطة التي لا تزال تعلن عبر وسائل الاعلام عدم عودتها للتفاوض الا بوقف الاستيطان يقول شاور:" (الإسرائيليون) يحاولون تقديم أنفسهم أنهم حكومة سلام ويرمون الكرة في الملعب الفلسطيني، لكنهم في ذات الوقت لا يتوقفون عن الجرائم التي يمارسونها بما فيها حصار غزة الذي من المفترض ان تضغط السلطة لإنهائه"، مضيفا: الحديث (الإسرائيلي) عن المفاوضات يأتي كغطاء لجرائمهم تجاه الفلسطينيين".

في حين يعتبر الدجني أن تركيبة الحكومة (الإسرائيلية) هي الاستيطان وتهويد المقدسات الدينية، مؤكدا أن دعوة نتنياهو تأتي بشكل يتناقض مع تركيبة الحكومة المكونة من أحزاب متطرفة دعايتها الانتخابية كانت مواصلة الاستيطان وتهويد القدس.

وفيما يتعلق بكيفية تلقي السلطة دعوة نتنياهو للحوار يعلق المحلل السياسي شاور:" لا استبعد الاعلان عن مفاوضات قريبة لاسيما في ظل المساعي الامريكية والاوروبية للوصول إلى حل يشمل قطاع غزة"، متابعا: الوفود التي تصل غزة، وكذلك تحسين العلاقة بين حماس ومصر جميعها يشير إلى وجود محاولة للوصول إلى حل.

أما الدجني يرى أن السلطة في حالة ضعف ولم تتوقف عن المفاوضات التي كانت تنتهجها لكن بطرق غير مباشرة، لافتا إلى أن السلطة تستمد ديمومتها من التفاوض لذا قد تقبل دعوة نتنياهو من أجل الحصول على الثمن.

واختتم بقوله إن قبول السلطة للعودة إلى طاولة المفاوضات سيكون بشروط من شأنها أن تلقي قبول أمام الرأي العام والحصول على موارد مالية.

البث المباشر