بات سكان قطاع غزة ليلة الخميس الماضي على وقع فاجعة مقتل الفتاة "ميساء.ص" (21 عامًا) من وسط قطاع غزة، حيث تبيّن وجود شبهة جنائية وراء وفاتها، وأشير بإصبع الاتهام نحو زوجها.
وبالنظر إلى ما أثارته الحادثة من اهتمام الرأي العام المحلي، سعت الرسالة للكشف عن تفاصيل الواقعة، والبحث عن خبايا الجريمة وفقًا لما اوردته شهادات العائلة والشرطة، بالإضافة إلى شهادة أسرة المتهم بجريمة القتل.
تقول أم خالد والدة المجني عليها، إن اتصالاً جاءها في الساعة الحادية عشر ظهرًا من يوم الخميس الماضي، من طرف عائلة زوج ابنتها، ابلغها بوفاة ابنتها ونقلها الى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وسرعان ما توجهت العائلة إلى هناك لمعرفة ما حصل مع ابنتها.
وعند وصولها إلى مستشفى الشفاء وجدت زوج ابنتها فسألته عما حدث، حيث ظهر عليه الحزن، وكان باكيًا، فلم يجبها وابتعد، فيما اتجه نحو غرفة العمليات حيث وجدت ابنتها "ميساء" مسجاة على الأرض ومغطاة بالكفن الأبيض، وفقًا لام خالد.
هنا عادت الى الخلف قبل ثلاثة اشهر قضتها ميساء مع زوجها منذ زواجهما، تقول عائلتها أن تلك الفترة كانت أشبه بالجحيم، بدأت فيها الفتاة بفقدان وزنها وتدهورت فيها حالتها الصحية، وشابتها اشكاليات كثيرة تسببت بمكوثها في المستشفى مرتين، وفق والدة المغدورة.
ويقول خال الفتاة أبو أمير، إن الشكوك بدأت تراود الطبيب الشرعي حول وجود جريمة ترغب العائلتان بالتستر عليها، حينها طلب منه البدء فورًا في تشريح جثة الفتاة، ليتبيّن انها قتلت بكسر في الرقبة.
ومجرد البدء في تشريح جثة المغدورة، فُقد أثر الزوج في مستشفى الشفاء، قبل أن يعلن عن اعتقاله والقبض عليه في منزله.
تقول امها إن مقتل ابنتها هي الحلقة الاخيرة في مسلسل التعذيب الذي تعرضت له، حيث ضربها مرارًا، وقبل مقتلها بيومين نقلت الى المستشفى جراء اصابتها بتشجنات، وأن زوج ابنتها اخبرهما بانه على علاقة مع فتاة اخرى.
وبحسب روايتها، فإن عراكًا نشب بينه وبين والدها قبل وفاة ابنتها بليلة.
النيابة والشرطة
حمَلت الرسالة ملف الجريمة واتجهت الى الشرطة الفلسطينية، للبحث عن تفاصيل الحادث، حيث أكدّ المقدم أيمن البطنيجي المتحدث باسم الشرطة، أن المتهم اعترف بجريمته كاملة وقام بتمثيلها، واقر استخدامه اداة حادة ضرب بها زوجته على عنقها، ما ادى الى كسر عظم الرقبة، ووفاتها.
وقال البطنيجي لـ"الرسالة"، إن المتهم اعتدى على زوجته مراراً، ونقلت الى المستشفى بعد اصابتها، ومن ثم عاد ليدبر عملية القتل ويتركها وكأنها ماتت طبيعيا، وفق اعترافاته للنيابة.
وأشار البطنيجي إلى أن المباحث العامة والأدلة الجنائية سرعان ما توصلت لحقيقة مقتل الفتاة بعد تشريح الجثة، وألقت القبض عليه وبدأت اجراءات اعتقاله، موضحًا أن اجراءات التحقيق شارفت على الانتهاء وستستكمل بحقه الاجراءات القضائية.
ولم يفصح البطنيجي عن المزيد حول تفاصيل التحقيقات، وحقيقة الدافع وراء هذه الجريمة.
انتقلت الرسالة بالملف إلى النيابة العامة، حيث أكد وكيل نيابة الوسطى كرم حسنين، اقرار الشخص (ع.ف) بالتهمة، "وقد اعترف بتفاصيل الواقعة دون اكراه وبالادلة والشهود".
وقال حسنين لـ"الرسالة"، إن النيابة ستطالب باعدامه لارتكابه جناية القتل مع سبق الاصرار والترصد.
واكتفى حسنين بهذه المعلومات، تاركًا للرسالة البحث عن تفاصيل التحقيق وملابساته، حيث كشف مصدر في النيابة العامة، أن المتهم اعترف بخنق الفتاة عن طريق "منديل" ما أدّى الى كسر عنقها، ومن ثم تركها وذهب الى مدينة غزة ضمن مسلسل حاكه.
يقول المسؤول بالنيابة للرسالة، إن المتهم كان يسعى جاهدًا لدفنها بعيدًا عن القانون، قبل أن يتأكد الطب الشرعي من وجود شبهة جنائية وراء الحادثة.
أمّا فيما يتعلق بقضية الفتاة التي تحدث عن عشقه لها، فتبيّن اختلاقه لهذه الاكذوبة حيث تم استجواب الفتاة ولم يكن يربطه بها شيء وتم اخلاء سبيلها، فقد حاول ربطها في القضية لانها رفضت الزواج منه بداية، وفق ما تحدث به المسؤول.
وحول دوافع الجريمة فيسرد المسؤول ما تحدث به المتهم من اعترافات، "بأنه كان يكره زوجته وكان يرغب بنزع ذهبها ودبّ خلاف بينهما جراء هذا الامر".
ويشير إلى أن عائلة المتهم تحدثت بأن نجلها يعاني من ازمة نفسية بينما أدلى المتهم باعترافاته بكامل وعيه حيث لم تبد عليه مظاهر مرض نفسي.
الطب الشرعي
عملية الوفاة استوقفت معد التقرير، إذ فضّل ذكر شهادة الطب الشرعي لسؤاله عن طبيعة الواقعة، وتحدث مع الدكتور حمدي الكحلوت مدير عام الطب الشرعي، والمشرف على حالة المغدورة، الذي كشف الجريمة بعدما أوشكت ان تدفن.
يقول الكحلوت "للرسالة" إن علامات الاختناق بدت ظاهرة على المغدورة، وظهرت زرقة في العين، اضافة الى وجود جروح على يمين العنق من الناحية اليمنى، اضافة إلى وجود علامات داخلية بنزيف في الامعاء، وكلها مؤشرات تؤكد وجود حالة اختناق تعرضت لها المغدورة.
واتجهت الرسالة لعائلة المتهم بالقتل، حيث أكدّت أن القضية لا تزال في يد النيابة وتتحفظ عن الرد بشأن ما نسب لولدها قبل ان تنتهي تحقيقات النيابة.