قائد الطوفان قائد الطوفان

الرسالة تكشف خفايا حالات تسمم غامضة في غزة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة- محمد أبو زايدة

أعدت وليمة السمك الذي اشتراها زوجها من بائع متجول على "توك توك" وبمجرد ان تذوقت جزءا بسيطا منها شعرت بالدوار وتنفخت عيناها وتسارعت نبضات قلبها فنقلها ذووها إلى المستشفى بأقصى سرعة.

المواطنة (سلوى القصاص -35 عامًا) نقلت إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس بعدما تناولت سمك البلاميدا، وبمجرد وصولها المستشفى سقطت؛ ليكتشف الأطباء أنها تعرضت لتسمم غذائي شديد انتشر في جميع انحاء جسدها.

تدهورت حالة القصاص وجرى تحويلها إلى العناية المركزة، ودخلت في غيبوبة لساعات وبقيت على سرير المستشفى ليومين إلى أن استوفت علاجها.

القصاص واحدة من عدة حالات قالت إنّها وقعت ضحية سمك "البلاميدا" في قطاع غزة، الأمر الذي دفعنا للوقوف على أسباب المشكلة ومحاولة معالجتها.

وقد وصلت الرسالة عدة شكاوى عن وجود حالات التسمم نتيجة أسماك البلاميدا التي انتشرت في أسواق القطاع بشكل كبير خلال الفترة الماضية وذلك عقب موجة الحر "الهندية" التي اجتاحت الأراضي الفلسطينية.

تزايد حالات التسمم أثار مخاوف الكثيرين من أهالي القطاع ما دفع الرسالة للبحث عن الأسباب الحقيقية لحالات التسمم.

أوّل الحالات التي وصلت إلى المشافي، كان صاحبها (س.ع)- رفض الإفصاح عن اسمه، وأعرب عن قلقه من تسمم عائلته الكائنة في وسط القطاع، مشيرًا إلى احتمال تسممه بسمك مصدره مياه ميناء غزة "الملوثة".

كان رب الأسرة قد اشترى أنواعًا مختلفة من السمك، وبعد تناول بعضها في احدى الليالي، نقل الى المستشفى، وبعد التحري تبين أنه يمنع الاصطياد من داخل الميناء.

في هذه الأثناء وصلت الرسالة أكثر من تسعة شكاوى في يوم واحد تتحدث عن "تسمم غذائي".

الغريب في الأمر أنّ حالات التسمم تلك تركزت في مناطق محددة من القطاع، وتحديدًا في الوسط والجنوب.

تناقض

المصادر الحكومية في قطاع غزة بدت رواياتها متناقضة، في محاولة منها لإخفاء الحقيقة، وطمأنة الشارع الغزي، وبعضها حاول انكار المعلومات التي تتحدث عن حالات تسمم كثيرة، إلا أنّ أطباء أشرفوا على معالجة هذه الحالات أكدوا وجودها.

طبيب في مستشفى الأقصى: لو لم يتم اسعاف الحالات التي وصلتنا كانت ستتعرض إلى الوفاة

حاولت "الرسالة" الوصول إلى حالاتٍ من داخل مستشفى ناصر، حيث تلقت القصاص العلاج، إلّا أنّ مدير عام المجمع الدكتور جمال الهمص نفى وصول حالات تسمم، قائلًا: "ما وصلنا نتيجة سمك البلاميدا هو عائلة واحدة فقط، وكانت بسبب حساسية وليس تسمما".

ورفض الهمص الإدلاء بأي تصريحاتٍ تستدل منها الرسالة على أسباب انتشار حالات التسمم، مؤكدًا أن المستشفى لم يستقبل أي حالة للتسمم، وهو ما يتنافى مع التقارير الطبية التي استطعنا الحصول عليها من "القصاص"، وتفيد بأنّها تعرضت إلى "تسمم غذائي".

تواصلنا مع الدكتور علاء سلامة، أخصائي أمراض باطنة وجهاز هضمي في مجمع ناصر الطبي، والذي يناوب يومًا واحدًا -الأحد- في الأسبوع، وأخبرنا معلوماتٍ تناقضت مع ما صرّح به الهمص.

ويقول سلامة لـ"الرسالة": "وصل المجمع الأحد الماضي، وسبقته (10) حالات من عائلات مختلفة، نتيجة تسمم غذائي إضافة إلى حساسية مفرطة في الجسم بسبب سمك البلاميدا، وذلك أثناء مناوبتي الأسبوعية".

وأوضح أنّ حالات التسمم ناتجة من أكل المواطنين للبلاميدا، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الأسماك يفرز مادة (الهستامين)، والتي تسبب تسمما غذائيا بالإضافة إلى حساسية مفرطة في الجسم في حال فسدت السمكة، أو لم يتم طهيها بالشكل المناسب، لافتًا إلى أنّه تم التعامل مع جميع الحالات التي وصلت خلال عمله.

العلّة نفسها

توالت إلى "الرسالة" الشكاوى من مواطنين عن تعرضهم لحالات تسمم تلقوا العلاج في مستشفى شهداء الأقصى بالوسطى، ومنها المواطنة (خ.ل) - فضلت عدم ذكر اسمها-، والتي تعرضت لحالة مشابهة للمواطنة القصاص.


صياد: ضرورة تكثيف الرقابة على الأسماك وكثير منها يباع فاسدًا

تقول (خ.ل)، إنّها دعت أفراد عائلتها إلى مأدبة عشاء، مكونة من سمك البلاميدا، وعملت على تنظيفه وفق الطرق الصحية التي تتبعها بشكل مستمر مع هذا النوع تحديدًا من الأسماك، وخاصة تقطيعه لشرائح صغيرة، واخراج الدم الفاسد بواسطة الليمون والخل والطحين، وقليه بالزيت الحار، إلّا أن العائلة بأكملها انتقلت إلى مستشفى شهداء الأقصى جراء تعرضهم لحالة تسمم غذائي تزامنت مع تناولهم للبلاميدا، وفور تماثلهم للشفاء، أخبرهم الطبيب أنّهم ليسوا وحدهم من حضروا بسبب هذا النوع من الأسماك، وسبقهم العشرات.

30 حالة تسمم جدد

وفي محاولة للحصول على معلومات دقيقة حول تزايد حالات التسمم، تواصلت "الرسالة" مع رئيس قسم الباطنة في مستشفى شهداء الأقصى في الوسطى الدكتور هاني ضهير، والذي أكد وجود حالات تسمم وصلت المستشفى بسبب البلاميدا، مشيرًا إلى أنّ السمك كان وفق أقوال المواطنين من عدة مصادر وباعة متجولين.

وأكد وصول ما يقارب (30 حالة) مصابة بالتسمم الغذائي إلى مستشفى الأقصى، لافتًا إلى أنّه تم التعامل معها، وتم الطلب من 7 مرضى المبيت في المستشفى لسوء وضعهم الصحي، قائلاً "لو لم يتم اسعاف الحالات التي وصلتنا في ذات الوقت وإعطائها العلاج اللازم، لفقدوا حياتهم".

لم تكتفِ الرسالة بالمعلوماتِ التي حصلت عليها، لأنّ دائرة الشبهات حول العلّة الأساسية، اتسعت أكثر، فتوجهنا إلى دائرة الطب الوقائي والرعاية الأولية في وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، وتحدثنا مع الدكتور مجدي ضهير مدير الدائرة، إلّا أنّه نفى ما صرّح به الأطباء، قائلًا "الحالات التي وصلت مستشفيات القطاع، كانت نتيجة حساسية وليس تسمما"، وهو ما يتعارض مع ما أكده الأخصائيون للرسالة بأنّه "تسمم غذائي".

الزراعة: مهام الوزارة الخاصة بالأسماك تقتصر على إحصاء أعدادها ومراقبة البيئة البحرية بيولوجيًا

 ضهير قال إنّ المواد الأمينية الموجودة في جلد البلاميدا تسبب حساسية مفرطة، نتيجة تعرض السمك لفترات طويلة لأشعة الشمس.

وأضاف أنّ "المشكلة لا تكمن في فساد السمك، بل في تعرضه لفترات طويلة لأشعة الشمس، وبيعه بعد ذلك، وتتحول المواد نتيجة تفاعلها في السمكة إلى مواد مسببة للحساسية".

وتابع ضهير  "لا داعي لإتلاف سمك البلاميدا، فهو سليم وغير ملوث، ولكن نوصي التجار بضرورة حفظه بعيدًا عن أشعة الشمس".

وشدد على أن الحالات "لم تتعرض للتسمم.. لكنّها تعرضت لحساسية مفرطة قد تؤدي لمضاعفات شديدة، وعدم علاجها يسبب الوفاة".

 قد يؤدي للموت

وزارة الصحة حاولت ان تنفي أقوال الأطباء والمرضى، وتخفف من حدّة المشكلة التي تواجه المئات من المواطنين، مستدلة على لسان ضهير بأنّ "المواطن يحضّر السمكة بقطع رأسها ويصفيها تحت أشعة الشمس المباشرة، ما يسبب لها الفساد"، وهذا ما يتنافى مع أقواله السابقة، لأنّ "فساد السمك يؤدي للتسمم، وليس للحساسية". وفق خبراء في التغذية.

الدكتور رمضان شامية، مدير فني بمؤسسة المواصفات والمقاييس بوزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني، قال إنّ تناول المواطن لسمكة فاسدة يسبب له تسمما غذائيا، واسهالا شديدا.. وذلك من خلال بكتيريا اسمها (كلوستريديوم بوتولينيوم)، وهي بكتيريا لا هوائية منغمسة داخل لحمة السمكة أو تحت جلدها داخل النسيج، وقد يؤدي هذا التسمم إلى ارتخاء في الأجزاء السفلية، أو غيبوبة، أو شلل، وربما يودي بحياة الإنسان ".

الطب الوقائي: المشكلة لا تكمن في فساد السمك بل في تعرضه لفترات طويلة لأشعة الشمس

وأشار إلى إمكانية تعرض الجسم لحساسية نتيجة تناول الأسماك بشكل عام، "لأنّ ذلك يعتمد على حجم الوزن الجزيئي الجرامي للبروتين داخل السمكة".

وأوضح أن علامات الحساسية تظهر من خلال التقيؤ، أو الاسهال، أو التقيؤ والاسهال معًا، بالإضافة لهرش في الجلد، واحمرار العينين، ورشح، وسيولة في الأنف، منوهًا إلى أنّها تتفاوت من شخص لآخر، وأنّ الحساسية ناجمة عن ضعف جهاز المناعة في الجسم.

وأبدى شامية سخطه من آلية بيع الأسماك في قطاع غزة، قائلًا: "آلية بيع الأسماك في غزة غير صحية، لأنّها بحاجة لحفظ في درجة حرارة أقل من 10 درجات مئوية، وتكون مرشوشة بثلج مجروش يغطيها من جميع الجهات، وعدم تعرضها لعوادم السيارات.

وطالب بإيقاف بيع الأسماك في جميع الأسواق الشعبية، والتوجّه إلى معارض سليمة، وليس على التكاتك، "لأنّ ذلك مخالف لقانون التغذية في الأسواق". وفق قوله.

ودعا شامية المواطنين إلى تفعيل رقابتهم الداخلية في شراء الأسماك، لحماية أنفسهم من التسمم او التلوث.

وأشار شامية إلى أنّ سمك البلاميدا يحتوي على نسبة عالية من الدم، وهو ما يجعله بيئة جيدًا لنمو أنواع من البكتيريا، " وهناك أنواع بكتيريا - كلوستريديوم - تحب هذا النوع من الاسماك لتتكاثر فيه وتفرز سمومها".

ووجّه نصيحته إلى ربّات البيوت حول كيفية التعامل مع هذا السمك، من خلال قطع رأس السمكة، وتنظيفها، ثم تقطيعها لشرائح بعرض لا يتجاوز 2 سم على هيئة دوائر؛ لتتمكن من تصفيتها من الدماء الفاسدة بسرعة، ورش الليمون وقليل من الملح عليها، ثم غسلها بالخل والدقيق، ليسرع من عمليات التصفية، محذرًا من تركها في الهواء الطلق أو تعريضها للشمس.

مباحث التموين: هنالك معلومات لدينا عن احتكار بعض التجار لتجارة أسماك البلاميدا وضخها في السوق

وأوضح أنّه يجب طهي سمك البلاميدا في الزيت المغلي بدرجة حرارة (195 درجة مئوية)، لأنّه بهذه الدرجة يقضي على السموم داخل السمكة، ويصل إلى جميع أنسجتها، محذرًا في الوقت ذاته من شيها "لأنّها لا تتلقى درجة الحرارة الكافية لقتل البكتيريا السامة".

"الرسالة" حاولت الوصول إلى احصائيات تبيّن النسبة الحقيقية للمصابين بالتسمم في محافظات قطاع غزة، إلّا أنّ الصحة رفضت، قائلة "لا رقم دقيق لدينا، وتم التعامل مع الحالات بشكل مباشر".

الزراعة تخلي المسؤولية

توجهت "الرسالة" إلى دائرة مراقبة البيئة البحرية في وزارة الزراعة، لمعرفة مدى مراقبتها على البيئة المناسبة لأسماك البلاميدا، ومدى اطلاعها على جودة الأسماك في بحر غزة، والتقت محمد أبو طير مدير الدائرة، لكنه رفض الحديث قائلًا "مهام وزارة الزراعة الخاصة بالأسماك تقتصر على احصاء أعداد السمك ومراقبة البيئة البحرية من الناحية البيولوجية، وتطبيق قانون الصيد على الصيادين، أما الناحية الصحية والجودة، فهي من مهام وزارة الاقتصاد".

وأشار إلى آلية التعرف على مدى صلاحية سمكة البلاميدا، قائلًا "السمكة التي يكون بطنها منتفخا، ولمعتها مخفية، وعيونها ذابلة، واختلف لون خياشيمها من الأحمر الوردي إلى البني الداكن، تكون فاسدة".

الدكتور عماد الباز الوكيل المساعد بوزارة الاقتصاد الوطني، قال إنّ تسمم الحالات التي وصلت مستشفيات القطاع، كان نتيجة "عدم طبخ البلاميدا بطريقة صحيحة".

اتلاف200 كيلو بلاميدا

وأوضح أنّ درجة الحرارة لها تأثير في انتشار الأسماك في الأسواق، مضيفًا أنّ "سمك البلاميدا انتشر في الأسواق بكميات كبيرة، ومكث لساعات تحت أشعة الشمس، ما ترتب عليه اتلاف بعضها".

وأشار الباز إلى أنّ طواقم التفتيش في وزارة الاقتصاد أجرت جولة تفقدية على تجار الأسماك، وتم اتلاف كميات كبيرة بعد ضبطها غير صالحة للاستهلاك الآدمي.

وتابع "تم اتلاف حوالي 200 كيلو سمك بلاميدا فاسدا في منطقة رفح"، مشيرًا إلى أنّ "كميّة البلاميدا التي تم اخراجها من البحر كانت كبيرة، واقبال الناس عليها ضعيف، لأنّها غير مرغوبة كغيرها". وفق الباز.

الصياد "منذر أبو عميرة"، قال إنّ سمك البلاميدا يعتبر وجبته المفضلة في هذه الأيام هو وعائلته، ولم يشكُ من أي أعراض.

وأكد أبو عميرة أنّ المشكلة ليست من السمك بحد ذاته أو آلية استخدامه لكنها تكمن في تجّار الأسماك، "لأنّه من غير المعقول أن تصل عشرات العائلات بذات الوقت إلى المستشفيات بسبب سوء الاستخدام". وفق قوله.

وطالب وزارة الاقتصاد بـ"ضرورة تكثيف الرقابة على الأسماك، لأنّ كثيرًا منها يباع فاسدًا".

الرسالة توجهت إلى منطقة الوسطى حيث انتشرت في المنطقة العديد من الإشاعات.

أخصائي: التسمم الغذائي قد يودي بحياة الإنسان

وبعد التحري تمكنت الرسالة من الحصول على معلومات من مصدر خاص أكد أن حالات التسمم جرت نتيجة أن أحد التجار ويسمى (أ.م) اشترى كميات سمك البلاميدا الموجودة في الأسواق، واحتكرها أملًا في نفاد الكميات من السوق، وبيعها بأسعارٍ مضاعفة للمواطنين، إلّا أنّ مشكلة انقطاع التيار الكهربائي خالفت توقعاته".

وأضاف أنّ "هذا التاجر وضع الكميات الضخمة في الثلاجات، واستمرت لثلاثة أيام، لكنّه فوجئ عند اخراجها للسوق، بأنّ عملية الحفظ لم تكن ناجحة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، مما سبب فساد الأسماك، لكنّ جشع التاجر أغراه إلى بيعها بسعرٍ بخس، مستغلًا سوء الوضع المادي للمواطنين". وفق المصدر.

وأوضح المصدر -وهو صياد سابق- أنّه يتم التحايل على السمك الفاسد بوضع كميات ثلجٍ عليه، ما يخفي رائحته، "والغشيم يشتريها"!

الجهات الرسمية تؤكد

وبعد الرجوع للجهات الرسمية لتأكيد أو نفي رواية المصدر، أكد كمال أبو سلمية مدير مباحث التموين في قطاع غزة، إنه "قد يكون السبب الرئيسي في حالات التسمم عائد لتخزين هذه الأسماك بطريقة غير سليمة، وسوء حفظها".

وأضاف أبو سلمية لـ"الرسالة": "كنا معتقدين أن كميات أسماك البلاميدا التي غزت الأسواق مؤخرًا تخرج من البحر مباشرة، ونتيجة تعرضها لأشعة الشمس فسدت، لكن هنالك معلومات لدينا عن احتكار بعض التجار لهذه الأسماك وضخها في السوق".

وشدد على أن جهود مكافحة فساد التجار وجشعهم مستمرة لدى طواقم مباحث التموين، مطمئنًا المواطنين أنّه "تم اتلاف كميات كبيرة فاسدة في السوق، وما زالت الطواقم مستمرة في البحث والرقابة". وفق قوله.

متابعة "الرسالة" لفساد سمك البلاميدا استمرت منذ دخول أوّل حالة تسمم إلى المستشفى، حتى كشفها لخيوط المشكلة، ومن خلال تحقيقها حاولت دق ناقوس الخطر، لضرورة وجود رقابة صارمة على بائعي الأسماك والتجار، لا سيما مع تزايد ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة احتمالية فساد الأسماك، خاصة التي لا تخضع لأي قوانين، لذا يتوجب على المعنيين النظر إلى القضية ومحاولة إيجاد حلول لها قبل وقوع ما لا يحمد عقباه وتعريض حياة المواطنين للخطر.

البث المباشر