تعرض جمهور "التانغو" الأرجنتيني لصدمة ثانية كبيرة في أقل من عام بعد خسارة لقبي كأس العالم في البرازيل العام الماضي, وكوبا أمريكا.
ولم يكن ليونيل ميسي ورفاقه في أحسن أحوالهم أمام تشيلي بنهائي كوبا أمريكا, ليخسروا (1-4) بركلات الترجيح, رغم أن التوقعات كان لمصلحتهم, نظرا لعرضهم القوي أمام باراغواي (6-1) في نصف النهائي.
ولكن ما هي الأسباب الحقيقة وراء انتهاء المباراة بركلات الجزاء الترجيحية، ولماذا لم يظهر ميسي ورفاقه بالمستوى المألول؟,.. الإجابة نلخصها في خمس نقاط:
1- خروج دي ماريا:
بشكل غير متوقع تعرض لاعب وسط الأرجنتين أنخيل دي ماريا للإصابة وترك المباراة في الدقيقة 30، وساهم هذا في إعادة ذكرى أليمة لـ"التانغو" الذي خسر نهائي المونديال أمام ألمانيا (0-1), بغياب اللاعب للإصابة أيضا.
نجم مانشستر يونايتد "الزجاجي" ترك فريقه في المباراة تائها, خصوصا في خط الوسط الذي لم يستطع إزيكوييل لافيتزي تعويضه.
2- الإرهاق البدني الواضح:
عامل آخر ساهم في تأثر أداء المنتخب الأرجنتيني, وهو الإرهاق البدني, إذ لاحظ الجميع حالات الشد العضلي التي أصابت نجوم "التانغو"، ورغبتهم في إنهاء المباراة بأي طريقة ممكنة خصوصا في الشوطين الإضافيين، حتى أن أي منهم لم يعترض على الحكم الذي أنهى المباراة وهناك ركلة ركنية مستحقة للفريق.
دموع خافيير ماسكيرانو التي انهمرت فور انتهاء المباراة وحتى قبل البدء في تنفيذ ركلات الجزاء الترجيحية, كشفت عن معاناة الأرجنتين.
3- ميسي لم يجد الحلول:
توقّع الجميع أن يظهر ميسي على حقيقته في مباراة النهائي بعدما فوّت على نفسه المجد في نهائي كاس العالم، لكن "البرغوث" للمرة الثانية على التوالي يغيب في المشهد الختامي، حتى أنه لم يسدد أي كرة على المرمى.
ولا شك أن خروج دي ماريا وحالة الإرهاق التي أصابت المنتخب ككل, ألقت بضلالها على ميسي الذي لم يجد الحلول, خصوصا مع حالة الاحتكاك البدني العنيف ضده من لاعبي تشيلي كلما استلم الكرة.
4- الروح العالية لنجوم تشيلي:
خاض منتخب تشيلي مباراة بدنية من العيار الثقيل وظهر في الدقائق الأخيرة وكأنه لا يعاني من أي إرهاق بدني المرة، وهذا سببه في الأساس الروح النفسية العالية التي خاض معها الأشواط الإضافية.
نجم مثل أرتورو فيدال مثلا تعرض لضربة على الركبة, كان يمكن أن تتسبب في خروج أي لاعب من المباراة، لكنه واصل اللعب وكأن شيئا لم يكن.
ولا يمكن القول هنا أن المنتخب الأرجنتيني لم يملك هذه الروح العالية, لكن ليس بذات القدر الذي أظهره منتخب تشيلي.
5- جمهور فجّر الملعب:
ربما غاب عامل العدالة عن التوزيع الجماهيري, حيث لم يحضر المباراة سوى ألفي مشجع لـ"التانغو"، فيما حضره 65 ألفا من جمهور تشيلي صاحب الأرض.
الأفضلية التي يحظى بها أي منتخب يلعب على أرضه ربما يجب أن تزول في المباراة النهائية، حيث أن وصول الفريق للمشهد الختامي هو خير مكافأة على الاستضافة، لكن هذا هو واقع الحال، وهنا الأرض انتصرت لأصحابها، فنال تشيلي اللقب وخرج "التانغو" عاجزا عن كسر النحس الذي يصيبه منذ 22 عاما.