قائد الطوفان قائد الطوفان

خلال رمضان... ارتفاع معدل الجرائم في غزة

غزة/لميس الهمص

شهد قطاع غزة خلال الأيام الماضية العديد من المشاحنات والجرائم قتل على إثرها عدد من المواطنين، ويستغرب البعض هذه الجرائم  كوننا في شهر رمضان شهر الرحمة والتسامح إلا أن هناك من اعتبر أن "رمضان غزة غير" في ظل الضغوط النفسية الشديدة التي يعاني منها الغزيون جراء الفقر والبطالة ومتطلبات الحياة غير المتناهية.

***تصفد الشياطين

فقد شهد الأسبوع الماضي عدة جرائم كان منها قتل مواطن لابن عمه بعد أن اختلف معه على جوال وشوال طحين ،كما سقط ستة جرحى من عائلة واحدة بين منطقتي الزيتون والصبرة في غزة بسبب إطلاق النار المقصود والناتج عن الشجار ، علاوة على قتيلين في منطقة الشيخ رضوان بسبب الشجار أيضاً ، وإصابتين في الرأس بسبب استعمال الآلات الحادة أثناء الشجار في منطقة الدرج في غزة ، وفي منطقة الرمال الجنوبي جار يضرب جاره على رأسه بعصا فيدخل في غيبوبة نقل على إثرها لغرفة الإنعاش في المستشفى ليموت بعد ثلاثة أيام ، وآخر في منطقة المحطة يلكم جاره على أسنانه فيجرح لثته ويحطم له ضرسين ، ومواطن في منطقة الدرج يلكم زوجته على فمها فيكسر لها ضرسا مما أدى إلى المطالبة بطلاق الزوجة وتعاسة أطفالها.

كل ذلك في غزة وفي أيام شهر رمضان المبارك وفي مدة لا تتجاوز الأيام العشر.

هذه الأحداث أعتبرها د. نسيم ياسين المحاضر في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية تثير القلق لدى الإنسان المؤمن كونها تأتي في هذا الوقت التي يفترض أن يكون فيها الإنسان قريبا من ربه وتكثر منه العبادات ويلتزم بقول الرسول صلى الله علية وسلم" فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم".

وذكر أن على الصائم أن يترفع عن قول الزور ويبتعد على العراك والمشاحنات لكن قد يتسبب الوضع والضغوط النفسية والمادية للمجتمع في مثل تلك الحوادث ، مبينا أن قلة ذات اليد وعدم مقدرة توفير بعض الآباء حاجات أسرهم في شهر رمضان الذي يتطلب منه التوسيع عليهم تسبب مثل تلك الحالات.

ودعا ياسين المواطنين للتماسك والترابط كوننا معرضين للضغوط وفي شهر الطاعات الذي تصفد فيه الشياطين مشيرا إلى أن الإشكالية في بعض الناس الذين يقوم بأعمال الشياطين .

وطالب الغزيين بالتلاحم والترابط والاتجاه إلى العبادات والصوم الذي يعودنا على الصبر وتقوى الله كما قال تعالى: "يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" فالصيام يحب أن يوصلنا للتقوى.

***ضغط نفسي

من جانبه ذكر د. سمير قوته الأستاذ المشارك بقسم علم النفس بالجامعة الإسلامية "للرسالة" أن شهر رمضان يزيد من الجرعة الإيمانية التي تسهم في اطمئنان النفس وإزالة التوتر النفسي ، مبينا أن الصيام له العديد من الفوائد النفسية فهو يشعر الإنسان بالهدوء والراحة فكلما اتجه الفرد إلى التدين كلما زادت حالة الرضا بشكل عام.

وتحدث قوته أن البعض يذكر أن العصبية قد تزداد أيضا عند بعض الأفراد والرغبة في الشجار فتجده يقول "ما تكلمني أنا صايم " بالرغم من أنه بصورة عامة عامل مهذب للنفس.

وأشار إلى أن المجتمع الفلسطيني بكافة شرائحه يعيش في أجواء حصار وبطالة وفقر وازدحام كما يعاني ألآباء من هم توفير مصروف رمضان والعيد والمدارس كل هذه العوامل جعلت العائلة الفلسطينية تعاني نتيجة للضغوط.

وأوضح قوته أن هناك حدا لاحتمال الفرد وقد يفقد بعدها أعصابه لذلك نلمس تلك الممارسات سواء داخل الأسرة وخارجها ، محذرا من أن ذلك لا يمكن بحال أن يوصل الإنسان للقتل.

وأكد أن مثل هذه الحوادث تنتشر في جميع المجتمعات وبصورة أكبر بكثير مما هي عليه في القطاع كون المواطن الغزي لديه قدرة احتمال عالية لا يملكها أي من الشعوب الأخرى فهو لديه مقدرة كبيرة على التكيف مع الظروف ولو خضعت بعض المجتمعات لذات الظروف لأصبح لديها جرائم وممارسات أكثر بكثير مما هي عليه لدينا.

داعيا إلى الرجوع للدين والثقافة التي تأمرنا بالتحلي بالصبر وهو أيضا ما يحث عليه الصيام.

 

البث المباشر