زاد انتشارها في2010

تربية الحيوانات الأليفة في بيوت الغزيين

غزة - ديانا طبيل

لسنوات مضت اعتاد أهالي سكان قطاع غزة مشاهدة الحيوانات الأليفة والمستأنسة والمتوحشة عبر شاشات التلفاز عدا عن بعض القطط والكلاب وبعض الطيور التي كانت متوفرة ،لكن هذه الأيام فإن الحصار المشدد لم يمنع دخول هذه الحيوانات بأنواعها المختلفة إلى القطاع عبر الأنفاق وهي مخدرة، لتنشر في البيوت ولدى الهواة والمولعين بتربيتها وفي بعض حدائق الحيوان.

 ولع شديد

في هدا السياق يقول المواطن شريف أبو حمده " 28 عاماً" أن  ولعه الشديد في اقتناء الطيور والحيوانات المستأنسة يجعله يتتبع أخبار دخولها إلى القطاع.

ويعبر عن سعادته أنه استطاع إشباع  رغبته في امتلاك أنواع عديدة من طيور الزينة كالحسون المغرد والببغاء والأنواع المختلفة من الكناري ، ومن ثم بدأت بالبحث عن الحيوانات المستأنسة لتربيتها داخل منزلي فسارعت إلى جلب أنواع غريبة من القطط أربيها لأيام وسرعان ما أتلقى عروض شراء من قبل بعض الهواة والمعارف والأصدقاء، فأقوم ببيعها .

أما المواطن أسامة صباح "31 عاماً " والذي يهوى تربية الحيوانات فيقول أن تربية القطط من أكثر الهوايات شيوعاً في غزة، خاصة أن هناك أنواعاً غريبة ونادرة من القطط المنزلية دخلت القطاع من خلال الأنفاق، مضيفاً أن  الغالبية العظمى من البيوت الآن تقتني القطط وتتبادلها فيما بينها.

وأضاف انه يقتني قطة يكسوها فراء كثيف حصل عليها كهدية من أحد أصدقائه، منوهاً إلى أن أسعار القطط في بداية الأمر كانت مرتفعة بعض الشيء لكنها تراجعت مع كثرة إدخال القطط إلى القطاع وتكاثرها مما أدى إلى تزايد تربيتها يوماً بعد يوم ، موضحا أن أكثر أنواع القطط المتداولة هي الأفطس، والفارسي، والسيامي، أما أكثرها رواجاً وطلباً القطط السامية كونها الأجمل من بين الأنواع العديدة .

عبر شاشة التلفاز

أما الشاب خالد الفيومي "19 عاما" والذي يهوى تربية أسماك الزينة، فيقول لـ" الرسالة " أن الأنفاق وفرت أنواعاً عديدة من الأسماك والسلاحف الصغيرة التي لم نكن نراها إلا عبر شاشة التلفاز أو على صفحات الإنترنت.

ويضيف أن استقدام الأسماك عبر الأنفاق مهمة صعبة وتتطلب نوعاً من المجازفة غير معروفة النتائج نظراً لأن نقلها يتطلب وقتاً طويلاً، وعادة ما كان ينفد الأكسجين المذاب في الماء خلال النقل فتموت، موضحاً أنه تم التغلب على تلك المشكلة بإجراءات خاصة مما سهل نقلها دون خسائر تذكر، متمنياً أن يتمكن من استقدام بعض الأصناف الجديدة حتى يستطيع أن يكمل مجموعته .

من جهته يقول المواطن عوض أبو الليل "42 عاماً" والذي يمتلك محلاً لبيع اسماك وطيور الزينة : انه كغيره من سكان القطاع تضرر من الحصار المشدد ووصل به الأمر قبل الحرب إلى إغلاق محله بسبب عدم وجود ما يبيعه من طيور واسماك .

وأضاف انه وبعد انتهاء الحرب مباشرة قرر البحث  عن تجار وأصحاب أنفاق يمكنهم مساعدته في استقدام الطيور والأسماك عبر الأنفاق، وبالفعل لقد وجد من يمده بالبضائع المختلفة وعاد إلى مزاولة مهنته ، مؤكداً انه في كثير من الأحيان يجد نفسه مضطراً لبيع القطط والسلاحف وكل ما يطلبه الهواة والزبائن .

وأشار "أبو الليل" إلى أن رواج تربية القطط والطيور والأسماك دفعه أيضا إلى جلب الطعام المجفف، وقال أن توافر الأعلاف المخصصة لإطعام القطط وطيور الزينة والأسماك وتتزايدها بصورة كبيرة، يعني زيادة الإقبال على تربية الأنواع المختلفة من الحيوانات والطيور.

في حين يقول زاهر شراب " 37 عاما" والذي يخصص جزءا من تجارته في الأنفاق للعمل في بيع القرود والنسانيس والتماسيح وبعض الحيوانات الأخرى والتي يستقدمها لصالح حدائق الحيوان والمشاريع الترفيهية ، أن الإقبال الجماهيري على اقتناء الحيوانات الأليفة والمستأنسة في تزايد مستمر سيما على بعض الأنواع الصغيرة من النسانيس والطيور كالببغاوات والصقور، خاصة من قبل العائلات الغنية التي تمتلك مزارع و أماكن مفتوحة إضافة إلى بعض الهواة والمولعين باقتناء كل مل هو غريب .

مكلفة للغاية

ويضيف أن أصحاب المشاريع الترفيهية يطلبون أنواعا مختلفة من الحيوانات ويتم استقدامها لحسابهم ، علماً بأن عملية الاستقدام مكلفة للغاية ويتعامل معها أصحاب الأنفاق بآلية معينة تختلف عن البضائع العادية، منوهاً أن أكثر الأصناف التي يتم استقدامها الآن القرود والنسانيس الصغيرة والقطط وبعض الأنواع الجديدة من الطيور كالببغاء والصقور والنسور والتماسيح وطائر النعام والدجاج الفرعوني.

من جهته يقول رأفت " 22 عاماً"، ويعمل في أحد الأنفاق، أنه بين الفينة والأخرى يتم استقدام بعض الحيوانات كالأسود والقرود والتماسيح والصقور وطيور واسماك الزينة ، موضحاً أنه شارك قبل عدة ايام بنقل عدد من القرود الصغيرة والقطط لصالح احد التجار، كما شارك قبل ذلك في نقل أربعة أسود صغيرة و ستة غزلان وقطط وحيوانات أخرى جلبت لصالح حدائق الحيوان المنتشرة في القطاع.

وبين رأفت أنه يتم نقل كميات كبيرة من الطيور أو الحيوانات أو أسماك الزينة في المرة الواحدة، موضحاً أن مالكي الأنفاق يتقاضون مقابلها مبالغ أكثر من البضائع الأخرى نظراً لأن نقلها يتطلب حرصاً كبيراً وإجراءات خاصة، وأحيانا يضطرون لتخدير الحيوانات أو وضعها في أقفاص خاصة خشية أن تؤذي نفسها أو من يقوم بنقلها.

البث المباشر