قائد الطوفان قائد الطوفان

"حادثة الخطف" محاولة مصرية لجر حماس إلى مستنقع سيناء

الحدود المصرية الفلسطينية (الأرشيف)
الحدود المصرية الفلسطينية (الأرشيف)

الرسالة نت- محمود فودة

أعادت حادثة خطف الشبان الأربعة في سيناء إلى الذاكرة المحاولات المصرية لإدخال حركة حماس في آتون الصراع الدائر في شبه جزيرة سيناء، سواء كانت تلك المساعي بالكذب الاعلامي تارةً أو من الباب القضائي تارة أخرى أو حتى بالحديث السياسي والتضييق على غزة.

الحاجة المصرية لإشراك حماس في حربها بسيناء تنبع من عدم قدرة الجيش المصري على السيطرة على الأوضاع الأمنية، ويشهد على ذلك تردي المشهد الأمني طيلة الفترة الماضية دون أي تحسن يذكر.

وتشير بعض التحليلات والمعلومات إلى وجود مخطط دولي كبير يسعى لإضعاف حماس من خلال استدراجها في سيناء بعد فشل المحاولات (الإسرائيلية) في تحقيق ذلك.

ويبدو أن جناحا قويا في النظام المصري يسعى لتنفيذ المخطط القائم على خلط الأوراق بسيناء، عبر الهجمة الإعلامية التي لم تهدأ ضد حماس بزعم أنها تدعم الارهاب.

ويجري الحديث عن وجود خلاف بين رأسي مؤسسة الرئاسة المصرية والجيش حول ملف غزة.

الخلافات في النظام المصري تظهر أيضا -وفق المصادر- بين الاستخبارات الحربية وجهاز الاستخبارات العامة الذي يترأسه اللواء خالد فوزي؛ لأن القناعة الراسخة لدى الاستخبارات العامة باعتبارها المسؤول الرسمي من جانب الدولة، عن إدارة الملف الفلسطيني أن حماس بريئة من الأحداث التي تشهدها سيناء، وعلى النقيض تماماً؛ هناك وجهة نظر مختلفة لدى الاستخبارات الحربية التي ترى أن الحركة عدو صريح لهم.

وقد نستنج مما سبق أن الشبان الأربعة قد يكونوا وقعوا ضحية الصراع الدائر داخل المؤسسة الأمنية المصرية، فلكل جهاز أهدافه، وهنا يبرز السؤال الأهم، لمصلحة منْ يعتقل 4 مقاومين من غزة؟، مباشرةً تلمع أنياب (إسرائيل) من خلف الستار على أساس أن خطفهم يصب في مصلحتها العليا، وبناءً على أن طبيعة الأعمال تدل على الفاعل، قد نستدل من هذا المدخل على الجهة المنفذة لهذه العملية المخابراتية.

حماس، من جهتها، جعلت "اللعب على المكشوف" بإعلان كتائب القسام الجناح العسكري لها، أن الملف بأكمله بين يدي قيادتها العسكرية، أي ما يعني وفق المحلل السياسي إبراهيم المدهون أن الملف ما عاد سياسيا أو إنسانيا، إنما عسكري بالدرجة الأولى، فيما اعتبرها خطوة متقدمة في الإشكالية الحالية بين مصر وحماس، سيكون لها آثارها المباشرة.

ورأى المدهون في تبني القسام للشبان الأربعة رفعا لأهمية الحادثة، ورسالة للخاطفين أن الأمر ليس عملا يمكن أن يمضي دون تبعات خطيرة، أما في رسالة التهديد على لسان القسام ان الأمر لن يمر مرور الكرام؛ دليل على جدية القسام أن هذا الملف متفجر وله ردات فعل قد تكون بالغة الخطورة.

فيما يقول البروفيسور عبد الستار قاسم إن ما جرى ينم عن مخطط صنعته عقول أكبر من تلك إلى يحملها منفذي العملية، ويبدو أنه يأتي ضمن السعي الدولي و(الإسرائيلي) لإنهاك المقاومة الفلسطينية، عبر إدخالها في معارك جانبية لا ناقة لها فيها ولا جمل، في إشارةً للصراع الدائرة بسيناء.

ويتجه أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح إلى أن البيئة الاقليمية أغرت منفذي العملية، على فرض أن المقاومة ليس بمقدورها الضغط في اتجاه إخلاء سبيلهم في ظل عدم وجود لاعب اقليمي قادر على إجبار مصر على إنهاء الملف بشكل مناسب، وعليه، فإن طبيعة تعامل المقاومة وحماس مع الحدث ستعطيها فرصة في تشكيل النهاية لما جرى.

البث المباشر