تتزايد الانتقادات الأميركية لاتفاق البرنامج النووي الإيراني الذي عقدته القوى الست الكبرى مع إيران، وخاصة عقب توالي ظهور التسريبات المتعلقة بتفاصيله وحضور وزير الخارجية جون كيري جلسة استماع أمام الكونغرس الأميركي بشأنه.
وفي هذا الإطار، ظهر كيري أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس أمس للدفاع عن الاتفاق، وقال إنه لا توجد بدائل أخرى في حال قامت الولايات المتحدة برفض الصفقة، ودافع الوزير بأن الاتفاق لا يمثل استسلاما للرغبات الإيرانية.
لكن منتقدي الاتفاق يقولون إن "الشيطان يكمن في التفاصيل". ومن هذا المنطلق دعت صحيفة واشنطن تايمز بافتتاحيتها إلى مواجهة "الشيطان" عبر التسريبات التي يتوالى ظهورها، وأبرزها أن إدارة الرئيس باراك أوباما سمحت بـ"صفقات سرية" بين طهران والوكالة الدولة للطاقة الذرية.
كما أبرزت صحف أميركية أخرى اهتمامها بهذا الموضوع، فأشارت لوس أنجلوس تايمز إلى أن اتفاق النووي الإيراني -الذي أُعلن عنه في فيينا منتصف الشهر الجاري- لا يزال يثير جدلا متزايدا بالأوساط الأميركية، وأن طبيعة النقاش الذي يجري بالكونغرس تعكس مدى الانقسام بين السياسيين الأميركيين إزاء الاتفاق.
وفي السياق ذاته، أشارت وول ستريت جورنال إلى أن أعضاء بالكونغرس يعربون عن شكوكهم إزاء الاتفاق، وأن مشرعين جمهوريين وبعض الديمقراطيين هاجموا مسؤولي إدارة الرئيس أوباما أمس بشكل حاد أثناء جلسة الاستماع.
وأضافت الصحيفة أن بعض الانتقادات طالت الوزير كيري بشكل شخصي، وأن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس بوب كوكر أعرب عن خيبة الأمل، وأشار إلى أن الإيرانيين خدعوا كيري و"احتالوا" عليه.
لكن في المقابل، نشرت واشنطن بوست مقالا للكاتب فريد زكريا مدير تحرير مجلة نيوزويك الأميركية رد فيه على منتقدي الرئيس أوباما بشأن اتفاق النووي، وقال إن المنتقدين هم المقامرون الحقيقيون.
وحذر الكاتب من أن نجاح معارضي الاتفاق في مسعاهم وعدم موافقة الكونغرس على الصفقة من شأنه أن يؤدي إلى نتائج وخيمة ستظهر خلال عام واحد، وتتمثل في تزايد ما تملكه إيران من أجهزة طرد مركزي لتصل إلى 25 ألفا، فكيف يكون هذا في مصلحة الولايات المتحدة أو إسرائيل أو السعودية؟.
الجزيرة نت