مرة أخرى نكتب عن القدس ولو كتبنا كل يوم لن نعطيها حقها، القدس في حالة الخطر الشديد هذه حقيقة بات يدركها الجميع وذلك نتيجة ما تقوم به العصابات الصهيونية المحتلة من إجراءات وأفعال تهدف إلى تهويد القدس للوصول إلى مرحلة هدم المسجد؛ ولكن الإدراك مع الأسف لم يحرك من إدراك الخطر كي يتحرك نحو الدفاع عن القدس لو قف الخطر إلا من دعوة كريمة من عدد من العلماء بتبني ألف مرابط ومرابطة في ساحات المسجد الأقصى للتصدي للصهاينة اليهود خلال اقتحاماتهم هذه الألف التي دعا إليها العلماء هي واحدة من الوسائل التي تمكن المرابطين الدفاع عن الأقصى إلى حين تحويل الإدراك إلى فعل حقيقي على الأرض.
هؤلاء الألف من المرابطين عندما يتم تأمينهم ماليا ومعاشيا ولوجستيا نكون قد أوجدنا جبهة للصد من ألف ومعها بعض المئات ممن يستطيع الوصول إلى القدس كي يتصدون للصهاينة وجنودهم حال قيامهم بعمليات الاقتحام والهادفة الآن إلى تقسيم القدس كما حدث في المسجد الإبراهيمي وهي خطوة يسعى إليها الصهاينة للوصول إلى الخطوة التالية الأكثر خطورة والتي يجهزون لها وينتظرون الظرف والزمان المناسب، وجود هذه الألف في ساحات المسجد الأقصى سيحول دون تنفيذ الصهاينة لمخططاتهم هذا إلى جانب الإسراع في دعم صندوق القدس وسكان القدس ومؤسسات القدس ، فالأموال لا عدد لها وهي تقدر ببليارات الدولارات الموضوع في بنوك غربية ومنها ما يصرف على الكلاب أعزكم الله أو على الغانيات وصالات القمار أو في أمور القدس أولى أن تصرف لها.
العلماء أيضا طالبوا باعتبار غدا الجمعة يوم غضب يوم نصرة للمسجد الأقصى وفلسطين تتحرك فيه كل الشعوب وتخرج عن صمتها سواء وافق على ذلك أصحاب القرار فيها او لم يوافقوا فالخروج واجب وتقديم العون فرض عين لا يحتاج إلى إذن من أحد.
اول المطالبين بيوم الغضب نحن الفلسطينيين وعلينا أن نحول يوم الجمعة إلى يوم نري فيه عدونا منا البأس الشديد من خلال التعبير عن مشاعرنا ولنجعل هذا اليوم له ما بعده وعلينا ان نواجه هؤلاء المجرمون بما نملك فلسنا مطالبين ان نحوز على كل عناصر القوة ولكن ما تمكنا من الوصول اليه من عناصر القوة نمتلكه ونستخدمه، يوم الجمعة يوم الغضب يوم نصرة القدس وفلسطين يجب ان يكون علامة فارقة في حياة شعبنا وأمتنا وأن لا يمر مر الكرام وكانه احتفالية أو كرنفال، بل يجب أن يترك اثر يسجله التاريخ، وهذا يتطلب تحرك كل القطاعات وعلى رأسها المقاومة وأن يكون يوم غد الجمعة يوم الشعلة لمواجهة الاحتلال على كافة الصعيد كي نوقف كل مؤامراته ومحاولاته لتهويد القدس وتدمير المسجد الأقصى.
يوم الجمعة هذا يجب أن يكون فيه النداء لكل الأمة إن أدركوا القدس قبل فوات الأوان وأن يعلن فيه عن يوم جمع الأموال التي تمكن أهلنا في فلسطين من الدفاع عن القدس وتحشيد الطاقات المختلفة والخروج إلى الشوارع كي ندق ناقوس الخطر ونقرع الأجراس في وجه النيام من الزعماء العرب والمسلمين الذين يتاجرون فقط بالشعارات ( يوم القدس العالمي ) ( صندوق دعم القدس ) الفارغ منذ لحظة إقامته، مشروع دعم القدس الذي لم يخرج عن الحبر الذي كتب به والقدس أمام أعيننا تسرق وتهود وتدمر ونحن نشهر سيف الكلام المرسل ونقرع طبلا أجوفا.
ليكن يوم غد الجمعة يوما جديدا يوما مختلفا يدشن لمرحلة جديدة من غضب حقيقي ويؤسس لمرحلة عملية قادمة تضع الأسس وتخطط من أجل تغيير واقع القدس، فهل سنرى يوم غد انطلاقة جيدة، غضبة حقيقية، صرخة مدوية تزلزل الكيان المحتل ومن يدافع عنه ويسانده ويعتبره شريك رغم أنه عدو مجرم تقطر يديه من دماء شعب فلسطين والشعوب العربية.