أشعل الوسم الذي أطلقه نشطاء فلسطينيون اليوم الجمعة تحت عنوان "#حرقوا_الرضيع" مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيرا عن الغضب والاستنكار الشديد لجريمة قطيع من المستوطنين، وحرق منزل لعائلة فلسطينية بمن فيه فجرا.
وكان مستوطنون من مجموعات (تدفيع الثمن) قد أحرقوا منزل عائلة "دوابشة" في بلدة دوما قضاء مدينة نابلس بالضفة المحتلة، فجر اليوم الجمعة، ما أدى إلى استشهاد الطفل الرضيع علي سعد دوابشة (عام ونصف) وإصابة والديه وشقيقه بجراح وصفت بالخطيرة.
وفور اندلاع الحادثة، أطلق الناشطون هاشتاق "وسم" (#حرقوا_الرضيع)، لتنطلق معه سيول التغريدات التي غمرت مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها، ليتصدّر المواضيع الأكثر اهتماما عالميا في تلك المواقع.
وشملت التغريدات المصاحبة للوسم كتابات وصورا ورسوم كاريكاتير، تستنكر بشدة الجريمة البشعة، وتستهجن الصمت الدولي والعربي إزائها، وتجاهل انتهاكات الاحتلال (الإسرائيلي) المستمرة بحق الفلسطينيين.
من تلك التغريدات كانت تغريدة الناشط الإماراتي عصام الظافر، والتي كتب فيها " كل الدماء تهزّ مجلس أمنهم إلا دماء المسلمين بكل مأساةٍ تضيعْ .. ماذا نقول وقدسنا في آخر الأخبار بعد جروح ثورات الربيعْ..!"
أما الصحفي والمذيع السوري موسى العمر، فغرد قائلا: " الإسرائيليون #حرقوا_الرضيع وعباس عريقات يفاوضون سرّاً شالوم الوضيع"، فيما كتب الداعية الكويتي نبيل العوضي قائلا: "#حرقوا_الرضيع ونكتفي بشجب هنا واستنكار هناك!! حسبنا الله ونعم الوكيل!! اللهم أبدل ذلنا بالعز واستضعافنا بالتمكين".
ومن جهته، علق رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. يوسف القرضاوي على حرق الطفل دوابشة قائلا: "هم رجال وإن كانوا أطفالا، أسود وإن كانوا أشبالا، كبار وإن كانوا صغارا .. الصغار حقا هي الذين خذلوهم وباعوهم بثمن بخس".
أيده بذلك الشيخ علي القره داغي الأمين العام للاتحاد، مغردا: "لم يحرق الصهاينة الرضيع فقط وإنما حرقوا ما تبقى من نخوتنا وكرامتنا المستباحة منذ سنين !".
بدوره علق الكاتب الفلسطيني الدكتور إبراهيم الحمامي على تصريحات محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطينية للشؤون الدينية، قائلا: "الهباش يمنع أئمة المساجد في الضفة المحتلة ازدواجيا من الحديث عن حرق الطفل الرضيع حتى لا تتأجج المشاعر وتثور ثائرة الناس".
وغرد عدد كبير من الناشطين الفلسطينيين عبر الوسم، منهم رضوان الأخرس حيث قال " حرقوا أجساد الصغار وأحلام الكبار،، وآمال الشباب ضاعت بين الحطام وتحت الحصار،، حتماً ستهتف أحجار وأشجار ،، يا مسلم ورائي يهودي غدار"، فيما كتب جهاد حلس: " قتلوه حرقا .. وقتلناه صمتا ..! سلاما لروحك .. والسلام على العرب ..! #حرقوا_الرضيع".
الملكة رانية العبدالله، علقت بدورها أيضا على الجريمة (الإسرائيلية) قائلة: "كل من بقلبه ذرة إنسانية لا يقبل هذه الجريمة النكراء بحق الرضيع الشهيد علي"، في الوقت الذي شهدت فيه الأردن احتجاجات واسعة عقب صلاة الجمعة استنكارا للجريمة ومطالبة بمحاسبة الاحتلال.
وتأتي جريمة حرق الطفل دوابشة، بعد ما يقارب العام على إحراق جسد الطفل محمد أبو خضير بعد اختطافه في الثاني من يوليو/تموز العام الماضي، على يد 3 مستوطنين، من بلدة شعفاط، شمالي القدس، أقدموا على قتله حرقاً؛ ما أدى إلى مواجهات في كل مدن الضفة المحتلة، والأوساط العربية داخل (إسرائيل). ولم تصدر المحكمة (الإسرائيلية) حتى اليوم حكمها على المستوطنين الثلاثة رغم اعتقالهم منذ ما يزيد على العام.
وبعد استشهاد الطفل دوابشة، انطلقت التصريحات المنددة بالجريمة، مهددة الاحتلال (الإسرائيلي) من تبعات هذه الجريمة وما ستؤدي إليه من تصعيد للأوضاع في الضفة المحتلة والقدس، محذرة من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن الجريمة تجعل جنود الاحتلال ومستوطنيه أهدافًا مشروعة للمقاومة، وهي تعبر عن وحشية المستوطنين التي لا تُغتفر، محملا قادة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن العملية وتبعاتها.
واعتبرت الحركة أن إعدام الطفل دوابشة جريمة بشعة تستدعي ردا استثنائيا من الفلسطينيين ومقاومتهم، مشددة على أن المقاومة تعرف طريقها السريع لتلقين الاحتلال ومستوطنيه درسًا قاسيًا رادعًا على هذه الجريمة.
في ظل كل ذلك، قمعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية المسيرات الغاضية التي خرجت في مناطق مختلفة من الضفة المحتلة والقدس، مانعة أي حراك شعبي قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية عارمة.
وتلقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اتصالا هاتفيا من رئيس الحكومة (الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو، زعم خلالها إصداره تعليمات للوصول لقتلة الطفل دوابشة، داعيا عباس إلى "العمل معًا على محاربة الإرهاب بكافة أشكاله ومن أي طرف كان".