قائد الطوفان قائد الطوفان

أزمة المختطفين تضع العلاقات الحمساوية المصرية "على المحك"

أزمة المختطفين تضع العلاقات الحمساوية المصرية
أزمة المختطفين تضع العلاقات الحمساوية المصرية

الرسالة نت- محمود فودة

يبدو أن التعنت المصري برفض الكشف عن مصير الشبان الفلسطينيين الأربعة سيأخذ العلاقات بين حركة حماس ومصر إلى منحنى خطير لم تشهده من قبل، بعد أن أطلقت الحركة وأهالي المختطفين عشرات النداءات بضرورة إعادتهم دون استجابة مصرية.

تذبذبت العلاقة بين الطرفين خلال السنوات التي تبعت الأحداث المصرية صيف العام 2013، بين شد وجذب، إلى أن بلغت ذروة الجفاء حين صنفت الحركة وجناحها العسكري كـ "منظمة إرهابية" في مصر، بينما تحسنت العلاقة خلال العام الحالي حينما ألغي القرار القضائي وأحست غزة بالتسهيلات عبر معبر رفح مطلع يونيو الماضي.

تعاملت الحركة مع حادثة الاختطاف بدبلوماسية عالية، من خلال التواصل المباشر مع المخابرات الحربية التي يتمتع قادتها بعلاقة جيدة مع الحركة مهما اختلفت الظروف، إلا أن القسام كان أكثر حدة عندما أكد في خطابه أنه لن يمر مرور الكرام على حادثة اختطاف الشبان.

مصدر قيادي في حركة حماس بالخارج أكد في تصريح لـ"الرسالة" أن الحركة قدمت ملفا متكاملا عن حيثيات الحادثة للمخابرات المصرية، ويحوي الملف -وفق المصدر- دلائل دامغة على تورط جهاز امني مصري في خطف الشبان.

 وأوضح المصدر أن الأمر ما عاد في خانة الشك أو التخمين، إنما من المؤكد أن المخابرات الحربية المصرية مسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر عما حدث، وفي كلا الحالتين يتوجب عليها إنهاء الأزمة بشكل مناسب يضمن سلامة المختطفين.

ومما لا شك فيه، أن المخابرات المصرية لا يمكن لها أن تخسر علاقتها مع حماس في ظل التطورات المتلاحقة على صعيد القضية الفلسطينية، وارتفاع أسهم حماس في الساحة الاقليمية، وما يؤكد ذلك، حديث مسؤول مصري رفيع المستوى لـ"الرسالة" منذ أيام أن الاتصالات مع الحركة بخصوص المخطوفين تشهد تطورا.

 ونفى المصدر توتر العلاقة بين حماس والقاهرة خلال الفترة الأخيرة، برغم المواقف الخشنة التي صدرت عن الجهات المصرية خلال فتح المعبر من ايقاف للقيادي في الحركة حسن الصيفي وما لحقها من خطف للشبان، ورفض مغادرة وفد قيادي رفيع المستوى من الحركة عبر المعبر.

من جهته، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة أن العلاقات الحمساوية المصرية ستسوء إن لم تحل القضية بشكل يرضى الطرفين، بأن يعود الشبان إلى أهاليهم، وألا يخرج الأمن المصري في ثوب المذنب.

وأكد أبو سعدة أن حماس أحسنت التصرف في الرد على ما حدث؛ بعيدا عن خطاب القسام بخصوص الحادثة، وعلى الوجه الآخر فإنه لا يمكن للأجهزة الأمنية المصرية أن "تغسل يديها" من القضية الفلسطينية وخصوصا مع غزة التي تبدو حماس في واجهتها، وعليه ستسعى لإنهاء الأزمة بشكل مناسب.

 أما المحلل السياسي عصام شاور فقد اتجه إلى أن علاقة حماس مع مصر في الاساس لم تكن جيدة، بينما حافظت الحركة على شعرة معاوية، إلا أن اختطاف الشبان من قبل مجموعة مسلحة تابعة للأجهزة الامنية المصرية حسب ما تفيد به الوقائع والشهود، قد يدفع إلى "انهيار" العلاقة بينهما.

وأشار إلى أنه ليس بمقدور حماس أن تتجاوز عملية الاختطاف وقد تضطر فعلا لاتخاذ مواقف لا تعجب الطرف المصري إن لم يكن هناك تجاوب من الاشقاء المصريين في إظهار حقيقة ما حدث واعادة المختطفين سالمين لأهاليهم.

 

 

البث المباشر