قائد الطوفان قائد الطوفان

تركيا في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

الرسالة نت- صالح النعامي

واصل الكيان الصهيوني حملته الدعائية على تركيا، حيث كثفت المستويات السياسية والخب الأمنية ووسائل الإعلام من اتهاماتها لأردوغان بدعم ما يصفونه بـ "الإرهاب الفلسطيني".

 وعاد وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون مجدداً لتحريض الغرب على تركيا من خلال القول إن أردوغان يسمح لقيادات حماس بالمكوث في تركيا، مدعياً أن هذه القيادات توجه عمليات المقاومة ضد الاحتلال من هناك.

وفيما بات يشكل خلفية لأي خبر حول اكتشاف خلية مقاومة لحركة حماس في الضفة الغربية، فإن وسائل الإعلام الصهيونية تحرص على الزعم بأن هذه الخلية يتم توجيهها من قبل قيادات حمساوية تقيم في تركيا.

في الوقت ذاته يجاهر الصهاينة بتآمرهم على تركيا من خلال توثيق العلاقات مع الدول والأنظمة التي تناصب أنقرة العداء.

وتعكف تل أبيب علناً على محاولة استباق الأحداث وقطع الطريق على تركيا ومنعها من الاستفادة من حقوقها في حقول الغاز المكتشفة في حوض البحر المتوسط، عبر التوصل مع قبرص لتفاهم يقضي بتقسيم المياه الاقتصادية بين الجانبين بشكل يحرم تركيا من حقوقها.

فقد كانت زيارة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الأخيرة لقبرص مؤشراً قوياً على الجدية الي تتعاطى بها تل أبيب مع هذه القضية وتدلل على أن الصهاينة عازمون على محاولة إيذاء أنقرة بكل ما أوتوا من قوة.

وقد عدت وسائل الإعلام الصهيونية أن إستراتيجية نتنياهو تقوم على ترسيخ التخالف مع عدوي تركيا اللدودين: اليونان وقبرص من أجل محاصرة حكومة أنقرة.

ونوه بعض المراقبين في تل أبيب إلى أن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف باليونان قد أحبطت نتنياهو، حيث أنها تدلل على أنه سيكون من المتعذر على القيادة اليونانية في ظل هذه الأزمة توجيه جهودها لمحاصرة تركيا.

ويذكر أن سلاحي الجو الصهيوني واليوناني أجريا مناورات تدريبية مشتركة، في حين تدرب سلاح الجو الصهيوني على المس بمنظومات "S300" في الأجواء اليونانية.

من ناحية ثانية عبرت نخب صهيونية عن مخاوفها من إمكانية استعادة حزب "العدالة والتنمية" أغلبيته المطلقة في البرلمان التركي بشكل يقلص من آمال تل أبيب في إحداث تحول في الموقف التركي تجاهها.

وقال ألون ليفين، وكيل وزارة الخارجية الصهيوني الأسبق أن الكيان الصهيوني سيكون أكبر الرابحين من خسارة حزب أردوغان الأغلبية وتشكيل حكومة جديدة في أنقرة.

وبشكل متواز، وفي مسعى لتضييق الخناق دبلوماسياً على أردوغان، زعمت مصادر عسكرية صهيونية كبيرة" أن تركيا ستكون القوة النووية القادمة في المنطقة.

 ونقلت صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر بتاريخ 16-8 عن مصادر عسكرية صهيونية قوولها إن ما يدلل على رغبة الأتراك في الحصول على السلاح النووي هو سعيهم الحثيث للحصول على طائرات "إف 35" المقاتلة الأكثر تطوراً في العالم، القادرة على حمل قنابل نووية، حيث أن هذه الطائرات قادرة على حمل قنابل نووية من طراز "b61".

واستندت المصادر العسكرية الصهيونية إلى تقديرات للمخابرات الألمانية قدمتها العام الماضي، ومفادها بأن تركيا معنية بتطوير برنامج نووي مدني للتغطية على مخططها لتطوير سلاح نووي عسكري في السر.

 وزعمت المصادر العسكرية الصهيونية أن الأتراك حاولوا عند تفكك الإتحاد السوفياتي شراء قنبلة نووية وتقنيات نووية من إحدى الدول الإسلامية التي كانت تشكل الاتحاد السوفياتي.

 وادعت المصادر العسكرية الصهيونية أن الأمريكيين اتهموا تركيا في سبعينيات القرن الماضي بمساعدة الباكستان في تخصيب اليورانيوم اللازم لتطوير برنامجها النووي.

وادعت مجلة " ISRAEL DEFENSE" الصهيونية أن تركيا وقعت على تفاهم مع الأرجنتين للتعاون مع في المجال النووي، حيث تم الاتفاق على شراء تركيا مفاعل نووي، حيث تم التراجع عن الاتفاق بعدما تبين أن المفاعل الأرجنتيني صغير ولا يصلح لانتاج الطاقة النووية.

وأشارت المجلة إلى أن تركيا وقعت اتفاقين مع كل من روسيا واليابان عام 2014 لبناء مفاعلين نوويين للأغراض المدنية، معتبرة أن أحد أهم المؤشرات على توجه الأتراك لتطوير سلاح نووي هو سعيهم لتطوير منظومات صاروخية قادرة على حمل رؤوس نووية.

ونقلت المجلة عن مصدر أمني صهيوني قوله إن ما يعد دليلاً على توجهات أنقرة لتطوير سلاح نووي سعيها لتطوير برنامج فضاء خاص بها، زاعمة أن الدول التي تسعى لتطوير برنامج فضاء هي الدول التي لديها رغبة في الحصول على سلاح نووي.

 وأشارت المجلة إلى أن تركيا أطلقت عام 2012 قمراً صناعياً لأغراض التجسس باسم "غوكترك"، في حين افتتحت في مايو الماضي مركزاً لتطوير الأقمار الصناعية بإشراف الصناعات الجوية التركية "TAL". ويبدو من السخف التعاطي بجدية مع المزاعم الصهيونية.

 فعلى سبيل المثال، ادعاء (إسرائيل) بأن تركيا ساعدت الباكستان على تخصيب اليورانيوم في سبعينيات القرن الماضي يبدو سخيفاً، لأن تركيا حتى الآن لا تملك قدرات في مجال التقنيات النووية، وإلا فلماذا تتوجه أنقرة لكل من الأرجنتين واليابان وروسيا لشراء المفاعلات النووية.

قصارى القول، تركيا في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي، ولا يبدو أن تل أبيب ستغير معالم سياساتها تجاه أنقرة في المستقبل المنظور.

البث المباشر