غزة- ياسمين ساق الله
اعتبر مختصون بالشأن السياسي الفلسطيني الهجمة الإعلامية الداخلية والخارجية على حركة حماس في هذه الآونة ليست بالجديدة , موضحين انها تأتي في سياق تحقيق مصالح سياسية على الساحة , مؤكدين في أحاديث منفصلة للرسالة على أن هدف الهجمة يكمن في تشويه تجربة حماس والإساءة لصورتها داخليا وخارجيا .
كما وشددت حركة حماس على أن الهجوم والضغط السياسي المحلي والعربي لن يضعفها ويبتزها .
وتعرضت حركة حماس والحكومة في غزة لسلسلة من الهجوم الإعلامي من حركة فتح وبعض فصائل اليسار عقب فرض رسوم جمركية على السجائر .
وكانت جريدة الأهرام المصرية قد شنت أيضاً هجوماً - في تقرير لها بعنوان :" صبر مصر ومغالطات حماس " - على حركة حماس بعد اتهامها لمصر باستخدام غازات سامة في تطهير أحد الأنفاق ، مما أدى إلى مقتل أربعة فلسطينيين.
تشويش وخلخلة
واعتبر القيادي في حركة حماس النائب مشير المصري في تصريح خاص للرسالة الهجوم الإعلامي محاولة لإضعاف روح المقاومة في نفوس الشعب , قائلا:" الهجوم والتشويش والماكنة الإعلامية تعمل على مدار اللحظة وبشكل مشترك داخليا وخارجيا للضغط على حماس وابتزازها في بعض الموقف ".
وقال المصري:" فتح وكافة ناطقيها يقومون بجهد إعلامي خبيث ويتسابقون لضرب حماس, فالمال السياسي المدفوع لهم وظفوه وفق أجندات معينة وللأسف المال وصل لبعض الفصائل السياسية لتشكيل بوق فتحاوي في غزة ".
وفيما يتعلق بالهجوم المصري على الحركة , يضيف المصري:" بعض المنابر الإعلامية المصرية وخاصة في الآونة الأخيرة دافعت عن موقف مصر الضعيف أمام الحجج والوثائق الحقيقية لاسيما عقب حادثة مقتل عمال الأنفاق الأربعة في محاولة منها لتوجيه سهام الاتهام تجاه حماس والحكومة ".
ويتابع القيادي في حماس حديثه قائلا:" كان الأجدر من مصر التعاطي بشكل ايجابي مع مواقف حماس والحكومة لإنهاء المعاناة في القطاع وليس الهجوم".
ويضيف :" أعتقد أن الهجوم المصري غير متوقف فهو يأتي ضمن مخطط للنيل من حماس ومحاولة لتشويه صورتها ومواقفها" , مؤكدا على أن الهجوم الإعلامي والضغط السياسي المحلي والعربي لا يمكن له إضعاف حماس وابتزازها.
ويختم المصري قائلا:" كما فشل الحصار والحرب الإسرائيلية في ثني حماس عن مواقفها ستلاقي الماكنة الإعلامية الفتحاوية ذات المصير , فحماس تتعامل بالحقائق والوقائع والمنطق والعقل وتتحدث للشعب الفلسطيني بصراحة " , قائلا:" نحن لن نقبل الدخول في معارك جانبية لأن بوصلتنا واضحة نحو الاحتلال الإسرائيلي ".
إساءة وفشل
المحلل السياسي مؤمن بسيسو اعتبر الهجوم الإعلامي على حماس ينصب في ثلاثة محاور , قائلا:" هنالك هجوم محلي متمثل بالهجمة الإعلامية الفتحاوية لتشويه تجربة حماس والإساءة لصورتها لإرباك الوضع الداخلي , أما على الصعيد الدولي فما زالت الاتهامات مستمرة بحق حماس ولم تنقطع ".
في حين يقول المحلل السياسي هاني البسوس:" لاشك أن هناك حملة إعلامية منذ فترة طويلة على حماس لكنها ازدادت من قبل بعض الأحزاب السياسية وفصائل لها مصلحة تريد الوصول إليها على الساحة ".
كما واعتبر المحلل السياسي حسن عبدو الهجوم الإعلامي على حماس ليس بجديد بل منذ فترة طويلة , قائلا:" كثيرا ما هاجمت الصحف المصرية حماس إعلاميا , لكن الهجوم الأخير يأتي كرد فعل على اتهام مصر بمقتل عمال الأنفاق الأربعة".
وتابع بسيسو:" هناك هجوم إعلامي على صعيد الفصائل الأخرى والذي يصب في محاولة لدفع حماس بالزاوية لتسجيل النقاط وإظهار الفشل وعدم القدرة على إدارة الوضع في غزة ", مؤكدا أن الهجمة الإعلامية الفصائلية تأتي لركوب الموجة الشعبية واستغلال معاناة الشعب الفلسطيني بصورة غير سليمة .
ويؤكد البسوس ان الهجوم الإعلامي الأخير من قبل بعض الفصائل الفلسطينية ينصب في التقاء مصالح مع السلطة وفتح بالضفة الغربية , محاولة منها الظهور بصورة المساند لمواقف السلطة تجاه القطاع ".
ويضيف عبدو :" الهجوم يمثل تصعيدا غير جديدا باعتبار أن الصحافة المصرية تحدثت عن حماس بطريقة غير ايجابية بالماضي , فهو تصعيد إعلامي مرتبط بالسجال بين الأطراف الإقليمية والمحلية وليس بسياسة مصرية جديدة تجاه حماس ".
تفريغ
وبالنسبة للهجوم الإقليمي على حماس والحكومة في غزة يقول بسيسو :" يوجد حالة تماس مباشرة مع مصر بحكم الجوار الجغرافي , إضافة لإشكالية الأنفاق الأخيرة وعدم التوقيع على الورقة مما يشكل حاضنة لتفريغ الكثير من الإشكاليات والتعقيدات في ملف العلاقة المتبادلة بينهما".
في حين اعتبره البسوس ليس بالجديد , قائلا:" الهجوم المصري ليس جديدا بل بدأ منذ فترة بعد مقتل الجندي المصري على الحدود المصرية الفلسطينية , لنجد معظم الصحف المصرية بدأت حملتها ضد حماس والحكومة ".
بينما قال المحلل السياسي عبدو :" هناك قوى تريد أن تظهر على الساحة وتبحث عن مكانة, لاسيما مع غياب دورها لذا تريد الظهور والبروز من خلال معارضتها لحماس وتبنيها لقضايا عامة بهدف تحقيق مكاسب سياسية على الساحة الفلسطينية", متوقعا أن الهجوم الإعلامي من قبل بعض الفصائل لن يتوقف في المرحلة القادمة بل مرشح للاستمرار.