قال أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، إنّ صورة الجنود (الإسرائيليين) المدججين بالسلاح الهاربين من فلسطيني يحمل حجرًا، وسكينًا، تمرّغ أنف "الدولة المزعومة"، وتشي بقرب زوالها.
وأضاف بحر في حديث لـ "الرسالة نت"، أنّ الانتفاضة الفلسطينية الثالثة قد بدأت بعموم الشعب في الداخل وغزة والقدس والشتات والسبع، وتحتاج لتماسك ووحدة الصف، "لأنّها الأمل الأكبر لنا بزوال (إسرائيل)، مطالبًا بتوجيه البوصلة نحو القدس، "لأنّ الكثير يراهن على حرفها، وتشتيت الأنظار لوأد الانتفاضة".
وأشار إلى أنّ "انسداد الأفق السياسي، وتباطؤ السلطة في انجاز أي جهدٍ على الأرض، وتمسكها بأوسلو، والإجرام (الإسرائيلي)، خاصة تغيير معالم المدينة المقدسة، وتهجير أهلها وشبابها، وهدم البيوت، وتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا.. كل ذلك أشعل فتيل الانتفاضة الذي انفجر في وجه الاحتلال".
وتابع بحر: "قتل الأطفال بدمٍ بارد، والتعامل بمبدأ الاعدامات الميدانية؛ يزيد من الحراك الشبابي، ويشعل لهيب الانتفاضة لتمتد إلى مناطق العمق (الإسرائيلي).
وأوضح أنّ الانتفاضة وحدت الشارع الفلسطيني من الشمال للجنوب، ولم يتبقَ إلًا تطويق شباب الأمّة بالإقليم، للاحتلال، وحصاره وتضييق الخناق عليه، من بيروت والأردن ومصر ولبنان، لنطمس وجوده، ونحيي الأمة بإعادة فلسطين لأهلها".
وشدد بحر على أنّ الانتفاضة ستستمر في وجه الاحتلال حتى تحرير القدس والأقصى واستعادة الحقوق، و"كنس الاحتلال عن تراب البلاد".
ولفت إلى أنّ أي انتفاضة تبدأ بحجرٍ وسكين، ثم تزداد شعلتها، معقبًا: "الحجر يخيف العدو، ويظهر الوهن الذي في قلبه.. فنحن نعد جيلًا يحمل ثقافة عسكرية، ومقاومة، وإرادة، وعزيمة".
وفيما يتعلّق بالسلطة الفلسطينية، أوضح النائب الأول لرئيس التشريعي، أنّ دورها باهت في انتفاضة القدس، وتعتمد على التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة وتسليم المستوطنين التائهين الى ذويهم.
وفي سياقٍ متصل، أعرب بحر عن أمله في تحرك عربي، لا سيما بالأردن الشقيق، الذي يعتبر واليًا على القدس المحتلة.
واستطرد: "مطلوب من ملك الأردن التحرر من القيود الأمريكية المفروضة عليه، والتحرك ولو بجيشه، أو إعلامه، أو دعمه المادي، أو مقاطعة (إسرائيل) سياسيًا أو اقتصاديًا على الأقل، لا نرى تحركًا إلا على مستوى شعبي".
ولفت إلى أنّ الانتفاضة حرّكت دول العالم لتخليص (إسرائيل) من تهديد وجودها، مبينًا أنّ تحرك وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وعقده زيارات للأراضي الفلسطينية، جاء في محاولة لوأد الانتفاضة واجهاضها، "لأنّ المحيط الدولي والإقليمي حريص على الوجود (الإسرائيلي).
وبدأ "كيري" أمس الأربعاء جولة أوروبية شرق أوسطية، لبحث قضايا دولية وإقليمية، تتعلق بالأوضاع في الأراضي المحتلة، ومن المرجح أن يجتمع كيري مع عباس والملك الأردني عبد الله الثاني في عمان، لبحث الحالة الفلسطينية.
وفي سياقٍ منفصل، أدان بحر، اعتقال قوات الاحتلال للنائب في التشريعي حسن يوسف، محمّلًا (إسرائيل) المسؤولية عن سلامته وحياته.
وأرجع بحر اعتقال الاحتلال ليوسف، "لأنّه يمثل ضمير الشعب الفلسطيني، وقلب القدس والانتفاضة، ورجل صاحب شخصية ثائرة، ووجوده يحيي القضية".
وتوقع استمرار غطرسة الاحتلال بالتعاون مع السلطة الفلسطينية في اعتقال رموز الشرعية في الضفة والقدس المحتلتين، مضيفًا "ليس بعيدًا أن يعتقلوا النواب والثوار وجميع أبناء الحركة الإسلامية، شريطة اخماد لهيب الانتفاضة".
وأبدى بحر سخريته من عقلية الاحتلال المتمثلة بالاعتقالات، مشددًا على أنّها "تزيد من الشارع الفلسطيني قوة وعنادًا في مجابهة الاحتلال".
واعتقلت (إسرائيل) النائب بالمجلس التشريعي والقيادي بحماس بالضفة المحتلة، حسن يوسف فجر أول أمس الثلاثاء، بعد مداهمة منزلة في بلدة بيتونيا قرب رام الله، وبهذا تصل مجموع اعتقالات يوسف لأكثر من عشرين عاماً في سجون الاحتلال.
وأوضح النائب بحر، أنّ المجلس التشريعي يتابع ملف الانتفاضة منذ اللحظة الأولى لاندلاعها، ويراسل برلمانات عربية وإسلامية ودولية، "وطالبناهم بعقد جلسات خاصة لنوابهم، للضغط على حكام بلادهم للدفاع عن الأقصى".
ولفت إلى أنّ التشريعي بغزة، عقد جلسة خاصة لقدس، ناقش خلالها الأبعاد السياسية الموجودة، وحذر من إجهاض الانتفاضة.
وبيّن بحر أنّ السلطة الفلسطينية منعت عقد جلسة التشريعي بالضفة، معقبًا: "عندما نعقد جلسة في غزة، ويشارك فيها أي نائب ولو باتصال من الضفة، كانت السلطة تستدعيه وتعتقله وتلاحقه".
ووجّه نائب رئيس التشريعي الفلسطيني تحيّته إلى شباب وفتيات الانتفاضة، "الذين قدموا أرواحهم لاستعادة الأرض"، مؤكدًا أنّ الاحتلال بدأ يستنفذ أوراق ضغطه على الجموع الغاضبة لوجوده .
وأبدى إعجابه بنشطاء التواصل الاجتماعي، الذين يوثقون جرائم (إسرائيل) لحظة وقوعها، ما يثير غضب الاحتلال.
وكان رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، قال خلال اجتماعٍ عقده إثر عملية إطلاق نار في القدس الأسبوع الماضي، إنّ "معركتنا الأساسية يجب أن تتركز ضد مواقع التواصل الاجتماعي التحريضية والاعلام الفلسطيني".