تنتشر التطورات التكنولوجية في حياتنا انتشار النار في الهشيم، وباتت الأجهزة اللوحية والذكية جزءاً لا يتجزأ من حياة الصغير قبل الكبير، لذلك أوصت الكثير من الدارسات الحديثة بضرورة دمج تلك الأجهزة في العملية التعليمية، والتي تمثل نقلة نوعية للعملية التربوية برمتها نحو العصر الرقمي المواكب للعالم الأول، وقد وجدت تلك الدراسات آذانً صاغية في قطاع غزة.
المهندس أسعد التيان والذي تخرج من جامعة فلسطين خطرت بباله فكرة دمج الكتب المدرسية بالأجهزة اللوحية والذكية تفاعلياً، فقرر أن يصمم تطبيق "عالم الحيوان" وتقوم فكرته على تحويل أشكال الحيوانات في الكتب المدرسية إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد متحركة تخرج على الهاتف الذكي، ويتفاعل معها الطالب من خلال الكتاب المدرسي، كما يمكن له التفاعل معها من خلال نظارة الواقع الافتراضي والتي تجعله يزور حديقة الحيوان بشكل افتراضي.
وعن القصة التي استوحى منها الفكرة قال التيان لـ "الرسالة نت": "التطبيق كان حلاً لمشكلة تواجه والدتي عند تدرسيها أخي الصغير، كان دائماً يلعب على الجهاز اللوحي ولا يحب الدراسة من الكتاب المدرسي، فأردت أن أشرك الكتاب المدرسي بحب الأطفال للتطور التكنولوجي وهذا الشيء جذب أخي وتفاعل جداً عند تعرفه على حديقة الحيوان من خلال التطبيق، وظلت راسخة في ذهنه، وفكرت في تطوير التطبيق أكثر".
وأوضح أن التطبيق سيتوفر للطالب مجانيا على المتاجر، وكل ما عليه هو شراء النظارة التي ابتكرتها شركة جوجل "كارد بورد"، والتي من الممكن صنعها يدوياً وتكلف 2$، وهي عبارة عن علبة كرتونية، مصنوعة من الورق المقوى، وتحتوي فقط على حيز فارغ بالداخل لوضع الهاتف الذكي، وتتميز بأنها رخيصة الثمن، وتشعر وكأنك جزء من الحدث وتتجول بداخل المكان.
وأشار التيان إلى أنه سيتم تطوير التطبيق لأبعد من ذلك، وسيضم التجارب الكيمائية أو الفيزيائية، مبيناً أنه لا يتم استخدام المختبرات في مدارسنا بالشكل الأمثل، وينتج عن ذلك أن كثير من التجارب لا يتمكن الطلبة من تنفيذها على أرض الواقع، ومن خلال التطبيق سيتمكن الطلبة من إجراء التجارب بطريقة افتراضية، من خلال وضع كاميرا الهاتف الذكي على الكتاب المدرسي ويصور التجربة التي يريد، فتخرج له التجربة ثلاثية الأبعاد، وممكن أن يتفاعل معها فيمسك الأنبوب ويحركه بشكل افتراضي دون ان يعود ذلك بالخطر على الطالب إذا تم إجراء التجربة على أرض الواقع.
ونوه المصمم أن التطبيق عرض لأول مره في معرض إكسبوتك 2015 ولم يتم تجريبه في أي مؤسسة تعليمية، موضحاً أن المؤسسات التعليمية التي زارت المعرض أعجبت به جداً، حتى أنه في اليوم الثاني والثالث كانت الأهالي تجلب أبنائهم ليجربوا التطبيق ويتفاعلوا معه، وحتى اللحظات الأخيرة من المعرض كانت هناك عائلات جديدة تأتي للتعرف أكثر حول التطبيق، الأمر الذي شجعه على تطوير التطبيق أكثر فأكثر.
يذكر أن اتحاد شركات انظمة المعلومات "بيتا" قد نظم المعرض التكنولوجي الثاني عشر، الذي يقام ضمن اسبوع فلسطين التكنولوجي "إكسبوتك 2015" بمشاركة أكثر من 20 شركة، من شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأكثر من 30 مشروع على مستوى الجامعات والحاضنات، إضافة إلى مشاريع تخرج، ومشاريع ريادية.
ويتوقع التيان أن يكون التطبيق جاهز خلال أسبوعين، حيث أنه يقوم الآن بتطويره ليحتوي على جميع الحيوانات التي تحتويها الكتب المدرسية حتى يتعرف عليها، وأكد أنه يعكف حالياً على تطوير التطبيق الثاني الذي يستهدف طلبة الصفوف الخامس فما فوق، والمناهج التعليمية التي تحتوي على تجارب في الكيمياء والفيزياء.
ويوصي بعض الاخصائيين التربويين بضرورة استغلال التكنولوجيا في العملية التعليمية، حيث أظهرت التجارب أنه عند فتح تطبيقات تعليمية من كلمات وأرقام وأحرف وأسماء حيوانات مع صوتهم، يجعل الأطفال أكثر تفاعلا ونشاطا ومنهم من بات يلفظ اسم الحيوان قبل أن ينطقه الهاتف أو التطبيق أو يظهر صوته، ما يعني أن هناك تعليما بطريقة جميلة وتلفت نظر الطفل بشكل أكبر وأسرع.