جباليا-الرسالة
في عرس يُعدّ الأكبر في فلسطين، زفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء الخميس الماضي (450 عريساً) في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث احتشد أكثر من 10 آلاف مواطن لحضور العرس الجماعي الثالث بعنوان "أعراس الأحرار شموع الانتصار".
وبدأ الحفل الذي أقيم في مدينة الشيخ زايد في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع بزفة للعرسان محمولة انطلقت بعد صلاة العصر من ساحة مدرسة الفاخورة بمخيم جباليا(والتي شهدت مجزرة إسرائيلية راح ضحيتها العشرات)، وجابت شوارع المخيم حيث تقدمتهم الكشافة والخيل، ثم تبعها زفة أخرى مشياً على الأقدام جابت الشوارع المركزية للمخيم.
وانطلقت فعاليات حفل الزفاف الرسمية بعد صلاة المغرب مباشرة، حيث استقبلت آلاف الجماهير العرسان وهم يدخلون ساحة المهرجان متجهين إلى المنصة الضخمة التي قدرت بطول (1000متر) بالزغاريد والألعاب النارية.
و ألقى القيادي البارز في حركة حماس الدكتور محمود الزهار كلمة نيابة عن رئيس الوزراء إسماعيل هنية، حيث أكد فيها على أن شمال غزة هو الجدار الواقي للقطاع من أي عدوان عسكري الاحتلال، وقال: "الشمال هو الجدار الواقي للقطاع الذي لم يهتز أمام اعتى ضربات العدو".
وبين الزهار أن حركته تسعى دائماً لرسم البسمة على شفاه أبناء الشعب الفلسطيني بكامله سواء في الأرض المحتلة عام 1948، أو الضفة الغربية وقطاع غزة، لافتاً إلى أن قلة من أبناء الشعب الفلسطيني أبت إلا أن تجمع في صدرها الحقد فلم تستطع أن تبتسم.
وأكد الزهار أن حركته لن تسمح لأحد أن يرسم بريشة الحزن على أي وجه من الوطن، مشددا على سير المسيرة في الشمال الذي ودع 550 شهيدا قضوا إلى ربهم ورؤوسهم مرتفعة وسواعدهم لم تشل وإرادتهم لم تهن.
وأضاف "اليوم نصنع عرساً في كل فلسطين لنقول لأمريكا لن تستطيعي أن تنزعي منا فرحتنا لأننا نؤسس لفرحة أكبر وهي فرحة التحرير والنصر، فسواعد الرجال والنساء والأطفال ستبقى قابضة على دينها وبندقيتها لا يضرها من خالفها".
بدوره أشار إبراهيم صلاح أحد قادة حماس في كلمة الحركة إلى أن العرس بمثابة رسالة معسكر جباليا الذي زف خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة أكثر من خمسمائة شهيد، وأضاف "هو رسالة تؤكد أن الشعب الفلسطيني شعب حي لا يمكن كسر إرادته مهما ملك الاحتلال من قوة عسكرية عاتية".
وتوجه صلاح برسالة للعالم "الظالم" شدد فيها على أن الحصار والتجويع لن يثني الشعب الفلسطيني عن المقاومة، مؤكدا على أن حركته ستبقى وفية لدماء الشهداء لأنها دماء زكية سالت على أرض مباركة، حيث دعا العرسان إلى السير على درب الشهداء العظام.
وشدد على أن العرس يعد الأول من نوعه في فلسطين، ويجسد كل معالم الوحدة لأنه يضم عرسان من كافة أبناء الشعب الفلسطيني بلا تمييز ومحاباة. وقال: اليوم تتجسد الوحدة فلا فرق بيننا فنحن أبناء شعب واحد له عدو واحد".
وكشف عن أن أبناء حركة حماس في معسكر جباليا قرروا التبرع بـ(5%) من رواتبهم ليشاركوا العرسان فرحتهم ويخففوا عنهم مما يعانون في ظل الحصار الظالم، كما أعلن خلال كلمته عن أن حركته سوف تقدم (500 دولار) لكل عريس.
وتخلل العرس فقرات متنوعة والدبكة الشعبية والنشيد الهادف الذي تفاعل معه الحضور وسط فرحة عارمة بدت واضحة على وجوه العرسان وذويهم.