قائد الطوفان قائد الطوفان

هل تكون اقتحامات الاقصى شرارة البارود التي تشعل الضفة؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت-محمد عطا الله

 

لم يعد أمر التقسيم الزماني للمسجد الأقصى بالقدس مخططا، بل بات أمرا واقعا لا سيما مع تكرار الاقتحامات الصهيونية بشكل يومي وإصرار السلطات (الاسرائيلية) على تطبيقه بالقوة مستغلة الانشغال العربي والاسلامي عن القضية المركزية.

ويحاول الاحتلال لليوم الثامن على التوالي من خلال اقتحام الأقصى فرض واقع جديد عليه للسيطرة مكانيا وزمانيا على كافة أرجاء المدينة، الأمر الذي يشكل سابقة خطيرة جداً في تاريخ القضية الفلسطينية.

ويعني التقسيم الزماني، تخصيص أوقات معينة للصلاة في المسجد الأقصى للمصلين اليهود والمسلمين، بينما يعني التقسيم المكاني تخصيص أماكن بعينها لكل منهما.

الاقتحامات والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى قوبلت بردة فعل ومواجهات عنيفة من المرابطين داخله، الأمر الذي أثار استغراب الاحتلال حيث اعترف أنه بحاجة الى مزيد من الوقت للسيطرة على الأوضاع كونه يتعامل مع وحوش -في اشارة الى المرابطين- على حد وصف قائد لواء القدس في المدينة.

تصاعد وتيرة المواجهات وتصدي المرابطين بصدورهم العارية لاعتداءات المستوطنين يدفع للتساؤل عن امكانية أن تكون تلك الأحداث الشرارة التي قد تفجر برميل البارود وتمتد إلى كافة مناطق الضفة الغربية وغزة على غرار ما حدث في الانتفاضة الثانية؟

انتفاضة جديدة

تلك الاعتداءات التي تشبه صب الزيت على النار قد تقود إلى انتفاضة جديدة يخوضها المقدسيين وتتدحرج إلى كافة أرجاء الضفة الغربية وفق ما يراه الكاتب والمحلل السياسي نعيم بارود.

ويؤكد بارود لـ"الرسالة" أن ما يجري في المسجد الأقصى يؤجج مشاعر كافة الفلسطينيين وخاصة المقاومين معتبرة أن الاعتداء عليه سيكون بمثابة الشرارة التي تطلق يد المقاومة وتشعل الأوضاع مجدداً.

وأوضح أن الاحتلال استغل الانشغال العربي والاسلامي في الوقت الراهن وباشر في التقسيم الزمني للمسجد الأقصى من أجل السيطرة عليه بشكل تدريجي.

استغلال الظروف

وهنا يتفق الكاتب والمحلل السياسي د. فايز أبو شمالة مع سابقه بارود في أن الاحتلال استغل الوضع الاقليمي الممزق والتنسيق الأمني الفلسطيني في الضفة الذي يمنع اشتعالها وباشر عملية التهويد للمسجد الأقصى وطرح موضوع التقسم الزماني في الكنيست (الاسرائيلي).

وأوضح أبو شمالة أن ردة الفعل الفلسطينية على تلك الاعتداءات ستتجاوز كافة تقديرات الاحتلال، مشدداً على أن السلطة الفلسطينية لن تنجح في اخماد غضب المواطنين الذين سينتفضون للأقصى، كما نجحت في منع تواصل المسيرات المنددة بحرق عائلة دوابشة.

وبالعودة إلى بارود فقد بين أنه حال ارتقت المقاومة المقدسية إلى مستوى المقاومة المسلحة ستُلجم الاحتلال وتجعله يفكر ألف مرة قبل أي عملية اقتحام لحرم المسجد.

وفي نفس السياق قال الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم المدهون إن احتواء السلطة الفلسطينية والاحتلال لغضب المواطنين في القدس والضفة هو ما يؤخر حالة الانفجار التي قد تنتج عن الاعتداءات المستمرة للأقصى.

وأضاف المدهون لـ"الرسالة" أنه ورغم كل ما سبق فإن كافة الاحتمالات متوقعة، مبيناً أن ضعف السلطة في الضفة وتنازع قيادتها قد يعطي مساحة للثائرين لإشعال المواجهة من جديد.

ورجح تصاعد وتيرة العمليات الفردية وتجدد المواجهة في مناطق الضفة نتيجة غضب الفلسطينيين على تقسيم المسجد الأقصى ومحاولة السيطرة عليه.

 

البث المباشر