يعتقد البعض أن المعدة الفارغة هي سبب الشعور بالجوع في رمضان، ولكن السبب ليس له علاقة بذلك، إذ إن الشخص يشعر بالجوع عندما تستنزف المواد الغذائية الغلوكوز من الدم، فيتم إرسال رسالة خلال الأعصاب إلى مركز الجوع في الدماغ، وهذا يعمل بمثابة الكابح على المعدة والأمعاء.
ويختلف الإحساس بالجوع من شخص إلى آخر، فمثلاً الشخص الذي لا يستهلك كمية عالية من الطاقة لا يشعر بالجوع بصورة سريعة، أما الذي يتطلب عمله مجهوداً بدنياً فيستنزف كمية عالية من الطاقة، وبالتالي يشعر بالجوع بصورة سريعة وشديدة.
وعندما تصبح المعدة فارغة قد يتجمع فيها الهواء وبسبب حركة المعدة والأمعاء الدائمة يسبب دفع الهواء ضوضاء البطن عندما يكون الشخص جائعاً.
وفي بعض الحالات خصوصاً خلال شهر رمضان يكون سبب الجوع قلة النوم، فعندما لا يحصل المرء على القدر الكافي من النوم يفقد الكثير من الطاقة، وتنتشر هذه المشكلة عند البدناء، لذلك فإن أفضل طريقة لوقف الشعور بالجوع هي تناول وجبة السحور وتأخيرها، وأخذ القدر الكافي من الطعام للأشخاص الذين يبذلون مجهوداً بدنياً. واختيار الأطعمة البطيئة الهضم، والعالية المحتوى من الألياف، إذ إن الألياف تبطئ امتصاص السكر في مجرى الدم، وبالتالي لا ترتفع نسبة الأنسولين في الدم، هذا إلى جانب الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة، والبقول، والخضروات والفواكه.
أما بالنسبة للشعور بالعطش فيستطيع الصائم مواجهة نقص كمية الماء داخل الجسم، من خلال الغذاء الصحي الذي يلعب دوراً كبيراً في تحمله العطش، أثناء فترة الصيام التي تمتد إلى ما يقارب 14 ساعة، إذ تحتوي بعض أصنافه على كميات عالية من السوائل التي تمكث في المعدة لفترة طويلة، فتقلل الشعور بالعطش والجوع كذلك، في حين أن بعض أصنافه تعمل على زيادة الإحساس بهذا الشعور، لذا وجب التعرف إلى هذه الأصناف لتوخي الحذر في تناولها في وجبتي الفطور والسحور.
ومن تلك الأصناف، الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من التوابل والبهارات، لأنها تتطلب شرب كميات كبيرة من الماء، وكذلك الحال بالنسبة للأغذية المالحة كالمخللات، التي تزيد بدورها من حاجة الجسم الى الماء، والأطعمة السريعة، والحلويات التي تحتوي على سكريات سريعة الامتصاص، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين الذي يعمل على در البول، وبالتالي يفقد الجسم السوائل التي يحتاج إليها.
كما يجب تناول نسبة قليلة من الدهون النباتية، مثل زيت الزيتون والذرة مع الطعام، لأن الناتج النهائي لحرقها هو الماء الذي يختزن بأنسجة الجسم ويفيده أثناء فترة الصيام.
في المقابل، تسهم الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات بطيئة الامتصاص، مثل الحبوب والبذور، وألياف بطيئة الامتصاص كذلك كالنخالة، والتي تعمل على إطلاق طاقة بشكل بطيء خلال ساعات الصيام، في منع الإحساس بالعطش والجوع، هذا إلى جانب الخضروات والفواكه التي تحتوي على كميات جيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء، ما يقلل من الإحساس بالجوع والعطش، ومنتجات ومشتقات الحليب التي تقوم بترطيب القناة الهضمية، فضلاً عن شرب (6 - 8) أكواب من الماء، خلال فترات متقطعة من الليل.