موسم الأفراح ينعش بيع الزهور في غزة

أحد محلات بيع الزهور في غزة
أحد محلات بيع الزهور في غزة

الرسالة نت - ولاء الجعبري

الأيدي التي تُمسك بسيقان الأزهار، رغم الشوك الموجود في الكثير من أنواعها، تعرف تماماً كيف ترتب باقة زهور جميلة للفرح أو لحفلة تخرج وحتى لأكاليل العزاء.

وتنشط مبيعات الزهور في القطاع، في فصل الصيف فهو موسم الأفراح خصوصاً بعد انتهاء شهر رمضان، حتى نهاية شهر أكتوبر من العام نفسه، حيث يتفنن أصحاب محلات بيع الزهور بابتكار أجمل الباقات.

"الرسالة" تنقلت بين بعض محلات الزهور الموجودة في غزة، لتتعرف على مبيعاتها في موسم الأفراح، دخلنا محلاً للزهور وتعرفنا على أبرز الأنواع الموجودة فيها، بينما كان صاحب المحل الثلاثيني رامي الخالدي يصنع سلة من الورود لمناسبة ما، وقال وهو لا يزال يختار أجود أنواع الورود وأفضلها:" موسم بيع الورود ينتعش بعد شهر رمضان، فمن المعروف أن هذا الشهر لا توجد به مناسبات كثيرة تحتاج الورود كهدايا أو للتزيين".

 إنعاش اقتصادي

يواصل الخالدي اختيار الزهور ويوضح بأنه يبيع من 800-1200 وردة خلال اليوم الواحد"، مضيفاً أن الطلب على الزهور في هذا الوقت كبير والسوق مليء بالأنواع المختلفة منها.

ويعمل الخالدي على تزيين سيارة العروسين، وصالات الأفراح، إضافة إلى تزيين قاعدات المؤتمرات، وقاعات حفلات التخرج، وكذلك "مسكة" العروس وهي ضمة من الورود مصنوعة بإحكام لتبقى طيلة العرس بيدها.

ويعتبر الخالدي أن تجارة الزهور تنعش دخل أصحاب المحلات بشكل كبير، خاصة في هذا الموسم، فهو يعمل ما قيمته 150-200 شيكل يومياً.

ويقبل الكثير من الناس على اقتناء الزهور، لكنهم بحسب الخالدي يتفاوتون في الطلب، فبعضهم يفضل شراء باقات الزهور الاصطناعية لزهد سعرها، بينما يفضل البعض الآخر شراء باقات الزهور الطبيعية لمظهرها الجميل ورائحتها العبقة.

وعن فصل الصيف وساعات قطع الكهرباء، يتحدث الخالدي بأن الزهور تتأثر بشكل كبير من الحرارة وانقطاع الكهرباء، ويؤدي إلى تلفها في كثير من الأحيان ويؤثر على جودتها في أحيان أخرى، ما يؤثر بشكل سلبي على دخل صاحب المحل.

مدير عام التسويق في وزارة الزراعة تحسين السقا قال لـ"الرسالة" بأن قطاع غزة أوقف تصدير الزهور هذا العام، لكنه يستورد ما مقداره 100 ألف زهرة من الخارج، إلى جانب أنه كان يدخل عليه ما مقداره 40 مليون دولار فأكثر جراء تصدير الزهور في السابق، لكن الآن توقف التصدير وتوقف الربح.

انتقلت مراسلة "الرسالة " إلى مصطفى المخللاتي (60عام) حيث يعمل في بيع الزهور منذ العام 1974م، حيث قال :" كنت أول من فتح محلاً للزهور في غزة، لكن لم يكن هناك وعي كافي لدى الناس بأهمية الزهور وقيمتها النفسية" مضيفاً :" تشكل الوعي في فترة التسعينيات بأهمية الزهور فأصبح البيع كثيراً".

الحرارة تتلف الزهور

واوضح المخللاتي وهو يزين اكليلاً لإحدى المؤسسات العاملة في غزة، بأن البيع يكثر في المناسبات خاصة الأفراح وموسم احتفالات التخرج من الجامعات، منوهًا الى أن البيع قليل بالنسبة للسنوات السابقة، بسبب الوضع الاقتصادي السيء". 

وأبدى المخللاتي استيائه من قلة وجود الكهرباء خاصة في فصل الصيف، فهو يؤثر بشكل سلبي على الزهور، قائلا:" الزهرة تستطيع البقاء لمدة أسبوع، ثم تبدأ بعد ذلك بالتلف، لكنها تحتاج إلى تبريدها داخل الثلاجات والحفاظ على شكلها الخارجي من حرارة الصيف".

ويرى المخللاتي أن للزهور قيمة نفسية كبيرة، حيث أن تزيين المؤتمرات وقاعات التخرج يعطي راحة نفسية للمدعوين، أو ارسال أكاليل الزهور للمرضى يعطيهم راحة نفسية وقد يسهل في علاجهم على حد قوله.

ويشير المخللاتي إلى أن كثرة محلات بيع الزهور في قطاع غزة، قلل من سعر الزهرة، إلى جانب قلة الطلب بسبب الوضع الاقتصادي، ما يضعف نسبة الربح خلال اليوم.

ويستورد المخللاتي بعض الزهور النادرة من الأراضي المحتلة، لكن المزارعين في الفترة الأخيرة أصبحوا يزرعون الأنواع النادرة ليسدوا احتياج أصحاب المحلات منها، وإذا قلت الكميات الموجودة من الزهور في غزة يتم الاستيراد من الخارج بحسب ما قال.

 

البث المباشر