قائد الطوفان قائد الطوفان

"الفتى فراس".. رصاص "أم الظلم" حرّمه الشهادة على يد الاحتلال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت- محمود فودة

على بعد 350 مترا من الحدود المائية بين الشقيقة مصر وقطاع غزة، وقف الفتى فراس مقداد "17 عاما" على حسكة الصيد مع عمه واثنين من أقربائه، ليلقوا شبكة الصيد، علّهم يعودون بـ"سمك سمين"، إلا أن الرصاص المصري كان أسرع منه في الوصول إليهم.

وبعد أن شاهد نشرة أخبار الظهيرة وما حوّتها من أحداث انتفاضة القدس، انطلق الفتي فراس الذي غبط منْ ارتقوا برصاص الاحتلال بقوله " نيالهم الشهداء" ليبحر  في عرض بحر مدينة رفح جنوب قطاع غزة برفقة عمه  بحثا عن لقمة  العيش، ليرتقي شهيدا، لكن برصاص الجيش المصري !

يقول عم الشهيد زياد والذي كان برفقته لـ"الرسالة نت": " بعد ظهر اليوم حضرنا شباك الصيد والحسكة وانطلقنا في البحر، وبعد تمركزنا في نقطة اعتدنا الوصول إليها، اطلق الجيش المصري الرصاص علينا".

ويضيف أن جنود الجيش  المصري المتمركزين على برج الحراسة المقابل لشاطئ البحر، أطلقوا  الرصاص عليهم داخل الحدود المائية الفلسطينية، دون سابق إنذار، بينما كانت الطلقة الوحيدة التي أصابت الحسكة بشكل مباشر من نصيب قلب فراس.

وبصعوبة بالغة تمكنت الصيادون الثلاثة من الإبحار باتجاه الشاطئ؛ لاستمرارية إطلاق النار لمدة ثلث ساعة، ومن ثم نقل الفتى فراس عبر سيارة مدنية إلى مستشفى أبو يوسف النجار شرق مدينة رفح.

أنفاسه الأخيرة التقطها في غرفة العمليات بالمستشفى، لتعلن المصادر الطبية بعد دقائق معدودة استشهاده ، لإصابته برصاصة من العيار الثقيل اخترقت جسده من الجانب الأيسر مرورا بقلبه وخروجا من الجانب الأيمن.

التقينا في خيمة العزاء التي أقيمت في حي تل السلطان غرب رفح بوالد الشهيد فراس، والذي استقبلنا بقوله "حسبنا الله ونعم الوكيل على الظالمين"، وكأنه يردد "أم الظلم قتلت بنيّ ".

ويضيف الأستاذ محمد مقداد في حديثه لـ"الرسالة نت": "  فراس عاد من دوامه في كلية الصناعة التابعة للوكالة، وتوجه كالمعتاد مع عمه للصيد في البحر، لكن هذه المرة عاد لي في كفن!".

بالكاد، استطعنا الحديث مع والدة فراس التي لم تصدق نبأ استشهاد فلذة كبدها -حتى كتابة النص-، وبحروف قليلة عبرت أم العبد عن حالتها "حبيبي فراس، مش ممكن يتركني ويموت!".

في مكان الحدث، تواجدت 4 حسكات صيد غير التي كان على متنها فراس، يركبهن صيادون من عائلة فراس، والذين أجمعوا في حديثهم لـ"الرسالة نت" على أن الجيش المصري قتل فراس دون مبرر وبشكل مباشر.

ويقول إبن عم الشهيد لـ"الرسالة نت": "لو أراد الجيش المصري منعنا من التواجد لأرسلنا إليها زورقا حربيا، إلا أنه اطلق النار من البرج البعيد عن بشكل مباشر، يبدو أنهم يقصدون قتلنا".

حادثة قتل الفتى فراس ليست الأولى، وفيما يبدو لن تكون الأخيرة، فالشقيقة مصر لم تكتف بإغراق مدينة رفح بمياه البحر عبر القناة المائية، بل قتلت أبناء المدينة في بحرهم، ولا ننسى المرور عبر البوابة السوداء المغلقة منذ عدة أشهر!

 

 

البث المباشر