نفى المهندس زياد الظاظا عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة وجود اتصالات أو مبادرات جديدة بشأن المصالحة بين حركته وحركة فتح، مؤكدًا أن رئيس السلطة محمود عباس هو الذي يصر على تعطيل المصالحة.
وقال الظاظا في حديث خاص بـ"الرسالة" إن عباس لا يزال يضع العراقيل في طريق المصالحة، ولا يملك الارادة لتحقيق الوحدة والوفاق الوطني، ويعمل كل ما من شأنه تشديد الخناق على غزة.
واعتبر أن اعتراف عباس بانه صاحب فكرة اغراق غزة ومحاصرتها، دليل دامغ على مشاركته ومن معه في تعطيل الاعمار والمصالحة وخنق القطاع.
وكان رئيس السلطة عباس قد فوّض عزام الاحمد بإجراء مباحثات مع حركة حماس حول قضية المصالحة وعقد الاطار القيادي لمنظمة التحرير، فيما تحدثت فتح عن اتصالات اجرتها مع حماس وعن وجود مبادرة لبنانية لانهاء الازمة بين الطرفين
لا نقبل مقايضة الموظفين بالمعابر والحمد الله لا يحدد مسار شعبنا.
وأكدّ الظاظا أنه لم تقدم اي مبادرات جديدة بين الطرفين، ولم تجر لقاءات في بيروت أو غيرها من العواصم العربية بين الجانبين.
وأوضح أن عباس لم يوافق على عقد الاطار القيادي لمنظمة التحرير في مصر أو في اي دولة عربية، مشددًا على أن عباس هو الذي يعطل عملية انعقاد الإطار أو تنفيذ بنود الوفاق، وأنه يعمل جاهدًا من اجل فصل الضفة عن القطاع، وفق قوله.
وأضاف "كل ما يريده عباس هو جر جميع الفلسطينيين نحو مربع تنفيذ متطلبات الأمن الصهيوني والذي يسعى دائمًا لتنفيذه بغرض ارضاء المحتل".
وحول اجتماع المجلس الوطني نهاية العام الجاري، أكدّ أن اي خطوة ستتم بدون موافقة جميع الفصائل وفي مقدمتهما حماس والجهاد، فإنها ستكون مضيعة للوقت ولا فائدة منها.
بلير ومالدينوف
وفي غضون ذلك، كشف الظاظا عن جهود المبعوث الاممي نيكولاي مانديلوف، نافيًا وجود أي مبادرات جديدة تقدم بها الأخير بِشأن القضايا الراهنة، أو أن يكون وسيطًا بديلًا عن طوني بلير المبعوث الاممي السابق.
وقال الظاظا إن جهود مالدينوف تأتي استكمالًا لجهود سلفه روبرت سيري الذي انتهت مهمته قبل عدة اشهر، وأن الأول يبذل جهود بشكل متواصل ومستمر حول قضايا الاعمار والحصار والموظفين والمعابر
جهود بلير فشلت وافكار ملادينوف لم ترتق لمبادرة.
وأكدّ أن جهود بلير فشلت لأنه لم يقدم ردودًا حول أي شيء من المطالب التي تقدمت بها المقاومة بشأن قضية التهدئة، مشيرًا إلى أن ما طلب منه هو أن يأتي بموافقة مكتوبة حول رفع الحصار عن غزة لمدة زمنية محددة وأن تكون هذه الموافقة من امريكا و(إسرائيل) ومصر، تضمن الموافقة على رفع الحصار وانشاء الميناء والمطار.
وأوضح أن هذه الموافقة هي لقاء أن تتعامل حماس بجدية مع الافكار التي طرحت، حول الهدنة قصيرة أو متوسطة المدى التي طرحت وليس طويلة كما تحدثت بها بعض المصادر الاعلامية والسياسية.
وأكدّ ان جهود مالدينوف غير مرتبطة بمساعي بلير حول موضوع التهدئة، مشيرًا إلى ان ما يبذله مالدينوف لم يصل لنتائج ايجابية لهذه اللحظة.
ونفى طرح مالدينوف مبادرات أو أفكار حول قضيةالموظفين أو رفع الحصار، وقال " إن ما يطرحه لم يرتق لمستوى مبادرة حتى اللحظة".
وأوضح أن الحكم بفشل جهود بلير جاء بعد فشله في الوصول الى النتائج، وفق تقييم الحركة لعمله.
الموظفين والحكومة
وفي السياق رفض الظاظا تصريحات رامي الحمد الله رئيس وزراء حكومة التوافق، التي أعلن فيها أنه لن يكون هناك لا ميناء ولا مطار في قطاع غزة.
وأكدّ أن الحمد الله ليس هو من يحدد مسار الشعب الفلسطيني،" بل هي المقاومة والانسان الفلسطيني، والجميع يجزم أن المقاوم الفلسطيني هو الذي يوجه البوصلة ويحدد مسارها"، وفق تعبيره.
وجدد تأكيده بأن حكومة الحمد الله ليست شرعية بعد انقلابها على التوافق وتعديلها بعيدًا عن اجواء التوافق الوطني.
وأكدّ الظاظا أنه لا توجد مقايضة بين الموظفين والمعابر، مشيرًا إلى أن كلا القضيتين من مهام الحكومة التي يستوجب عليها تنفيذ التزاماتها، عبر التعامل المباشر مع المراكز القانونية والادارية للموظفين، مجددًا تأكيده على أن عباس هو من يعطل تشكيل حكومة وحدة وطنية.
مصر وحماس
وعلى صعيد تطور الموقف مع مصر، قال الظاظا إن الجانب المصري لا يقر بمسؤوليته تجاه اختفاء الشبان الاربعة في الاراضي المصرية قبل عدة اشهر، رغم انها مسؤوليتهم الكاملة التي تستوجب منهم العمل السريع والعاجل لتأمينهم
عباس رفض عقد الاطار القيادي في أي عاصمة عربية.
ودعا القاهرة إلى ضرورة التوقف عن حفر القناة المائية بين مصر وقطاع غزة، وعدم الاستماع الى تحريض السلطة ورئيسها أو المستشارين الآخرين الذين يسعون لتعكير صفو العلاقة الفلسطينية المصرية، " لأن هذه العلاقة اكبر من كل اولائكم الصائدين في المياه العكرة وناشري الدسائس والفتن"، وفق تعبيره.
وحول مستقبل العلاقة بين مصر وحماس، قال الظاظا إن حركته تقرأ الاحداث الجارية بمسؤولية وطنية، وهي تعمل جاهدة للحفاظ على الامن القومي والا تسمح لأي حدث مهما كبر بأن يؤثر على مسار العلاقة التاريخية والأبدية بين الشعبين الفلسطيني والمصري، وفق توصيفه.