قائد الطوفان قائد الطوفان

معبر رفح..أزمة تتفاقم ولا استجابة

رفح – جمال عدوان

لا تزال قضية معبر رفح الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية عالقة دون بصيص أمل في أي جديد, حيث تصر "إسرائيل" على السيطرة على الحدود والمعابر بين قطاع غزة والخارج.

واقترحت "إسرائيل" سابقاً نقل معبر رفح إلى مثلث حدودي مصري فلسطيني إسرائيلي في كيريم شالوم (كرم أبو سالم) على بعد عدة كيلومترات جنوب شرق موقعه الحالي , وذلك لإحكام السيطرة عليه بشكل كامل حتى على مرور المسافرين عبره وخصوصا بعد الإنسحاب "الإسرائيلي" من غزة.

وعقب تولي حركة حماس الحكومة عرضت وعلى لسان رئيس الوزراء إسماعيل هنية تشغيل معبر رفح وفقا لاتفاقية المعابر 2005. لكن الأطراف الأخرى أبدت رفضها القاطع.

 بداية المأساة

و كانت بداية المأساة لأهالي قطاع غزة عندما فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاره منذ تسلم حماس الحكم, باعتبار أن حماس تنظيم إرهابي واجب عليه التخلي عن الحكم لاتخاذه مواقف ثابتة ضد دولة الكيان وعدم الاعتراف بها.

وفي ظل استمرار هذه الأزمة تفاقمت معها معاناة المواطن الفلسطيني الذي أصبح لا حول له ولا قوة في اتخاذ أي إجراء متعلق بالسفر.

الأيام القلائل التي اختار فيها الجانب المصري السماح بافتتاح المعبر، مع عدم ابلاغ هيئة المعابر والحدود إلا قبل بضع أيام فقط ودون موعد ثابت , منع سكان القطاع من تخطيط سفرهم مسبقا وأبقت المغادرين في حالة من عدم التأكد بالنسبة لموعد رجوعهم إلى غزة.

وكان الجانب المصري يعمل على فتح معبر رفح منذ بداية حصار غزة بشكل متقطع دون موعد ثابت ولمدة ثلاثة أيام أو يزيد يومين لحالات الطوارئ دون الإعتبار للحالات الإنسانية التي فاق عددها الآلاف ضمن المسجلين لدى وزارة الداخلية بغزة.

تواصل المعاناة

ومن جانبه يؤكد مدير هيئة المعابر والحدود الدكتور غازي حمد خلال حديثه "للرسالة" أن معاناة المسافرين تتفاقم يوما بعد يوم , مشيراً إلى أنهم على اتصال دائم مع الجانب المصري لتقديم أكبر تسهيلات ممكنة في كلا الجانبين.

وأوضح حمد أنهم رغم التواصل المستمر مع الجانب المصري إلا أنهم دائما يواجهون صعوبة في الرد على مطالبهم بفتح المعبر خلال أيام يتم الإعلان عنها مبكراً, مؤكداً أن هناك معوقات مستمرة ولا جديد فيما يختص بوضع المعبر الحالي.

وأكد مدير هيئة المعابر أن التواصل مع الجانب المصري شمل العديد من القضايا التي تم طرحها خلال الإجتماع مع المسئولين هناك , معددا قضايا فتح المعبر والطلبة العالقين والمغتربين و المرضى و أصحاب الإقامات و التنسيقات من كلا الطرفين , ودائما لا جديد.

وفيما يختص بموسم العمرة القادم أوضح حمد أنهم تواصلوا مع الجانب المصري حول هذا الموضوع وفي البداية قدموا وعودات وبعدها لم يتم طرحه من قبلهم.

ويبدي مدير المعابر خلال حديثه إستياءه عن الصورة التي يرسمها الجانب المصري لشعب قطاع غزة من خلال سياسة التضييق التي يمارسها بشكل واضح من جانب فتح المعبر والمناطق الحدودية.

 المواطن يتألم

معاناة ناهز عمرها سنوات ثلاث ونصف السنة حتى أصبحت صورة حية في عقل كل مواطن فلسطيني , ما جعلهم يبدعون في رواياتهم ويسطرون للتاريخ أروع قصص التحدي , صبرا وإحتمالا لهذا المصاب الجلل.

ويروي لنا أحد من غيبتهم هذه المعاناة ويدعى (ا.ع) الذي رفض الإفصاح عن اسمه:"أنا أعاني من مرض فشل كلوي ودائما انتظر على أحر من الجمر فتح المعبر وعندما يفتح دون علم منا وجاهزية وأذهب للسفر كحالة طارئة يتم إرجاعي من قبل المصريين بحجة عدم اكتمال أوراقي رغم أني حالة إنسانية جدا  وبحاجة للسفر للعلاج".

ويضيف:"لم أترك باباً إلا وطرقته ليتم تسهيل عملية سفري ولكن يبدو أن كل الأبواب موصدة أمامي لذلك ألجأ الآن لطرق باب خالق كل شئ ... وأنحى باللائمة على المصريين الذين يؤخرون عملية سفري".

وفي ذات السياق يتحدث الشيخ المقعد (س.ح) وأنات الألم تخرج تختلط بكلماته:" لم يراعوا أني شيخ قعيد أتنقل بصعوبة ليخففوا إجراءاتهم الصعبة .. اكتملت كل أوراقي لدى الوزارة وأنتظر كالعادة ويغلق المعبر ولا يصلني الدور..حسبي الله ونعم الوكيل".

المعاناة طالت الطلبة والمغتربين العائدين لأرض الوطن , فكلهم يواجهون كافة التحديات والصعوبات خلال عملية سفرهم لإكمال دراستهم وخلال عملية عودتهم.

ويوضح الطالب (أ.م) والذي يدرس بجامعة القاهرة بالأراضي المصرية أنه كان يلح دائما بالعودة إلى قطاع غزة لزيارة ذويه رغم معرفته بمعاناة السفر والتنقل.

ويبدي الطالب ندمه على اتخاذه هذا القرار الذي أدى إلى تأخره عن دراسته جراء تأخر عبوره إلى الأراضي المصرية عائدا لإكمال دراسته , مرجعا ذلك إلى الإغلاقات المستمرة لمعبر رفح الحدودي ودون العلم المسبق بفتحه حتى يعمل على تجهيز نفسه للسفر.

ويضيف لذلك الإجراءات التي فرضها الجانب المصري الممثلة في السفر ضمن الفئات فقط والسفر لأعداد معينة ومحددة وتحديد الأيام لفتح المعبر دون أخذ بالاعتبار المسجلين لدى الوزارة الذين فاقوا الآلاف.

ويبقى حجم معاناة المواطن في صورة تضخم لا مثيل لها رغم الرسالة المعبقة بدموع الكثيرين آملين بأن تشهد المرحلة القادمة فتح كامل لمعبر رفح ودون شروط معلنة لإنهاء معاناتهم التي ناهزت الثلاثة سنوات.

البث المباشر