تشهد الأراضي الزراعية في قطاع غزة موسم أمطار مبكر، ما يبشر المزارعين بوفرة الانتاج للموسم المقبل.
ويشير مختصون إلى أن الأمطار الخريفية تفيد الأراضي الزراعية أكثر من الأمطار الشتوية، وتعطي منتوجاً أكبر من المواسم قليلة الأمطار.
وأعلنت وزارة الزراعة أن كميات الأمطار التي هطلت الشهر الماضي مبشرة لموسم مطري جيد وموسم زراعي خصيب.
وقالت الوزارة إن كمية المياه التي هطلت في قطاع غزة بلغت 7.47 مليون متر مكعب، كما بلغت النسبة المئوية للهطول 5.2% من المعدل السنوي العام لجميع المحافظات، ومتوسط الهطول للمناطق كافة بلغ 19 ملم.
بدوره، أعرب المزارع محمد عصفور عن سعادته بالأمطار التي هطلت خلال الأسابيع القليلة الماضية، مؤكداً أن أكثر المتفائلين لم يتوقعوا هطول كميات كبيرة في مثل هذا التوقيت من العام.
وقال عصفور الذي يزرع أرضه بمحصول الشعير شرق خانيونس إن المحصول يعتمد على مياه الأمطار، مشيراً إلى أن كثرة الأمطار تبشر بمحصول وفير.
وأوضح أن الأمطار الخريفية تساعد في تهيئة الأرض وتجهيزها للزراعة وتزيد من آمال المزارعين بشتاء ماطر، وهذا ما يتمناه.
وأضاف: "أخبار الطقس تتوقع أن يكون الشتاء شديد الأمطار، وكثرة المياه تساعد في القضاء على الآفات الزراعية الضارة".
وتزرع عشرات الدونمات بمحصولي البصل والثوم في المناطق المحررة غرب محافظتي خان يونس ورفح، وفي الأراضي الزراعية الممتدة ما بين المحافظتين، فيما تتواصل التجهيزات للبدء بزراعة البطاطا والبازيلاء في هذا الوقت من العام.
ومن جهته، ذكر رئيس قسم الخضار في الإدارة العامة للإرشاد بوزارة الزراعة حسام أبو سعدة أن سقوط الأمطار هو بداية مبشرة ومطمئنة لموسم أفضل، متأملاً أن يكون موسم الأمطار لهذا العام جيدًا.
وقال أبو سعدة إن الأمطار مناسبة للمحاصيل الخريفية التي ينتظر المزارع سقوطها ليبدأ في زراعة عدد من المحاصيل أبرزها البصل والثوم والبطاطس والبازيلاء والفول والسبانخ، والجزر.
ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج هذه المحاصيل خلال فصل الشتاء، والتي تعد من أبرز المحاصيل التي تزرع في الخريف وتنتج في الشتاء، وفق أبو سعدة.
وأوضح أن الأمطار تأتي بعد صيف طويل تملّحت فيه التربة وتشققت وجفت لفترة طويلة وقل النشاط الحيوي فيها، بالإضافة إلى الجفاف وضعف نمو الأشجار، لافتاً إلى أنها تغسل الأشجار ما يزيد من قدرتها على إجراء عملياتها الحيوية الأساسية كالتنفس والبناء الضوئي.
ويذكر أن المحاصيل الشتوية التي تزرع جنوب قطاع غزة تنقسم إلى نوعين، الأول يتم ريه بواسطة شبكات ري في الفترات التي يتوقف خلالها هطول الأمطار أو عند بداية الزراعة، وفي حال توقف الري ولم تهطل الأمطار تذبل النباتات وتموت، ومثال على ذلك البطاطا والبازيلاء والكرنب والقرنبيط والفول الأخضر.
أما النوع الآخر من النباتات مثل الشعير والقمح فيعتمد على الري الكامل بواسطة مياه الأمطار، وهو الأقل تكلفة، لكن كمية الإنتاج غالباً ما تكون مرهونة بكميات تساقط الأمطار.
ويتفق أحمد الشافعي رئيس جمعية غزة التعاونية الزراعية مع سابقه في أن هطول الأمطار في وقت مبكر من العام يبشر بموسم جيد لمختلف الزراعات، سيما محاصيل المواسم الشتوية.
وعبر الشافعي عن تفاؤل مزارعي التوت الأرضي بهذا الموسم، منوهاً إلى أن عدد الدونمات المزروعة بهذا المحصول تقدر بنحو 800 دونم وأن مستوى نمو الأشتال كان جيدا إضافة إلى أنه لم تسجل أية أضرار جوهرية في الدفيئات المزروعة بالمحاصيل التصديرية باستثناء الأضرار الطفيفة التي لحقت بالدفيئات الزراعية القديمة.
وقال: "ما جرى تصديره العام الماضي للسوق الأوروبية من التوت الأرضي بلغ نحو 72 طناً ومن المتوقع أن يتم هذا الموسم تصدير نحو 250 طناً بسبب كثرة الأمطار".
أما ما تم تسويقه لسوق الضفة الغربية من المنتج نفسه، فبلغ نحو 150 طنا للضفة نظرا لأن موعد التسويق بدأ العام الماضي في وقت متأخر، متأملاً أن يتم التسويق هذا العام أضعاف هذه الكمية.