قائد الطوفان قائد الطوفان

يعيش على جهاز التنفس لأكثر من عام

الجريح الريفي.. "دقائق" تفصل بين حياته وموته

الطفل محمد الريفي
الطفل محمد الريفي

الرسالة نت- نور الدين صالح

دقات قلبه تؤذن في كل لحظة بالرحيل، فصوته الضعيف ينذر بخطر توقف جهاز التنفس في حال انتهاء عدد ساعات وصول الكهرباء إلى متنفسه عبر الجهاز.

الطفل محمد الريفي صاحب العشرة أعوام، الذي بقى رهينة جهاز تنفس اصطناعي منذ أكثر من عام، نتيجة تعرضه للإصابة بعد قصف طائرات الغدر الاسرائيلية، منزل عائلته في حي التفاح شرق مدينة غزة خلال العدوان .

ورغم إصابته بالشلل الرباعي الذي جعله "طريح الفراش" منذ اكثر من عام، وفقده والده وشقيقه، وأربعة من أبناء عمه، إلا أن الابتسامة لم تفارق محياه.

ويقول الريفي لـ "الرسالة نت" بعد أن التقط أنفاسه في محاولة منه لاستعراض ما حلّ به " كنا قاعدين ع باب المنزل أنا وعائلتي، وفجأة اليهود قصفونا".

ويُكمل " بيتنا تدمر، وبابا وأخوي استشهدوا، وأربعة من أولاد عمي استشهدوا، وأنا أصبت، وجابوني "هنا" في اشارة إلى مستشفى الوفاء الطبي".

"حسبي الله ونعم الوكيل" تلك الكلمات التي صدح بها محمد، بعد ما أصابه وعائلته.

وبعد انتهائه من سرد رواية الدمار والخوف، أراد استعادة حياته البريئة التي سلبها الاحتلال قائلاً "أنا ما باستسلم، وبدي اتعلم، ورح أكبر وأصير مهندس".

وتعتبر تلك الحالة التي يعيشها صاحب العشرة أعوام من الحالات الصعبة واحدى المآسي التي تركتها الحرب الاسرائيلية، وفق قول الدكتور المشرف على حالته أيمن عنبر.

ويشرح عنبر ما حدث مع الطفل "تعرض الريفي لإصابة مباشرة في العمود الفقري وأدت إلى قطع الفقرة العنقية الثانية، ما أدى إلى اصابته بشلل رباعي.

 ويضيف "لا يمكن رفع الجهاز التنفسي عن محمد مطلقاً، نظراً لصعوبة وضعه وتنفسه(..) بدون الجهاز تتعرض حياته للخطر، وربما يفارق الحياة لو انقطع عنه التنفس لدقائق".

وبحسب عنبر، فإنه لا يستطيع تحريك أطرافه مطلقاً، سوى النطق فقط، معتبراً حالته من أصعب الحالات المتواجدة لديهم في المشفى.

ولكنه يؤكد أنهم يتابعون حالته على مدار الساعة، ويسعون إلى توفير كل المستلزمات والأدوية اللازمة للمحافظة على استمرار حياته.

ويبقى محمد رهين الفراش وجهاز التنفس الاصطناعي، في ظل المخاطر التي تحيط به، وتهدد حياته في أي لحظة.

البث المباشر