قال المفكر القومي معن بشور الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي، إن الشعب الفلسطيني أمام انتفاضة جديدة، مختلفة في شكلها وأدواتها وآلياتها عن الانتفاضة السابقة ومتكاملة معها في الوقت ذاته.
وأكدّ بشور في حديثه لـ"الرسالة"، من بيروت، أن وحدة القوى الفلسطينية هي الضمان الاساس لديمومتها، اضافة الى اطلاق أوسع حملة تعبئة شعبية لها، ورفدها بكل وسائل النضال المتاحة لا سيما بالتظاهرات الشعبية في كل ناحية من نواحي فلسطين بحيث يصبح العدو في مواجهة شعب يطارد حواجزه ومراكزه بالمسيرات السلمية التي تتكامل مع العمليات النوعية التي ابتكرها شباب فلسطين في انتفاضتهم الجديدة.
وأشار بشور إلى أن الأمر ذاته ينطبق على جماهير امتنا العربية والاسلامية ومعها احرار العالم الذين يوفرون للانتفاضة احتضاناً ومدداً، كما يحكمون العزلة الدولية على الصهاينة وداعميهم.
وشدد على أن الفصائل مدعوة لاجتماعات عاجلة للاطار القيادي لمنظمة التحرير من اجل مواكبة الانتفاضة ومستجداتها على كل الصعد والمستويات.
وحول رؤيته الاستشرافية لهذه الانتفاضة، رأى بشور انه حال توفر الدعم، فيمكن أن تؤدي هذه الانتفاضة الى دحر الاحتلال عن الاقصى والقدس وكامل الضفة الغربية ودون قيد أو شرط، تماماً كما جرى عام 2005 في غزة، وقبلها عام 2000 في جنوب لبنان.
واستدل بشور على استطلاعات الرأي بين الاسرائيليين التي أظهرت أن أكثر من ثلثي الاسرائيليين يدعون إلى سحب قوات الاحتلال من القدس، فيما التعليقات الاسرائيلية على الاداء السياسي والعسكري للحكومة والجيش كانت كفيلة بإظهار المأزق المصيري والوجودي الذي يعيشه العدو.
ونوه بشور إلى أن الرهان على المفاوضات والتسوية من أكبر التحديات التي تواجه الانتفاضة، إضافة الى الاعتماد على "الوساطات" الدولية التي لم تتدخل مرة في تاريخ النضال الفلسطيني إلا لتوقف انتفاضة أو لتخمد ثورة لكي يلتقط العدو انفاسه ويقوم بهجوم مضاد.
وأشار بشور إلى ان صمود غزة أمام العدوان الاسرائيلي أثبت للعرب والمسلمين، أن الأحداث الاقليمية لن تؤثر على مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال، وان هذا الشعب بإمكاناته المحدودة قادر على الاعتماد على نفسه في مواجهة المحتل، وان كان الدعم العربي والاسلامي والدولي سيزيد من هذه القدرة وسيعجّل في الانتصار.
اما على المدى المتوسط والبعيد، فرأى بشور الامر مختلف، فكلما فرض الشعب الفلسطيني تراجعاً على المشروع (الاسرائيلي)، كلما تنفس الاقليم الصعداء، لما يمثله الاحتلال من اداة في تعزيز خلافات المنطقة.
وشدد على أن الفرصة مواتية للسلطة كي تراجع بشكل جذري علاقتها بالاحتلال لا سيمّا في ظل تنصله من كل الاتفاقات والالتزامات السياسية والامنية، وهو ما وعد به رئيس السلطة محمود عباس في خطابه الاخير في الامم المتحدة والذي نتطلع إلى تنفيذه لهذا الوعد.
وفيما يتعلق بمصير السلطة الفلسطينية في ظل هذه الانتفاضة، فاعتقد أنها امام خيارين لا ثالث لهما إما الانخراط في الانتفاضة حتى تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني المرحلية في قيام دولة فلسطينية على منطقة 67م، وأما المراوحة أمام مشروع التسوية.
ورأى أن البديل السياسي عن وجود السلطة الفلسطينية، هو سلطة الشعب والمقاومة التي ينتجها الثوار والمقاومون والمنتفضون بالتعاون مع كفاءات شعبهم الفلسطيني وهي غنية وكثيرة.
وأشار بشور إلى أن العلاقة بين الكيان والانظمة العربية، قائمة على الحراسة المتبادلة، ومن الطبيعي ان تتخوف هذه الانظمة، كما يتخوف الكيان الغاصب من أي انتفاضة تؤدي إلى اهتزاز في ركائز هذا الكيان وان تسارع للعمل على وأد الانتفاضة.
وَقال بشور " اعتقد ان لدى الانتفاضة وشبابها مناعة وحصانة لمواجهة كل محاولات وأدها أياً كان مصدرها".
وفيما يتعلق بـمبادرة كيري، أكدّ أن ما يحمله كيري ليس مبادرة لإنقاذ الوضع بل لانقاذ الكيان الذي بدأ أمنه يهتز، واقتصاده يرتبك، وثقة مواطنيه به تنهار، محذرًا المفاوض الفلسطيني من الانخداع بـهذه المبادرات مجددًا.
وحثّ بشور رئيس السلطة محمود عباس على دراسة تجربة سلفه الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأن يوازن بين العمل العسكري والعمل السياسي في زمن انتفاضة الأقصى، سيما وأن الظروف المحلية والاقليمية والدولية هي افضل بكثير من الظروف التي كان يعيشها عرفات قبل استشهاده، وامكانية تحقيق مكاسب للشعب الفلسطيني باتت اكبر بكثير من السابق.