قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: يأجوج ومأجوج

مازن حماد

السياسات الإسرائيلية الرسمية المعادية للشعب الفلسطيني هي التي خلقت الوحش اليهودي الإرهابي الاستيطاني الذي تغذى عقائدياً على أفكار إشكول ورابين وبيريز وشارون وباراك ونتانياهو الرافضة منذ البداية لحل الدولتين.

وأدى تشجيع الحكومات الإسرائيلية إرهاب المستوطنين من خلال تغاضيها عن سفالاتهم وقذاراتهم المتكررة وعن تراكم الأموال اليهودية المغسولة العابرة للقارات بين أيديهم، إلى ظهور ذلك الوحش تحت شعار (تدفيع الفلسطينيين ثمن "خطيئة" وجودهم في أرض أجدادهم منذ آلاف السنين)!

ولم تكد تمضي ساعات على إحراق حفنة من المستوطنين الأرذال الرضيع علي الدوابشة وأفراد عائلته أحياء، حتى خرج إلينا زعيم عصابة «لهافا» الاستيطانية «بنتسي غوفشتاين» بدعوة علنية لإحراق الكنائس المسيحية في "إسرائيل" تنفيذاً لفتوى شرعنها الحاخام «موسى بن ميمون» في القرن الثاني عشر. وبعد أن أثنى غوفشتاين الذي يتساوى في فكره المنحط مع فكر داعش الذي يحرق المساجد والكنائس ويقطع الرؤوس، على إحراق بعض اليهود «كنيسة الخبز والسمك» في طبرية قبل أيام، أبدى استعداده ليس فقط لإحراق كنائس "إسرائيل"، وإنما لقضاء عمره كله في السجن تحقيقاً لهذا الهدف المجنون. لكن الجهات الأمنية في "إسرائيل" لم تعلق على أقوال غوفشتاين المسجلة ولم تلجأ حتى إلى استجوابه بتهمة التحريض على الإرهاب، مما يبرهن أن الحكومة إرهابية حتى النخاع، بجميع طواقمها وكوادرها.

وفيما تعرض الرئيس الإسرائيلي "ريفلين" إلى تهديدات بالقتل لرفضه إحراق الرضيع الفلسطيني، كشفت صحيفة «معاريف» عن ضبط يهودي وبحوزته خرائط ومعلومات تتعلق بإحراق مساجد وكنائس فلسطينية، وذلك دون أن يسارع الأمن إلى التحقيق معه. والسبب أن اسمه موشيه وليس محمداً، وأن التسامح المطلق إزاء جرائم اليهود وخاصة المستوطنين يضمن مرورها دون عقاب، حتى أن قاتل الفلسطيني قد يحكم بالسجن سنتين. لكنه يُبرأ بعد شهرين!

ويعتقد «إسرائيل حسون» الرئيس السابق لـ "الشاباك" أن على جميع الأجهزة أن تكافح ظاهرة الإرهاب اليهودي المسكوت عنه، لأن هذا الإرهاب سيجلب الكارثة للدولة، مضيفاً أن "الإرهابيين اليهود لن يسكتوا حتى يهدموا الحرم (المسجد الأقصى) لنجد أنفسنا بعدها في حرب يأجوج ومأجوج"!

صحيفة الوطن القطرية

البث المباشر