في إطار التطور العلمي الذي يشهده عالمنا في الوقت الحاضر، طور العلماء "عقارا عجيبا" مستخرجا من ثمار الموز يمكنه القضاء على طائفة واسعة من الفيروسات من بينها الإنفلونزا والتهاب الكبد الوبائي فيروس "سي" وحتى الإيدز.
وبفضل عملية تطهير بيولوجية، نجح الباحثون في جامعة ميتشيغن منذ خمس سنوات في عزل بروتين اللاكتين الموجود بالموز وأطلقوا عليه اسم "بان ليك"، ونظراً لأن اللاكتين قادر على الالتصاق بالسكريات، فإن "بان ليك" يعمل عن طريق الالتصاق بجزيئات السكر الموجودة على سطح أعنف فيروسات العالم.
وبمجرد التشبث بها ينعدم ضررها ويمكن بذلك التخلص منها بسهولة عن طريق جهاز المناعة بالجسم.
واستطاع الباحثون حالياً التغلب على الآثار السيئة التي نجمت عن اختبار الدواء سابقاً، حيث طوروا نسخة جديدة من "بان ليك"، والتي أثبتت فاعليتها في محاربة الفيروسات باختبارها على الفئران ولم تسبب أية أنواع من الحساسية المفرطة غير المرغوب فيها، والتي ظهرت في الإصدارات السابقة من العقار الذي لايزال تحت الاختبار.
ويعتقد الباحثون أن هذا العقار ينجح أيضا في محاربة "الإيبولا" من منطلق أن جميع هذه الفيروسات تكون مغطاة بجزيئات من السكر والتي يستطيع "بان ليك" الالتصاق بها ومن ثم التخلص منها بواسطة مناعة الجسم.
من جانبه، قال الدكتور ديفيد ماركوفيتش، أستاذ الطب الباطني في جامعة ميتشيغن، وأحد المشاركين في البحث الذي نشرته صحيفة "Cell": ما قمنا به هو أمر مثير للغاية، فهناك احتمال أن يتمكن "بان ليك" بعد تطويره من مكافحة واسعة النطاق لجميع أنواع الفيروسات، وهو أمر غير متوفر في الوقت الراهن".
وأشار ماركوفيتش إلى أن العقار الواعد يلزمه عدة سنوات من التطوير والاختبار حتى يمكن تجربته على البشر.
ورغم أن العقار يلزمه المزيد من الوقت للتغلب على عدد من العقبات قبل اعتماده كعلاج فعال للقضاء على الفيروسات فإن التجارب الأخيرة أثبتت ضرورة الاهتمام بتطوير مضادات الفيروسات، على حد قول البروفيسور جوناثان بول، أستاذ علم الفيروسات الجزيئية في جامعة نوتنغهام.