قائمة الموقع

مقال: حماس والسعودية والمعادلة الخطرة

2015-07-23T05:29:22+03:00
الكاتب والصحفي إبراهيم المدهون
بقلم: إبراهيم المدهون

زيارة مشعل للسعودية لم تكن مفاجئة رغم القطيعة السابقة. بل جاءت كنتيجة طبيعية لتوجهات الملك سلمان والذي يحمل رؤية إصلاحية وحدوية فيها تغيير تكتيكي واستراتيجي لمجموعة العلاقات والتحالفات، وبرز ذلك جليا بعاصفة الحسم والانسجام السعودي القطري من جهة، والسعودي التركي الأردوغاني من جهة أخرى، كما أن الملك سلمان هاتف في وقت سابق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وبدأ يتحرك لإصلاح ما أفسده الوشاة، كما ان إرث المملكة العربية السعودية ذاخر بالدعم الواسع لحماس ومؤسساتها الرسمية وغير الرسمية، وان كان هناك كبوة في العلاقة بسبب عاصفة الربيع العربي وفشل اتفاق مكة.

في السابق لم تطمع حماس بدعم مالي وعسكري مباشر من المملكة، واكتفت بعدم اتخاذ خطوات تضييقية على عمل الحركة، اليوم الأمر مختلف فحماس قطعت شوطا كبيرا في السياسة وفي الحروب العسكرية مع الاحتلال، وهي تحتاج لداعم قوي ومتمكن ومركزي لتكمل طريقها بعد العصف المأكول، والسعودية بصفتها رأس النظام العربي مؤهلة لتكون الحاضن المركزي لحركة حماس، خصوصا بعد الارباك العاصف الذي ضرب المنطقة بسبب الحروب المذهبية.

لا تبتعد حركة حماس كثيرا عن خط المملكة السياسي، وحتى في المبادرة العربية والتي تحتاج لرؤية جديدة، لا تقف الحركة عقبة ولن تقف ان ما سمح لهذه المبادرة بالحياة، ولكن اشكالية المبادرة برد الفعل الإسرائيلي الرافض لها، والذي اعتبرها لا تساوي الحبر الذي كتبت به، كما إن المملكة ليس من سياستها فرض أي حل على الفلسطينيين، وهناك فرصة اليوم لرعاية واحتضان القوة العسكرية الفلسطينية في قطاع غزة، والتي اثبتت أنها أصلب مقاومة عرفها الصراع العربي الاسرائيلي، وهي بذلك ستبطل الاوراق الرابحة بيد خصومها، وستعيد تشكيل الخريطة بطريقة غير متوقعة.

حماس ورقة رابحة لأنها قوة اقليمية نقية تحمل بعد جماهيري، وقادرة على فرض معادلات جديدة في الصراع، وفي حال استجابت المملكة لاحتواء حماس ومدها بالمال والسلاح ودعمها اعلاميا وسياسيا فان كثير من المعادلات على الأرض ستتغير، وسيعزز من ذلك تربع السعودية لعقود قائمة على عرش المنطقة، كما أن حماس لا يمكن ان تحرج اي قوة عربية تريد اعادة صياغة المشهد بما يخدم المقاومة وترتيب الاوراق لصالح القوى العربية الطموحة. اعتبر فريق متشدد في إيران وحزب الله ان مجرد مقابلة السيد خالد مشعل القيادة السعودية ابتعاد عن محورهما، ومشاركة في عاصفة الحزم.

هذا نفس المنطق الذي اتخذه بعض متشددي الخليج حيال اي لقاء او مجاملة تقدمها حماس لإيران انها اتبعت محور الشيعة ضد السنة ما زال الامر مختلف وعلينا التأكيد ان حماس لا تستهدف التورط في الصراع الطائفي والاقليمي وهي تهدف لتوحيد الامة ضد الاحتلال فقط، ولن تغلق الباب في وجه احد، وهي تقدر القيادة السعودية وتتمنى الاقتراب منها اكثر فالعمق العربي الداعم هو صمام الامان لاستمرار المقاومة.

اخبار ذات صلة