برز دور الخليل في انتفاضة القدس، فتصدرت الخليل المشهد بشكل لافت خلال الانتفاضة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين أول فكانت اول المنتفضين، وذلك بتصدرها لعمليات المقاومة والرد على عدوان الاحتلال ومستوطنيه فكانت عمليات الطعن والدهس وبرزت العمليات العسكرية المنظمة التي نفذها أبناء المدينة وقراها ضد جنود ومستوطنين إسرائيليين، وتقدمت الخليل عن باقي المحافظات بعدد الشهداء المرتفع الذي قدمته، ولا سيما أن نسبة من هؤلاء الشهداء هم من النساء، وكانت آخرهن المسنة الفلسطينية "ثروت الشعراوي 73 عاما"، التي أعدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، لم يغيّر الاحتلال الإسرائيلي نظرته عن مدينة الخليل، بصفتها حاضنة المقاومة وصاحبة الردود القوية منذ قدم التاريخ، فيصفها العدو بالأسد النائم، بينما يحاول الإعلام الإسرائيلي تصويرها بمدينة "الإرهاب" ومعقل المقاومة وهو الذي يعاني منها قديماً ويتألم من ضرباتها ، فإنه اليوم خائف مرتعد منها، فهذه المدينة بقراها وبلداتها ثائرة دوماً، ومنتفضة أبداً، ولا تقبل الإهانة، ولا تسكت على الضيم، ولا تنام على الحيف، وتصر على الرد، وتصمم على الانتقام، ولا تبالي بالجراح، ولا تحزن إن أصابتها الآلام طالما أنها من أجل وطنها، وحمايةً لشعبها.
عظيمة هي العمليات العسكرية النوعية التي قام بها الخلايلة والتي يصعب على العدو نسيانها، فهو لا ينسى عبد الله القواسمه وعملياته الاستشهادية بالقدس وعمليات اطلاق النار بالخليل واقتحام مستوطنة خارصينا، ولا ينسى مروان زلوم ومجموعاته العسكرية، وكيف ننسى عملية " زقاق الموت" قرب الحرم الإبراهيمي بالخليل في الثامن عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2002 والتي قتل فيها 12 جنديا وضابطا وأصيب 14، وعملية الاستشهادي القسامي/ عبد المعطي شبانة من تل الرميدة في حافلة الركاب رقم "14" قرب مجمع "كلال" في مدينة القدس بعد ساعات على محاولة اغتيال القائد عبد العزيز الرنتيسي ، وعملية ديمونا الاستشهادية 2008 التي نفذها الاستشهاديين القساميين محمد سليم الحرباوي وشادي محمد زغيّر من الخليل والمستوطنون الثلاثة الذين اختطفتهم المقاومة، كما كانت حاضة المقاومة فضمت بين جنباتها عماد عقل وعملياته في الانتفاضة الاولى وحسن سلامة صاحب الرد المقدس على اغتيال المهندس يحي عياش، كثيرة وعظيمة هي عمليات المقاومة التي خرجت من الخليل بعظم وشهامة هذه المدينة واهلها التي لا يسع هذا المقال حصرها وذكرها. وها نحن اليوم نشهد عودة قناص الخليل من جديد الذي أرعب جنودهم ومستوطنيهم، ومنعهم من عبور الشوارع وارتياد الطرقات، من خلال عمليات القنص الناجحة التي طالت جنوداً وضباطاً، وتمكن خلالها المنفذون من الفرار والتواري عن الأنظار، دون أن يتركوا وراءهم دليلاً أو شاهداً يدل عليهم، أو يقود إليهم، مقاومة الخليل مستمرة باستمرار الاحتلال وعدوانه ومهما حاول هذا العدو من الانتقام من الخليل وأهلها عبر خنقها وتشديد الحصار عليها واطلاق يد غلاة المستوطنين فيها لتعيث خرابا وقتلا فهيهات لهم ان ينالوا من خليل الرحمن فنحن أمام صخرة صلبة من الصمود والعناد المعروفة في فلسطين، ونحن أمام معقل من معاقل المقاومة وفي سبيل الله تقدم الأرواح والمهج، كما أننا طلاب حياة العزة والكرامة لا طلاب حياة الذل و المهانة وكما قال الخلايلة #بهمش