من ملفات القضاء

رفضته زوجا فحاول تشويه سمعتها عبر الانترنت

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت - مها شهوان

في الآونة الاخيرة باتت أروقة المحاكم بغزة تعج بالقضايا الالكترونية، حيث جرائم النصب والاحتيال وهتك الاعراض، الأمر الذي يثير المشاكل بين العائلات التي تودي بحياة الاشخاص أو تسوقهم إلى السجن.

اليوم ملفنا القضائي ضحيته الفتاة الجامعية "ليلى" - 21 عاما-، التي قبلت الارتباط بشاب تقدم لخطبتها بعدما لمحها تتردد على جامعتها المجاورة للمحل الذي يعمل فيه.

شخصية الشاب ووسامته وحديث الاخريات عنه داخل الحرم الجامعي، دفع "ليلى" للموافقة عليه دون تردد لتتفاخر أمام صديقاتها، بأنها ظفرت بفارس احلامها.

بمجرد أن تمت خطبة الفتاة حتى بدأت تنفر من سلوكياته، وتشك في تصرفاته وعلاقاته مع الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الامر الذي جعلها تفكر بفسخ الخطوبة منه لكن اصرار ذويها وتذكيرها "بكلام الناس" جعلها تتروى قليلا.

بعد شهر على خطبة "ليلى" طلب منها خطيبها كلمة السر الخاصة بحسابها عبر الفيسبوك، فمنحته اياها دون تردد كونه شريك حياتها، لكن بعد أسبوع وجدت صورتها الشخصية تغيرت ووضع مكانها صورة لها ترتدي فستان خطبتها مما اثار غضبها.

والد الفتاة تواصل مع خطيبها وحضر في الحال، حينئذ أنكر فعلته رغم أنه وحده من يملك كلمة السر الخاصة بحسابها، فبات يردد "كيف افضح خطيبتي وهي شرفي"، لكن بعدما احتد الامر وتدخل شقيق خطيبته اعترف أنه انتحل شخصية شاب اخر وقام بإضافتها ليتأكد إن كانت تخونه وتعرف شبابا غيره.

وبرر الخطيب فعلته بأنه يغار على "ليلى" ويشك بأي فعل تقوم به لاسيما وأنها قبل ارتباطه بها بعام تعرضت للخطف والتحرش الجنسي، ورغم أنه كان يدرك حكايتها لكنه اصر على الارتباط بها كون لا ذنب لها بما حصل.

انتهت المشكلة وجرى حلها وديا لكن بعد شهر اخر، وجدت "ليلى" حسابا على الفيسبوك يحمل اسمها ووضعت عليه صور حفلة خطبتها، وتفاصيل حياتها بالإضافة إلى وجود اشخاص من معارفها على الصفحة ذاتها، وتفاجأت كذلك باتصال تلقاه والدها من احد الاقارب يفيد بوجود صور ابنته بين احد الشباب وهي ترتدي فستان خطبتها.

دارت الشكوك حول خطيب الفتاة، مما دفع والدها لتقديم بلاغا ضده لدى الشرطة، وحينما ألقي القبض عليه، اعترف بفعلته وبررها أنه كان يريد اتمام الزواج والضغط على "ليلى" لكنها كانت تردد على مسامعه أنها لا تريده زوجا لها بعدما كشفت علاقاته الكثيرة مع الفتيات.

وكشف خلال التحقيقات أن من نشر صورها صديقة له من الضفة المحتلة، كان يطلعها على تفاصيل حياته مع خطيبته ويرسل لها الصور لكنها استغلت الامر وراحت تفضح خطيبته رغم أنه حذرها كثيرا.

وبين أن صديقته فعلت ذلك للضغط عليه كي يطلق خطيبته ويرتبط بها، لكنه رفض ذلك كونه يصعب عليه الوصول إلى الضفة.

بعد انتهاء التحقيقات حول الشاب إلى القضاء، وقبل البت في الحكم قال: "خطيبتي دوما كان تعايرني براتبي الذي تعتبره لا يكفيها لشراء الشوكولاتة وأنني غير مناسب لأكون خطيبها"، بتلك الكلمات البسيطة حاول الشاب كسب ود القضاة.

في حين طالب وكيل النيابة تشديد العقوبة بحق المدان، خاصة وأن القضية عبارة عن تشهير في الاعراض وفيها مخالفة لعادات المجتمع والشريعة الاسلامية، بينما دافع وكيل المتهم عنه لأنه نادم على فعلته وأنه ليس من أصحاب السوابق وطالب بتخفيف العقوبة واخلاء سبيل موكله.

بعدما انتهى المحامي من الدفاع، نطق القاضي بالحكم: "حكمت المحكمة بحبس المتهم ثلاثة أشهر مع النفاذ ودفع غرامة مالية قدرها ألف شيكل أو الحبس شهرين".

من ناحيته اعتبر ماهر السوسي استاذ الشريعة في الجامعة الاسلامية أن المتهم في ملفنا القضائي من الحالات الشاذة عن مجتمعنا الغزي المحافظ، لافتا إلى وجود مثل تلك الفئات يعمل على فقدان الثقة بين الناس ويؤدي إلى عدم الامن والاطمئنان بين المخطوبين والأزواج.

ولفت السوسي إلى أن ما قام به المتهم عمل على تعطيل العلاقة بينه وبين خطيبته كون الاصل في العلاقة بينهما "المودة والرحمة".

ودعا في ختام حديثه إلى الاستخدام الامثل لمواقع التواصل الاجتماعي ونشر الفكر السليم، بدلا من الخروج عن الاخلاق الحميدة وارتكاب المعاصي.

البث المباشر