قائد الطوفان قائد الطوفان

خلال جلسة نقاش للكيلة المتوسطة بجامعة الأزهر

سياسيون: ذكرى وعد بلفور حافز لاستمرار انتفاضة القدس

جانب من جلسة النقاش
جانب من جلسة النقاش

غزة – الرسالة نت

أكد باحثون ومختصون في الشئون السياسية أن وعد بلفور يشكل ركيزة مهمة للتصدي لمحاولات القضاء على انتفاضة القدس.

وجاء ذلك خلال حلقة نقاش نظمتها دائرة شئون الطلبة في كلية الدراسات المتوسطة بجامعة الأزهر في غزة بعنوان "وعد بلفور.. جائر وباطل ومرفوض".

وحضر الجلسة عميد الكلية المهندس رامي رابعة ومنسق شئون الطلبة يحيى المدهون وعدد من الباحثين في الشئون السياسية ولفيف من طالبات الكلية.

وفي بداية اللقاء رحب رابعة بالحضور وأكد ضرورة مواصلة حلقات النقاش لزيادة وعي الطلبة بالثقافة السياسية وما يدور حولهم من أحداث ومستجدات.

في حين بيّن المدهون أهمية دور الشباب في تحمل مسئولياتهم تجاه وطنهم وغرس الانتماء الوطني في نفوس الأجيال الصاعدة.

ومن جهته، عرّف الباحث في الشئون السياسية حسام يونس الحضور بوعد بلفور قائلا: إن وعد بلفور هو الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية، لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

وأضاف يونس: "الوعد جاء في السياق التاريخي لتوظيف اليهود لخدمة مصالح الإمبراطورية البريطانية في المنطقة العربية".

من جانبه، قال الباحث السياسي يحيى قاعود إن وعد بلفور وصيغته التي كتب بها يوضح أن اتفاق المصالح الغربية مع الحركة الصهيونية هو الدافع الرئيس لإعطاء بريطانيا الوعد وأن الاحتلال وتسهيل إجراءات إقامة "الدولة اليهودية" جاء وفقاً للمصلحة المشتركة ما بين بريطانيا القوة العظمي آنذاك والحركة الصهيونية.

أما الباحث في الدراسات الشرق أوسطية سعيد المدهون فذكر أن وعد بلفور كان الأساس الذي بنيت عليه مظلوميتنا التاريخية، من أجل مصالح استعمارية لدول تدعي التزامها بحقوق الإنسان والمواطنة والديمقراطية.

وقال إن الوعد منح غطاءً دوليًا لجرائم العصابات الصهيونية ضد أرض وشعب فلسطين؛ فكان سببًا في طرده وتشريده من وطنه، وتعرضه لمسلسلٍ طويل من المعاناة والآلام، وعكس واقعاُ أليماً، وفصولاً من المعاناة المتواصلة.

بدوره تحدث عاهد فروانة المختص في الشؤون (الاسرائيلية) عن أن وعد بلفور لم يكن هو الأول الذي يقدمه الغرب لصالح اليهود بتوطينهم في فلسطين، بل سبقه نداء نابليون بونابرت عام 1799 بدعوته اليهود للاستيطان في فلسطين، إضافة إلى مؤتمر لندن للدول الأوروبية عام 1840 وتقسيم الدول العربية فيما بينها.

إلى جانب وعد الدون الألماني ايلونبرج لزعيم الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل عام 1898 وأيضا وعد الوزير الورسي عام 1901، وكذلك مذكرة الوزير البريطاني هربرت صموئيل عام 1908 والتي اقترح فيها تأسيس دولة لليهود في فلسطين تحت إشراف بريطانيا.

الباحث في الشئون السياسية أحمد الأسطل تحدث عن تأثير تصريح بلفور على الفكر السياسي القومي العربي، قائلاً: "لم يصدر تصريح بلفور عام 1917 دون ارهاصات فكرية سياسية سابقة فقد اتفقت بريطانيا ممثلة برئيس وزرائها والحركة الصهيونية ممثلة بعميد البيت المالي اليهودي البارون روتشيلد عام 1840 على تفكيك الوطن العربي وزرع فكر سياسي بديل لفكر القومي".

وأشار الأسطل إلى أن الفكر البديل تمثل بالفكر السياسي القطري بحيث يتم تمزيق الوطن العربي إلى دويلات وزرع كيان غريب يمزق الوطن العربي, ثم تم توقيع اتفاقية سايكس بيكو وسان ريمو واصدار تصريح بلفور لقضاء على الفكر القومي العربي واحتلال فلسطين وإيجاد الفكر القطري وإسرائيل.

وقال الباحث السياسي محمود الأسطل إن صدور تصريح بلفور علامة فارقة على نجاح الحركة الصهيونية في ربط مشروعها الاستيطاني في فلسطين بعجلة المصالح الاستعمارية والإمبريالية، وخطوة على طريق العمل على اغتصاب فلسطين تحت حماية القوى الدولية الكبرى.

وأكد أن إسرائيل لا زالت تربط مشروعها بحماية الدول الكبرى، حيث احتمت ببريطانيا خلال فترة الانتداب، ثم بالولايات المتحدة الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية إلى الآن.

وشدد الباحث جهاد ملكة على أن وعد بلفور ما كان له أن يتحول إلى حقيقة لولا تفاني الصهاينة في تنفيذه وتحويله إلى حقيقة على الأرض.

البث المباشر