انتفاضة القدس فرصة تحتاج منا استثمارا مركزا في توحيد رؤية وطنية تجتمع على هدف واحد وليكن إخراج الاحتلال من الضفة وتركيز العمليات فيها، وهذا برنامج قد تقبله فتح وحماس واليسار وجميع الأطر والتوجهات واعتقد انه منتج وممكن وسريع النتائج. صراعنا مع الاحتلال طويل وممتد ليس يوم او سنة وليس معركة او معركتين وتنتهي، وليس انتفاضة او هبة وتمضي إنه صراع تراكمي يحتاج لنفس طويل وتصبر، فنحن في بؤرة صراع المنطقة والمنطقة بؤرة صراع العالم، أي أننا حين نقاتل إسرائيل نعمل لتغيير العالم أجمع، لهذا ما يحدث يستحق لقب انتفاضة وهي الانتفاضة ال 25 من تاريخ شعبنا فتاريخنا ثورة ممتدة منذ أن دق أول مسمار صهيوني في مستوطنة.
مشكلتنا أننا لا نكمل المشوار حتى النهاية فنتوقف في منتصف الطريق فتضيع التضحيات ولا تتحقق المطالب، حدث ذلك في ثورة 36 فضاعت فلسطين وتشتت الجهد بعد إضراب دام 6 أشهر متواصلة بملحمة فلسطينية هزت بريطانيا والمشروع الصهيوني، وفي ال 87 أنهى اتفاق أوسلو المشؤوم نضال شعب كاد أن يحقق امانيه، وفي انتفاضة الاقصى قتل عرفات وجاء عباس بسياسة الفلسطيني الجديد ليجهض الحلم، إلا انه تفاجأ بجيل متمسك بارضه وحقه وحلمه ولديه استعداد للتضحية.
علينا ان نتعلم كيف نستمر حتى النهاية ففي اللحظات الأخيرة تتضاعف الآلام، ولكن في الصبر تتحقق كل الأحلام وفي الرجوع يضيع كل شيء، ولتكن انتفاضة القدس خطوة نحو العودة الأكيدة لأرضنا وبلادنا وتحرير فلسطين بشكل كامل، فالجيل الفلسطيني الذي راهنت وتوقعت جولدا مائير نسيانه لأرضه وقضيته يثبت أنه الأكثر تمسكا وارتباطا وإصرارا على العودة والمقاومة والتمسك بكل حقه.
فهذه الاحداث تأتي تعزيزا لتمسك شعبنا بحق العودة، فمن يقاتل اليوم الجيل الفلسطيني الجديد، وقد تشرب معنى الانتصار وحلم العيش ببلاد هُجر منها أجداده، لهذا ان نفع الاحتلال وعد بلفور المشؤوم فلن تنفعهم اليوم وعود وزراء خارجية الأرض، وما جهود كيري الا استمرارا لوعد بلفور وارادة القوى الظالمة.
من الخطأ الحديث او اعطاء التصريحات حول حق العودة او التنازل عنه وهذا ما وقع به الرئيس محمود عباس، فلا مجاملات بالحقوق الفلسطينية، ومن لا يستطيع اكمال الطريق لا يستسلم لضعفه يمكنه التنحي او الجلوس ليخلي الميدان لجيل جديد لديه نفس وقدر وقوة لإكمال حمل القضية. فوعد بالفور الذي تعززه الولايات المتحدة وتستهدف فيه تفريغ فلسطين التاريخية من سكانها الاصليين، لن يرقى لواقع طالما تشرب الجيل الفلسطيني حقه وطالما سلمنا للأجيال القادمة حقها في المقاومة، وأعتقد أننا اليوم أمام جيل فريد مهيأ لإكمال الطريق وتحقيق النتائج المرجوة أو على الأقل الحفاظ على القضية مشتعلة.