قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: رمضان كريم وحزين

وسام عفيفة
وسام عفيفة

أ. وسام عفيفة

يحل رمضان هذا العام بنكهة جديدة، تختلط فيها مشاعر الفرح والأسى خصوصا لدى سكان قطاع غزة الذين أحيوا معظم أيام رمضان الماضي ولياليه تحت القصف وفي مراكز الإيواء والمستشفيات واستثمروا لحظات الهدوء في تشييع الشهداء.

اليوم سيكون قاسيا على أولئك الذين فقدوا أحباءهم وبيوتهم، و"سيوخز" أذان المغرب ذاكرة المتألمين حول موائد الإفطار، منهم من ستمنعه العبرات عن تناول طعامه وسيكتفي بالدعاء للراحلين، والترحم على أيامٍ جمعتهم تحت سقف بيت العائلة، بعدما شتتتهم آلة الحرب بين مراكز الإيواء وبيوت الإيجار والقبور.

سنفتقد مساجد هدمت، وأصواتا ندية غابت، وتراتيل قرآنية كانت تتردد في جنبات أحياء كاملة تحولت إلى أنقاض، ولم يبقَ منها سوى فانوس رمضان.

اليوم سيخرج أنين مكتوم من صدور أمهات وزوجات تختطف سجون عباس والاحتلال أعزاءهن خلف قضبان القهر، رغم ذلك سيحرصن ألا يسمع أو يشعر أحد من حولهن بوجعهن حتى لا يفسدن لحظات الفرح الأولى من رمضان.

اليوم تُصفّد الشياطين، بينما لا تتوقف مؤامرات السياسيين، فقد انتهى الرئيس محمود عباس من إخراج مسلسل جديد للحكومة في مناورة سنعيش حلقاتها على غرار مسلسلات رمضان التي تفسد العباد والعبادة، لهذا سنخرج خلف كل هؤلاء ونردد: "يا مفطر في الحارة نذبحلك حمارة"،

"يا مفطر رمضان ما أقل دينك، كلبتنا السودة تقطع مصارينك".

الحرب باغتت الغزيين في رمضان الماضي، تركت جروحا في كل زاوية وزقاق وداخل النفوس، فيما يبدو أن رمضان هذا العام سيشهد تطورات سياسية امتدادا لآثار الحرب، وربما يحمل معه مفاجآت.

بعد الصيام نتمنى ألا نفطر على بصله، ورمضان كريم.

البث المباشر