قائد الطوفان قائد الطوفان

ديمومة الانتفاضة تثبت فشل التقديرات الامنية للاحتلال

صورة (أرشيفية)
صورة (أرشيفية)

الرسالة نت- نور الدين صالح

لم يفلح الاحتلال الاسرائيلي في السيطرة على المواجهات الدائرة منذ ثلاثة أسابيع في القدس ومدن الضفة المحتلة أو حتى اتخاذ اجراءات من شأنها تهدئة الأوضاع، خاصة في ظل اشتداد حدة المواجهات من جهة وتمسك الفلسطينيين في قضية الدفاع عن المقدسات الاسلامية واسترجاع حقوقهم المسلوبة من جهة أخرى.

ومن الواضح أن استمرار المواجهات يظهر مدى فشل قادة الامن في دولة الاحتلال الاسرائيلي، في تقدير الموقف وعجزهم عن ايجاد حلول رادعة للفلسطينيين المتمسكين في الدفاع عن الأرض وصد الاحتلال عن اجراءاته الظالمة بحقهم.

فحكومة الاحتلال بقيادة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو مازالت تتخبط وتعيش حالة من الارتباك في كيفية التعامل مع الأوضاع الراهنة في القدس والضفة المحتلة، والداخل المحتل، الأمر الذي يدفعها لعقد اجتماعات عاجلة شبه يومية، لكن دون الخروج بقرارات حاسمة لتهدئة الأوضاع.

مراقبون ومختصون أجمعوا على أن قادة الامن والسياسيين الاسرائيليين فشلوا في التخطيط لردع انتفاضة القدس المندلعة منذ أكثر من اسبوعين، خاصة في ظل استمرار العمليات والمواجهات.

المختص في الشأن الاسرائيلي خالد العمايرة، قال إن قادة أمن الاحتلال فشلوا في كيفية التعامل مع المواجهات وادارتها، نظراً لاتباعهم منطق القوة الذي لم يعد يجدي نفعاً في ردع الفلسطينيين عن مواصلة انتفاضتهم وتحقيق أهدافهم، بل يزيدهم تمسكاً في الدفاع عن وجودهم ومعتقداتهم.

ولا بد من الإشارة إلى أن شرارة بداية الانتفاضة كانت من المستوطنين المتطرفين، نتيجة الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين واقتحامات الاقصى المتواصلة، تحت حماية أمنية من حكومة نتنياهو المتطرفة التي تعطي الضوء الاخضر لهم بذلك.

وفي هذا الشأن، ذكر العمايرة أن حكومة نتنياهو المتطرفة جعلت المجتمع الاسرائيلي اكثر تطرفاً، وهذا أحد الاسباب التي دفعته نحو ارتكاب المزيد من العنف ضد الفلسطينيين، مشيراً إلى أنهم يسعون من وراء ذلك لاشعال المنطقة من أجل الوصول لما يسمى الهيكل المزعوم في القدس، والسيطرة الكاملة على الضفة.

 فيما ذهب سعيد مضية المختص في الشأن (الإسرائيلي)، إلى التأكيد على فشل قادة الاحتلال في التخطيط الأمني للسيطرة على الضفة، فقد تفاجئوا بالطاقة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه.

وقال مضية لـ "الرسالة نت" إن الاحتلال الاسرائيلي فوجئ بالانتفاضة والجماهير الواسعة المشاركة في مواجهته والتي تتميز بالحقد والغضب والرغبة في الانتقام، مشيراً إلى أن أهم ما يميز الانتفاضة اشتعالها دون قيادة، إذ أنها "بحاجة إلى قيادة تنقلها إلى انتفاضة منظمة ومدروسة".

وذكر أن حكومة نتنياهو المتطرفة تعطي غطاءً للمستوطنين بارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين.

وتجدر الإشارة إلى أن المستوطنين فقدوا الامن والامان، الأمر الذي دفعهم للخروج بمظاهرات تطالب باستقالة نتنياهو وحكومته.

وبالعودة إلى المحللين، فإنهما توقعا سيناريوهات عدة قد تؤدي إلى سقوط حكومة نتنياهو، أولها، إذا اتخذت الحكومة قراراً سياسياً بوقف زيارات المستوطنين للأقصى إلى أجل غير مسمى.

أما السيناريو الثاني في حال قدمت الحكومة تنازلات سياسية حقيقية للسلطة الفلسطينية مثل وقف الاستيطان، وغيرها من الاجراءات المتعلقة بالمستوطنين".

فيما ذكّر المحلل مضية بالزيارة التي اعلن عنها وزير الخارجية الامريكية جون كيري للأراضي الفلسطينية، متوقعاً أن يأمر الاخير الاحتلال بتقليص عمليات الاستيطان في مناطق الضفة المحتلة، وهو الأمر الذي يبغضه المستوطنون، مضيفاً "هذا الامر من شأنه اسقاط حكومة نتنياهو".

يشار إلى أن الرئيس الامريكي باراك أوباما قد طالب الاحتلال بوقف الاستيطان في مدن الضفة.

البث المباشر