حذر الاستشاري الإعلامي حسام شاكر من استغلال بعض الأصوات في أوروبا مآسي الحجبج في إطلاق تصريحات كراهية للمسلمين، وأشار بصفة خاصة إلى تعبيرات ازدراء ذات طابع عنصري تلاحقت في إيطاليا خلال الأيام الماضية.
وقال شاكر الخبير في الشؤون الأوروبية في تصريحات إعلامية، اليوم السبت، إنّ بعض المعلقين من وجوه الإعلام والسياسة أطلقوا تصريحات ساخرة تستهين بمأساة الضحايا الذين سقطوا خلال موسم الحج، لاسيما في مشعر منى.
ولاحظ حسام شاكر "خطورة إقدام بعض السياسيين والإعلاميين والمعلقين على نزع الصفة الإنسانية عن الحجاج وتصويرهم بطريقة تعكس نظرة ازدراء سقيمة".
وأشار شاكر إلى أمثلة من هذا القبيل "مسيئة للغاية إلى مشاعر المسلمين وأهالي الضحايا، ومن غير المقبول تصوير المسلمين على أنهم استثناء عن الجنس البشري"، محذراً من أنّ "نزع الصفة الإنسانية عن فئة من فئات المجتمع البشري المتنوع تغري باقتراف انتهاكات بحقها قد تكون جسيمة وهذه هي عظة تاريخية لا ينبغي تجاهلها".
وقد دعا فيتوريو فيلتري، رئيس تحرير صحيفة «ليبرو» الإيطالية المقربة من رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني، في تغريدات ساخرة، إلى إقامة موسم الحج عدة مرات في العام، في إشارة ابتهاج منه إلى هلاك هذه الأعداد من الحجبج أملاً في تكرار فواجع المسلمين.
كما أطلق جانلوقا بونانو، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب «رابطة الشمال» (أقصى اليمين)، تصريحات عنصرية بعد مأساة التدافع في منى، وشبّه الحجيج بالحيوانات، واصفاً ما جرى بأنه يماثل "حديقة حيوانات".
أما دانييلا سانتاتشه، النائب الإيطالية المعروفة بمواقفها المعادية للإسلام، فقالت إنه "حتى الحيوانات" لا تقوم بهذا الدهس القاتل.
وقال شاكر ردا على ذلك: "ينبغي الكف عن هذه التعليقات العنصرية فوراً والنظر في مواجهتها إعلامياً ومدنياً وقانونياً".
ولفت الاستشاري الأنظار إلى منحى آخر مسيء للغاية يتمثل في أنّ إقدام هؤلاء السياسيين والإعلاميين على تصريحات كهذه كفيل بإثارة تعليقات ذات منحى عنصري في ذيول التقارير التي تنشرها المواقع الإخبارية علاوة على شبكات التواصل الاجتماعي لاسيما موقع فيس بوك.
وأكد حسام شاكر قائلاً: "لا يمكن التهاون مع هذا المنحى، وتصوير البشر بصفة تنتهك كرامتهم الإنسانية وتشمت بآلام المكلومين من حوادث كهذه يمكن أن تقع في أي إقليم من أقاليم العالم، كما نشهد مثلاً في حوادث الغرق الجماعي التي تتواصل غير بعيد عن السواحل الإيطالية ذاتها".
