ارتفع عدد ضحايا التفجير المزدوج الذي وقع مساء اليوم الخميس في الضاحية الجنوبية ببيروت، إلى 41 قتيلا وأكثر من مئتي جريح، وسط إجماع لبناني على إدانته.
وقالت مصادر أمنية، إن شخصين فجرا نفسيهما في شارع مكتظ بمنطقة برج البراجنة بفارق دقائق، وتسبب التفجيران بدمار كبير في المباني المجاورة فضلا عن عدد كبير من الإصابات الخطيرة، وهو ما يرشح عدد القتلى إلى الارتفاع.
وقالت مصادر إعلامية، إن القوات الأمنية فرضت طوقا أمنية مكثفا على الشارع الذي وقع فيه الهجومان.
وتعتبر منطقة برج البراجنة حاضنة شعبية لحزب الله الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري ضد المعارضة في الأراضي السورية.
وأضافت المصادر أن العملية تبدو احترافية بامتياز، وتطرح أسئلة عن جملة من القضايا، موضحة أن وصول المنفذين إلى تلك المنطقة وشن هجوم في معقل حزب الله وإيقاع العدد الكبير من المواطنين يثير تساؤلات عن الخرق الأمني وقدرة القوى الأمنية على منع حدوث مثل تلك الهجمات.
كما تثير هذه العملية تساؤلات عن جدوى مشاركة حزب الله في المعارك إلى جانب النظام السوري ضد معارضيه في المدن السورية، ولا سيما أن الحزب يعلن أن سبب مشاركته هو منع وصول نيران الحرب هناك إلى الداخل اللبناني.
وأشار المصادر إلى أن فئات لبنانية تعتبر ما حصل انعكاسا لما يجري في سوريا، في إشارة إلى مشاركة حزب الله.
إدانات
وتعليقا على هذه التطورات، أشارت قناة الجزيرة إلى أن ثمة إجماعا لبنانيا من كافة الفئات السياسية على إدانة الهجوم المزدوج، فقد قال وزير الداخلية نهاد المشنوق إن الوزارة لن تتوانى عن ملاحقة المجرمين أينما وجدوا.
من جهته، أدان زعيم تيار المستقبل سعد الحريري التفجيرين، وقال إن استهداف المدنيين عمل دنيء وغير مبرر لا تخفف وطأته أي ادعاءات. واعتبر أن "قتل الأبرياء جريمة بكل المعايير من برج البراجنة إلى كل مكان".
بدوره، دعا رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي اللبناني وليد جنبلاط إلى رص الصفوف والترفع عن الخلافات السياسية لقطع الطريق على عودة التفجيرات.
كما أدان رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي التفجيرين، داعيا جميع اللبنانيين إلى اليقظة والوحدة.
وشهد لبنان سلسلة تفجيرات منذ اندلاع الثورة في سوريا المجاورة قبل ثلاثة أعوام استهدفت معظمها مناطق نفوذ لحزب الله، وتبنت أغلبية التفجيرات مجموعات إسلامية وصفت بـ"المتطرفة"، والتي اعتبرتها ردا على مشاركة الحزب في المعارك إلى جانب النظام السوري.
الجزيرة نت