تعد تقنية استعمال البراغي هي الوسيلة البديلة للجبيرة في معالجة الكسور، إذ يلجأ أغلب أخصائيي العظام إلى استخدام البراغي والمسامير لتثبيت العظام المكسورة.
وبعد فترة، يخضع المريض لعملية جراحية أخرى من أجل إزالة البراغي من الجسم، ذلك أن بقاءها قد يؤدي إلى الإصابة ببعض أمراض الحساسية. وهذا يعني أن المريض يخضع لعمليتين جراحيتين - الأولى لتثبيت البراغي البلاتينية والثانية لنزعها، الأمر الذي يدفع الكثيرين إلى رفض هذه التقنية الحديثة.
لكن الآن، وبفضل البرغي العظمي، أصبح من الممكن تقليص هذه المعاناة. على الظاهر، يصعب تمييز البرغي العظمي عن البرغي العادي، فهو مدور وطوله ثلاثة سنتيمترات، إلا أن سره يكمن في كونه مصنوع من سبيكة من المغنيسيوم تتحول إلى نسيج عظمي يذوب في الجسم خلال عام ونصف، حسبما تشرح شتوِكتنبورغ كولزمان، أخصائية الجراحة العظمية في ألمانيا، مضيفة بالقول: "يساعد هذا النوع الحديث من البراغي على استقرار العظام جيداً، ما يتيح التئامها جيداً".
تجدد دائم
التجدد الدائم هو من صفات الجسم البشري، فطبقات البشرة العليا تتجدد بشكل كامل كل أربعة أسابيع تقريباً، وينطبق هذا على كثير من خلايا الجسد كخلايا العظمية.
ولا يقتصر استعمال البرغي في علاج الكسور فحسب، إذ من الممكن استخدامها أيضاً في تقويم العظام، فكثيراً ما يستخدم في علاج إنحراف إبهام القدم.
واحتاج الباحثون الألمان إلى 12 عاماً تقريباً لتطوير هذا البرغي، وأهم ما يميزه هو أنه يعزز تكوين أنسجة العظام الذاتية، فضلاً عن أنه لا يسبب الحساسية، لأنه مصنوع من مواد مستقاة من الجسم ولا داعي لإزالتها لأنها تذوب تلقائياً، على حدّ قول الطبيبة كولزمان.
جدير بالذكر أن استخدام هذ النوع من البراغي لا زال في بدايته. وليصبح استخدامه أمراً روتينياً، لا بد من إجراء مزيد من التجارب.
دويتشه فيلله