منذ بدء انتفاضة القدس الثالثة في الضفة المحتلة، تتواصل عمليات الطعن والدعس والخطف وإطلاق النار خلال المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال في مناطق الضفة المحتلة بالقرب من الحواجز العسكرية ونقاط التماس بين الجانبين.
حاجز "بيت إيل" من أبرز المناطق التي يندفع نحوها الشبان الفلسطينيين لمواجهة الاحتلال لموقعه الجغرافي، فهو قريب من مستوطنة بيت إيل (الإسرائيلية) التي تأسست سنة 1977، والواقعة شمال شرق البيرة ويقع فيها المقر العام للإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع (الإسرائيلية) (مسؤولة عن إدارة شؤون الضفة الغربية)، ومساحتها 1.528 كم مربع، وحتى العام 2013 وصل عدد السكان فيها 6.019 نسمة.
ويفصل حاجز "بيت إيل" المقام على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، مدينتي رام الله والبيرة عن قرى شرق وشمال رام الله، فهو معزز من قبل الجيش (الإسرائيلي) ويعمل على مدار 24 ساعة، ويغلق جيش الاحتلال الحاجز ويمنع مرور الفلسطينيين منه وذلك منذ الانتفاضة الثانية حتى كانون الأول من العام 2014، باستثناء سيارات الاغاثة وأصحاب بطاقات V.I.P.
وحتى مطلع انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000، كانت تصل جميع السيارات إلى رام الله من جهة الشرق إلى شارع 466 المؤدي لشارع 60 إلى أحد المداخل الرئيسية للمدينة، والمعروف باسم مفترق "سيتي إن"، لكن نظرا لأن شارع 466 يؤدي أيضا إلى مستوطنة بيت ايل، فقد حظر الاحتلال سفر الفلسطينيين عبره.
وقد تم فرض المنع بواسطة حاجز معزز منصوب على مقربة من مفترق "سيتي إن" ويحول دون مرور السيارات الفلسطينية في كلا الاتجاهين، باستثناء سيارات الإسعاف والسيارات التي تحمل بطاقات كبار المسئولين.
وإلى الشمال من الشارع، هناك كومة من التراب تحول دون الحركة وهي تبعد اقل من 200 متر عن حاجز بيت إيل.
منع مرور الفلسطينيين عبر حاجز "بيت إيل" يمس بصورة خاصة بسكان قرى برقة وبيتين وعين يبرود إلى الشمال من رام الله، مما يضطرهم للسفر يوميا إلى رام الله عبر مسارات بديلة تجعل من رحلتهم شاقة للغاية.
والمقصود ببيت أيل أي بيت الرب المكان الذي كلم فيه الرب يعقوب (إسرائيل) وذلك حسب الرواية التوراتية، فهم يعتقدون أن الله منحهم هذه الارض لذا هي مقدسة لديهم، كما ويحيط بها عدد من القرى الفلسطينية وأقربها قرية "بيتين".
ويقول عدنان ابو تبانة المحاضر في جامعة القدس بالخليل:" قرب حاجز بيت أيل من جامعة بيرزيت جعله مقصد للشباب الثائر والغاضب ما يجعل المواجهات مع الاحتلال شبه يومية في ظل انتفاضة القدس، فقد سقط في الأيام الأولى الفتى أحمد عبد الله شراكة (13 عاماً) شهيدا عند الحاجز، حينما أصر على الذهاب للمواجهات اليومية رغم اصابته السابقة برصاص الاحتلال (الإسرائيلي).
كما وتشهد المنطقة ذاتها حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال المواجهات التي تدور على الحاجز، بالإضافة إلى خطف الشبان الفلسطينيين على يد القوات (الإسرائيلية)، عدا عن الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط التي يصاب بها العشرات من الشبان.
وبحسب متابعة أبو تبانة للأحداث كونه أيضا محللا سياسيا فإن الاحتكاك بين جنود الاحتلال وطلبة جامعة بيرزيت شبه يومي، لكن وتيرته تزداد وتخف من حين لآخر حسب طبيعة الاحداث وذلك وفق شهود عيان في المنطقة.