بدأت منافسات دوريي الدرجتين الممتازة والأولى تأخذ منحدرا خطيرا في الموسم الجاري, بعدما طغت على أحداثه العصبية المفرطة خلال المباريات.
ورغم أن أسبابها باتت معروفة في الشارع الرياضي قبل انتقالها إلى الملاعب, إلا أن مواصلة انتشارها تنذر بكارثة حقيقية على المدى القريب.
التعصب الأعمى
مباراة اتحاد الشجاعية وشباب رفح التي جرت السبت الماضي, كانت بمنزلة "القشة التي قصمت ظهر البعير", بعدما شهدت عصبية كبيرة غير مسبوقة في الملاعب الغزية, مما وضع اللاعبين تحت ضغوطات كبيرة لأجل تحقيق الفوز, دون النظر لأشياء أخرى.
وسبق ليلة المباراة أحاديث كثيرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بين الطرفين, وهو ما أنذر بحصول مشكلة في أي دقيقة خلال المباراة.
وبالفعل لم تستكمل المباراة, بعدما انسحب اتحاد الشجاعية في أواخر الشوط الأول, من اللقاء الذي شهد أحداثا بالجملة.
وعلى غرار هذه المباراة, أضحى التعصب سمة رئيسية في الدوري خلال المواسم الأخيرة, مما أحدث انقساما وشرخا واضحا بين الأسرة الرياضية, التي بات كل شخص فيها يلتفت لفريقه, واضعا الأخلاق والاحترام وراق ظهره, حتى وصل للزملاء الإعلاميين أيضا.
أخطاء قاتلة
كذلك أصبحت الأخطاء التحكيمية القاتلة, أحد الأمور التي تتسبب بفوز فريق على حساب آخر في الدوري, وهو ما تثبته اللقطات التلفزيونية.
ولم يظهر حتى الآن أي حكم بصورة مميزة, باستثناء القليل, وهو ما وضعهم تحت الانتقادات المباشرة دوما في كل مباراة.
ورغم أن الأخطاء التحكيمية جزء لا يتجزأ من كرة القدم, إلا أن تكرارها على الدوام في كل مباراة, يُنذر بكارثة كروية في قطاع غزة هذا الموسم.
شتائم الجمهور
أيضا "الألفاظ النابية والخادشة للحياء" بحق الخصوم والحكام, أصبحت "سلاحا" سلبيا في المباريات, بل ويتغنى بها البعض كوسيلة لإخراج اللاعبين عن تركيزهم, لأجل كسب نقاط المباراة.
وباتت الشتائم داخل الملعب أمرا "روتينيا" في الدوري, مما تتسبب في أحيان كثيرة بتوقف المباريات.
ورغم وجود بعض العقلاء في المدرجات, إلا أن الصعوبة تكمن في السيطرة على العدد الكبير, وهو ما سيجبر الاتحاد على إمكانية اتخاذ خطوة جريئة, بإكمال مباريات الدوري دون جمهور, حال استمر هذا الأمر.
وانتقلت "معركة" العداء بين الجماهير إلى صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك", الذي بات "التربة" الخصبة لزرع أي فتنة.
وبالنظر لما يحدث في الدوري هذا الموسم بالذات, بات مطلوب من المسؤولين الوقوف بشكل جاد للضرب بيد من حديد للقضاء على الظواهر السلبية في المسابقة, لعودة الكرة الغزية إلى سابق أمجادها.
