قائد الطوفان قائد الطوفان

الغزّيون العالقون في مصر.. انتظارٌ طويل للموعد المجهول

أحد العالقين على معبر رفح البري (الأرشيف)
أحد العالقين على معبر رفح البري (الأرشيف)

الرسالة نت- محمود فودة

يجلس الحاج أبو العبد في أحد فنادق مدينة العريش المصرية بعد أن جرى عملية القلب المفتوح، وقد ملّ من انتظار فتح معبر رفح البري؛ ليعود إلى غزة، بعد أن أغلقت القيادة الفلسطينية الباب في وجه طلبه المتكرر "أن تدخلوا لنعود إلى أهلنا".

أصبحت معاناة الغزّيين المحتاجين للسفر لا تقتصر على رحلة العذاب من غزة لمصر، فقد أدى اغلاق المعبر بشكل شبه دائم إلى وجود عالقين على الجانبين بسبب عدم وجود مواعيد لفتحه ما جعل الازمة تتفاقم.

عددٌ من العالقين في مصر -نتحفظ على ذكر اسمائهم-، تواصلوا مع "الرسالة نت" خلال الأيام الماضية، رافعين شكوى لم ترد عليها قيادة السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق، بينما السفارة الفلسطينية أظهرت تقاعسا كبيرا في حل مشكلتهم.

ويقول الحاج أبو العبد الذي أجرى عملية القلب المفتوح منذ شهر وينتظر فتح المعبر للعودة: "تواصلنا مع عدد كبير من القيادات في رام الله أكثر من مرة، ووعدونا بالحل، مرّت أسابيع ولم يأتِ الحل".

الغزّيون العالقون في مصر، بعد أن أنهوا علاجهم في المستشفيات، طالبتهم السلطات المصرية بمغادرة مدن القاهرة والاسكندرية نحو العريش والبقاء هناك إلى حين صدور قرار يقضي بفتح المعبر مجددا، بما يسمح له بالعودة إلى غزة.

أبو العبد أبلغنا أنهم تواصلوا مع صائب عريقات وماجد فرج وعزام الأحمد وحسين الشيخ، إلا أن جميعهم ردوا في المرة الأولى على الاتصالات، لكن كان الرفض مصير اتصالهم اللاحقة.

معاناة العالقين تكرست مع عدم وجود مكان يجلسون به في انتظار فتح المعبر، فاتجهوا إلى الفنادق والشاليهات في مدينة العريش، وتكلفة ذلك من حسابهم الخاص، وهنا يضيف الحاج أبو العبد: "فلوسنا خلصت، والاحتياط صرفناه، ما كنا متوقعين نقعد كل هالمدة، بعد الحديث عن التسهيلات المصرية لأهل غزة".

السلطات المصرية أغرت الغزّيين بفتحها المعبر بشكل شبه متواصل لمدة 11 يوما، مما دفع المرضى والطلاب للسفر تجاه مصر والدول الأخرى على أمل العودة متى شاؤوا على فرض تحسن وضع المعبر، إلا أن إغلاقه بشكل دائم بعد الـ 11 يوم، أحبط مخططات أملهم.

أما المريضة المسنة أم نضال من سكان شمال قطاع غزة، فلم تتمالك نفسها خلال الاتصال، بعد أن قالت: "أقسم بالله العظيم ما ضل معي ولا جنيه، بدهم ايانا نشحد عشان نعيش، متى يفتحوا المعبر وينتهي هالذل برجوعنا لبيتنا".

الإجابة على سؤال المريضة ومئات غيرها، قد نجدها في أروقة السلطة الفلسطينية ولدى رئيسها محمود عباس، الذي اكد تكرارا ومرارا أن "الأخوة المصريين يفتحوا المعبر ويغلقوه عندما نريد"، وبعد وصول عشرات المناشدات من العالقين لقيادة السلطة، يتبين للعيان أنهم غير معنيين بحل أزمتهم المتفاقمة.

عباس الذي وصل القاهرة منذ يومين، لم يأتِ لحل مشكلة أبناء شعبه العالقين، أو دعوة الجانب المصري لتسهيل الوضع على معبر رفح، إنما للمشاركة في افتتاح قناة السويس، فيما لم يضع على جدول أعماله زيارة العالقين أو الاطلاع على أحوالهم وحل مشكلتهم.

ويبقى الفلسطيني في كلا الجانبين في انتظار رحمة السلطات المصرية، أن تحن عليه بفتح المعبر ولو مؤقتا لساعات قليلة، يتنفس من خلالها المرضى والطلاب وأصحاب الاقامات في الخارج، ليفرق المعبر بين المريض وعلاجه والطالب ومقعده الدراسي ويشتت شمل العائلات.

البث المباشر