أيتام غزة.. فرحة العيد ممزوجة بألم الفراق

معهد الأمل للأيتام في إستقبال عيد الأضحى المبارك
معهد الأمل للأيتام في إستقبال عيد الأضحى المبارك

الرسالة نت- نور الدين صالح

بدت على ملامحه البريئة الشوق والحنين لذكريات الماضي "الجميلة" برفقة عائلته، حينما قال "كان بابا يعيدني ويجيبلي هدايا كل عيد".

هذه الكلمات صدحت من حنجرة الطفل فارس أبو جهل صاحب الثمانية أعوام، بعدما اضطر للقدوم إلى غزة بعد أن فقد والده ووالدته قبل عدة سنوات في سوريا، نتيجة أمراض ألّمت بهما.

ويقضي الطفل أبو جهل عيده الثاني في معهد الأمل للأيتام وسط مدينة غزة، بعد قصة مأساة عاشها، متنقلاً من سوريا إلى غزة، التي لم يلقَ بها سوى عمه الطاعن في السن الذي لا يقدر على اعالته.

ورغم ذلك الألم، إلا أن ابتسامته لم تفارق محياه في محاولة منه قضاء وقت فرحه كباقي أطفال المعهد الذين يشاركونه ألم الفراق حرمان الأهل.

ويتحدث عن وفاة والدته قائلاً: "ماما كانت تغسل الكلى في المستشفى، وبعد فترة توفت"، ثم يصمت وكأنه يقلب شريط ذكرياته مع عائلته بسوريا، لينتفض فجأة: "كانت ماما تجيبلي هدايا في كل عيد".

ورغم المأساة التي يعيشها الطفل أبو جهل بفقدان والديه، إلا أنه أراد عدم تفويت فرصة الفرحة، مضيفا: "بدي ألعب مع أصحابي في المعهد وأشتريلهم هدايا، وسأذهب لأعيّد على أقاربي الموجودين في غزة".

أما قصة الطفل أحمد ياسين (9 أعوام) التي تروي تفاصيل أوجاع حرمان أخرى، لربما لم يختلف عن سابقه أبو جهل، خاصة أنه يفتقد حنان والده هذا العيد.

الطفل أحمد فقد والده وشقيقه خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، الأمر الذي دفع به للجوء لمعهد الأمل للأيتام، نظراً لعدم مقدرة الأم على إعالته بعد استشهاد والده المعيل.

ويقول ياسين بكل براءة وهو يستذكر أعياده السابقة قبل أن يفارق والده الحياة: "كان بابا يجبلنا حاجات أنا واخواتي".

ويسرد تفاصيل فقدان والده وشقيقه: "بابا كان في طريقه للمسجد والطائرة قصفته، وحضر أخي لإسعافه، ولحظة نقله في سيارة إلى المستشفى، قصفت طائرات الاحتلال السيارة، مما أدى لاستشهاد أبي وأخي وعمي".

بدورها، قالت رويدة كساب رئيسة قسم إيواء الأطفال في معهد الأمل: "نسعى إلى دمج الطفل الجديد مع زملائه، حتى يتسنى له نسيان بعض الماضي".

وأوضحت كساب أن المعهد ينفذ العديد من الأنشطة الترفيهية للطلاب، والتي تتمثل في رحلات خارجية، وبرامج توعوية، إضافة إلى توفير كسوة العيد لهم.

وعن آلية قبول الأطفال في المعهد، بيّنت أنه يجري عرض الطفل على طبيب اخصائي لتقييم حالته النفسية بعد وفاة أحد والديه أو كليهما، ومن ثم يُقدم لهم تقريراً عن حالته.

وتبقى فرحة هؤلاء الأطفال "منقوصة" ليست كمن يعيش بين أحضان والديه في العيد، خاصة بعد أن فقدوا عاطفة وحنان الوالدين.

البث المباشر