قائمة الموقع

انتفاضة القدس تكشف هشاشة علاقة السلطة بدول الإقليم

2015-11-04T17:40:14+02:00
عباس والسيسي
الرسالة نت- محمود فودة

وكأنها تقف لوحدها، تسمرت السلطة أمام الأحداث المتتالية في الساحة الفلسطينية منذ مطلع اكتوبر المنصرم؛ لعدم مقدرتها على التعامل مع المشهد الحالي، ومما زاد الطين بلة أن العواصم العربية لم تشهد أي حراك رسمي يدعم السلطة، بل كانت المواقف معاكسة لتيارها كالأردن ومصر.

فالأردن ذات الموقع الجيواستراتيجي المهم همشت السلطة بشكل واضح حينما اتجهت للاتفاق مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على إيجاد ترتيبات في الحرم القدسي، بينما جاءت الضربة الثانية من النظام المصري بتصويت مندوبه في الأمم المتحدة على منح (إسرائيل) العضوية الكاملة في لجنة "الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي" وبذلك تكون السلطة "تغني" في واد والدول سابقة الذكر وغيرها في واد آخر.

ويذكر أن السلطة لطالما تغنت بمتانة علاقاتها مع هاتين الدولتين، وكذلك حاولت قدر المستطاع إخفاء الحقائق الأخيرة التي تؤدي إلى نتيجة واحدة بحسب المراقبين مفادها أن طبيعة العلاقة التي كونتها السلطة مع دول الإقليم "ضعيفة للغاية" ولا دور لها في الأزمات.

ما سبق دفع السلطة على ما يبدو إلى الاهتمام بالعلاقة مع الأطراف الفلسطينية الداخلية، فاتجهت إلى إيفاد عزام الأحمد الذراع اليمين لرئيسها محمود عباس لبيروت لعقد لقاءات مستعجلة مع قيادات حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهتان، خرجت بخلاصة تدعو لمساندة الانتفاضة والعمل على تطويرها.

وبحسب مسؤول فلسطيني -طلب عدم الكشف عن اسمه- تحدث لـ"الرسالة نت" فإن السلطة منزعجة للغاية من الموقف العربي الرسمي اتجاه الوضع الراهن، وخصوصا من المملكة الأردنية فيما يتعلق بـ "اتفاق الأقصى" والذي تؤيده أمريكا وترغب به (إسرائيل)، فيما تم دون إشراك السلطة في محادثاته.

وأوضح المسؤول أن الأردن لم تكتف بعقد الاتفاق بعيدا عن السلطة، بل رفضت أن توجه لها أي تصريحات اعلامية او اتهامات تشير إلى أنها "غير متفهمة" للموقف الفلسطيني، أو تعاكسه، وفي المقابل امتنعت السلطة عن التعليق على الموضوع باستثناء ما صدر عن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.

وفي ذلك، يرى عثمان عثمان أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح أن موقف السلطة غاية في التعقيد، فالأوضاع الميدانية ما زالت على حالها، حيث فشل الرهان على انتهاء الهبة الجماهيرية بعد وقت قصير، بينما لم تتلق دعما سياسيا عربيا أو غربيا يسعى لتهدئة الأوضاع عبر تحقيق مطالب تعتبرها السلطة غاية المنتفضين.

وأشار الدكتور عثمان إلى "خيبة الأمل" التي غلبت على الموقف الفلسطيني الرسمي في ظل مواقف الدول العربية التي لم تعر التطورات الفلسطينية أيا من الاهتمام سوى بعض التصريحات الإعلامية التي انتهت في وقتها، ولم تترتب عليها أي خطوات عملية على أرض الواقع سواء على المستوى الدبلوماسي أو الدعم المباشر للسلطة.

وفي المجمل، تشير الأوضاع الراهنة في الساحة -بحسب المتابعين للشأن الفلسطيني- إلى أن قوة موقف السلطة ينبع من مدى انسجام قراراتها مع توجه الشارع المنتفض، والذي يشكل داعما أساسيا يمكن الرهان عليه، في حال تمكنت من استثمار الجهود الميدانية بما يحقق مطالب الجماهير، بينما يبقى السؤال مفتوحا إلى أين ستتجه السلطة في المرحلة المقبلة في ظل قلة الخيارات المتاحة؟

اخبار ذات صلة